أرقام كورونا بالدول العربية آخذة في الارتفاع

الانتشار البطيء لفيروس كورونا بالشرق الأوسط مقارنة بمناطق أخرى تفشى داخلها الوباء بوتيرة أسرع يثير قلق الكثيرين من عدم قدرة بعض البلدان العربية على رصد كل الإصابات في ظل هشاشة النظام الصحي.
قطر تسجل أول وفاة بكورونا
كورونا يضع وزير الطاقة السوداني بالحجر الصحي
الدول العربية أقل تضررا حتى الآن بكورونا المتفشي بالعالم

الدوحة - بينما يواصل فيروس كورونا القاتل حصد آلاف الأرواح في أغلب دول العالم، تعد الدول العربية أقل البلدان تسجيلا لضحايا الفيروس ولعدد الإصابات المستمر بنفس الوتيرة آخذا في الارتفاع  بشكل يومي.

وفي هذا الإطار أعلنت قطر أول اليوم السبت أول حالة وفاة بالفيروس لمقيم من بنجلادش، مسجلة 28 إصابة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات فيها إلى 590.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن المتوفى البالغ من العمر 57 عاما كان يعاني من أمراض مزمنة. ومعظم الإصابات في قطر لعمال وافدين أو لقطريين قدموا من إيران التي تفشى بها الفيروس بشكل مروع. وأغلقت السلطات القطرية جزءا كبيرا من المنطقة الصناعية التي يعمل ويعيش فيها العديد من العمال.

وأشارت قطر إلى أنه تم إدخال الحالات المصابة الجديدة تحت العزل الصحي التام؛ حيث تتلقى الرعاية الطبية اللازمة.

ويثير الانتشار البطيء لفيروس كورونا بالبلدان العربية مقارنة ببقية دول العالم التي تفشى داخلها الفيروس بوتيرة أسرع، قلق الكثيرين إزاء حقيقة الإحصاءات المعلنة خصوصا في دول تعاني قطاعا صحيا هشا ومؤسسات غير قادرة على رصد كلي لجميع الإصابات، لاسيما وأن هناك توقعات بأن كثير البلدان ستشهد في الأيام القادمة ارتفاعا كبيرا في أعداد المصابين نظرا لعدم التزام مواطنيها بإجراءات الوقاية في وقت ظهر فيه الفيروس.

من جانب آخر أعلن وزير الطاقة والتعدين السوداني عادل علي ابراهيم، السبت وضع نفسه في العزل الصحي بعدما تبيّن أنّه قابل أحد المصابين بكوفيد-19، من دون أن تظهر عليه أعراض، وسجل السودان خمس إصابات بكرونا المستجد، أدت واحدة منها إلى الوفاة في 13 مارس/آذار وهي الإصابة الأولى.

وقال ابراهيم في بيان إنّه صار "في عزل شخصي"، موضحاً "كنت صادفت الحالة رقم 4 المعلنة".

وكان مجلس الأمن والدفاع السلطة الأعلى في البلاد قد فرض في 16 مارس/آذار حال الطوارئ الصحية لمواجهة تفشي كوفيد-19.

وأعلن المجلس الاثنين الماضي فرض حظر تجوال في جميع المدن اعتبارا من الثلاثاء. كما أغلقت السلطات السودانية جميع المطارات والمعابر البرية والبحرية.

وعلّقت الحكومة في الرابع عشر من الشهر الجاري الدراسة في جميع المدارس والجامعات والكليات والمعاهد.

وفي العراق أعلنت السلطات السبت إصابة مسؤول حكومي بالفيروس، وفق ما أفادت به وزارة التجارة العراقية.

وقالت الوزارة في بيان، إن "الوكيل الأقدم للوزارة (منصب يشير إلى الشخص الأبرز بعد الوزير) وليد الحلو، تم تشخيص إصابته بفيروس كورونا المستجد، وهو الآن في إحدى المستشفيات بالعاصمة بغداد".

والحلو، أول مسؤول عراقي رفيع يُصاب بفيروس كورونا من بين 506 إصابة في عموم البلاد بينها 43 حالة وفاة، و131 حالة تعافٍ.

ولمنع تفشي الفيروس اتخذ العراق تدابير عديدة، شملت حظر التجول وتعطيل الدراسة وإغلاق الأماكن العامة، كالمتنزهات والمقاهي ودور السينما والمساجد، ووقف الرحلات الجوية.
والخميس قررت الحكومة العراقية تمديد حظر التجوال المفروض منذ 17 مارس/آذار إلى 11 أبريل/نيسان، لاحتواء الفيروس.

كورونا يستدعي إجراءات وقائية مكثفة بالبلدان العربية
كورونا يستدعي إجراءات وقائية مكثفة بالبلدان العربية

من جانبها أعلنت وزارة الصحة المصرية السبت، تسجيل 40 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19، ليصل العدد الإجمالي للمصابين إلى 576 حالة، حسبما أفادت الهيئة الوطنية للإعلام، توفي بالفيروس 6 أشخاص ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 36 حالة.

واتخذت مصر كبقية الدولة العربية إجراءات مشددة لمنع تفشي الفيروس، حيث حظرت التجول وأغلقت المرافق العمومية والملاهي وعلقت السفر والأنشطة الرياضية والثقافية والدينية وعقمت الساحات والشوارع الرئيسية في القاهرة والمقرات الحكومية.

وفي تونس ارتفعت وفيات الفيروس السبت إلى 8، إثر وفاة مسن في محافظة صفاقس جنوبي البلاد. وقال مدير الصحة في المحافظة علي العيادي، إن "مسنا عمره 70 عاما وصل متوفيا إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة في مدينة صفاقس، عصر اليوم "، مضيفا أن التحاليل أثبتت وفاته جراء الوباء.

وبخلاف الوفاة الجديدة، كانت آخر حصيلة معلنة للضحايا حتى مساء الجمعة تشير إلى إصابة 227 بالفيروس، منهم 7 وفيات وحالتان تماثلتا للشفاء.

وفي الجارة الجزائر أعلنت السلطات السبت، تسجيل 3 وفيات و45 إصابة جديدة بالوباء، لترتفع الوفيات إلى 29 والإصابات إلى 454، فيما تعافى 31 مصابا من بين أكثر من 450 إصابة.

أما في ليبيا فقد أكدت السلطات السبت تسجيل حالتي إصابة جديدتين بفيروس كورونا بعد الإعلان عن أول إصابة في البلاد الأسبوع الماضي، فيما حذرت وكالات إغاثة دولية من كارثة إذا تفشى المرض في بلد يشهد اضطرابات أمنية منذ 2011 تسببت في هشاشة أبرز القطاعات لاسيما القطاع الصحي.

وذكر المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض أن الحالتين الجديدتين اكتُشفتا في مدينتي طرابلس ومصراتة لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى. وكانت الإصابة الأولى التي أعلن عنها يوم الاثنين لرجل عاد إلى ليبيا من الخارج في الآونة الأخيرة.

وتعتبر الدول العربية الأقل من حيث أعداد الوفيات والإصابات بالفيروس، حيث اتخذت أغلب الدول وعلى رأسها الإمارات والسعودية خطوات استباقية هامة لمنع تفشي الفيروس، ما ساهم في الحد انتقال عدوى المرض بين المواطنين بشكل مروع، مقارنة بدول استشرى فيها الوباء كإيطاليا وأميركا وإسبانيا والصين وألمانيا وفرنسا وإيران.

وحتى مساء السبت بلغ عدد مصابي كورونا حول العالم نحو 630 ألفا وتوفي منهم قرابة 29 ألفا، في حين تعافى من المرض ما يزيد على 138 ألفا.

وأجبر انتشار الفيروس دولا عديدة، على إغلاق حدودها وتعليق الرحلات الجوية وفرض حظر التجول وتعطيل الدراسة وإلغاء فعاليات عدة ومنع التجمعات العامة وإغلاق المساجد والكنائس.

وتعدّ أوروبا أكثر قارة متأثرة بوباء كوفيد-19 مع تسجيلها 20059 وفاة من بين 337 ألفا و632 إصابة. ومع بلوغ الوفيات 9134 في إيطاليا و5690 في إسبانيا، بات البلدان الأكثر تأثّرا بالفيروس على صعيد العالم، بينما يتركز فيهما نحو ثلاثة أرباع الوفيات في أوروبا.