
أرمينيا تدعو روسيا لتفعيل التعاون الأمني بسبب التهديدات التركية
يريفان - طلب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان رسميا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء مشاورات "عاجلة" لتوفير الأمن في ظل النزاع مع أذربيجان على ما ذكرت وزارة الخارجية السبت.
وأوضحت الوزارة في بيان "طلب رئيس وزراء أرمينيا من الرئيس الروسي بدء مشاورات عاجلة بهدف تحديد طبيعة وحجم المساعدة التي يمكن لاتحاد روسيا أن يوفرها لأرمينيا لضمان أمنها".
وتجمع روسيا وارمينا معاهدة باعتبارهما ينتميان الى منظمة معاهدة الأمن الجماعي حيث ان لموسكو التزامات في هذا الجانب.
كما توجد قاعدة جوية عسكرية روسية في منطقة كيومري الأرمنية إضافة الى منظومة دفاع جدي روسية متطورة.
وتأتي الدعوة في ظل الدعم السخي الذي تقدمه تركيا لاذربيجان في هجومها على منطقة ناغروني قره باغ سواء الدعم العسكري او عبر ارسال مرتزقة للقتال الى جانب الجيش الاذري.
وردا على الدعوة أعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت أن روسيا مستعدة لتقديم "المساعدة الضرورية" لأرمينيا، في حال طالت المعارك الأراضي الأرمينية.
ويعرب مراقبون عن خوفهم من احتمال انجرار روسيا حليفة يريفان وتركيا الداعمة لباكو إلى النزاع المستمر منذ عقود.
وسبق لموسكو أن قالت إن معاهدة الدفاع مع أرمينيا لا تشمل إقليم ناغورني قره باغ. وأكدت السبت أنها ستوفر مساعدة في حال توسع نطاق المعارك.
وقالت وزارة الخارجية "ستوفر روسيا ليريفان كل المساعدة الضرورية في حال وقعت مواجهات مباشرة على أراضي أرمينيا".
وكانت السلطات التركية اطلقت تحذيرات تجاه ارمينيا بعد ان حملتها الاخيرة مسؤولية تصاعد ازمة ناغورني قره باغ ورفض اذربيجان الحلول السلمية.
وتطالب تركيا بان تكون جزء من حوار رباعي لإنهاء الأزمة داعية الى تجاوز مجموعة مينسك.
وذكرت صحيفة "ذا غلوبال آند ميل" الكندية الجمعة أن طائرة مسيّرة تركية، أسقطتها أرمينيا في قره باغ، كانت مزودة بنظام استهداف كندي.
وأوقفت كندا صادرات الأسلحة إلى تركيا في بداية تشرين الأول/أكتوبر في أعقاب تحقيق حول احتمال تزويد هذا البلد معدات عسكرية كندية إلى أذربيجان.
والتقط مصور من الصحيفة الكندية ذهب إلى مجمع عسكري أرميني صورا لأجزاء من الطائرة التي تم إسقاطها الخميس حيث نقلت الصحيفة عن الخبير كيلسي غالاغر أن الصور تظهر نظام تصوير واستهداف من طراز "إم إكس-15 دي" صنعته شركة "إل3 هاريس ويسكام"الكندية.
وسمحت أوتاوا في أيار/مايو للشركة ومقرها في برلنغتون في أونتاريو بتصدير هذه الأنظمة إلى شركة بايكار التركية المصنعة للطائرات المسيرة.
وأوضح غالاغر أن "لوحة القاعدة نفسها تحتوي على كتابة بايكار، مصنّعة الطائرة التركية المسيرة بايكار تي بي 2".
وتحدث رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي عن انتهاك محتمل لاتفاقيات بيع المعدات العسكرية. وقال "علينا التأكد من احترام القواعد والاتفاقيات الواردة في العقد حول استخدام" المعدات الكندية.
وتاتي دعوة ارمينيا لروسيا بعد ان أخفقت أرمينيا وأذربيجان خلال محادثاتهما في جنيف الجمعة، في الاتّفاق على وقف جديد لإطلاق النار في ناغورني قره باغ، لكنّهما اتّفقتا على تدابير لتخفيف التوتّر بما في ذلك التعهّد عدم استهداف المدنيّين.
والتقى وزيرا الخارجيّة الأرمني زُهراب مناتساكانيان والأذربيجاني جيهون بَيْراموف وجهاً لوجه في المدينة السويسريّة، في محاولة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص في شهر ونيّف.
وقال الوسطاء الفرنسيّون والروس والأميركيّون المجتمعون في إطار "مجموعة مينسك"، في بيان صدر في وقت متأخّر الجمعة، إنّهم دعوا الطرفَين المتحاربين إلى تطبيق اتّفاق سابق لوقف إطلاق النار.
وأضاف الوسطاء أنّ طرفَي النزاع أجريا "تبادلاً صريحاً وجوهريّاً لوجهات النظر، من أجل توضيح مواقفهما" في المفاوضات حول النقاط العالقة بخصوص اتّفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه في 10 تشرين الأوّل/أكتوبر في موسكو.
وكان تمّ التوصّل كذلك إلى اتّفاقين آخرين لوقف إطلاق النّار، من دون الالتزام بهما.
وجاء في بيان الوسطاء، أن الطرفين اتفقا أيضًا على "اتّخاذ عدد من الإجراءات بشكل عاجل".
وأوضح البيان أنّ الطرفين اتفقا على "الامتناع عن تعمُّد استهداف السكّان المدنيّين أو الأهداف غير العسكريّة" بما يتطابق مع القانون الإنساني الدولي.
كذلك، وافق طرفَا النزاع على المشاركة بشكل نشط في عمليّة استعادة الرفات وتبادلها.
أسرى حرب

ويتعيَّن أيضًا على البلدين الجارين أن يُقدّما في غضون أسبوع لوائح بأسرى الحرب إلى الصليب الأحمر "من أجل إتاحة الوصول" إليهم، وتسهيلاً لأيّ عمليّة "تبادل في المستقبل".
وتعهّد البلدان أن يُقدّما خطّيًا تعليقات وأسئلة في إطار نقاشات تهدف إلى وضع آليّات للتحقّق من تطبيق وقف إطلاق النار، وهو بند يُعتبر أولويّة في المحادثات.
وأوضح البيان أن "رؤساء (مجموعة مينسك) سيواصلون العمل بشكل مكثف مع الطرفين (المتحاربين) للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع".
وكان اللقاء بين وزيري الخارجية مقررا الخميس أساسا لكنه أرجئ إلى الجمعة بسبب تجدد المعارك.
وغرد كاري كانافه السفير الأميركي السابق الذي يشارك في رئاسة مجموعة مينسك "كل يوم تأخير في التوصل إلى وقف لإطلاق النار قابل للتطبيق يزيد من أرجحية حصول ارتفاع مأسوي في الضحايا المدنيين"
ومنذ اندلاع المعارك في 27 أيلول/سبتمبر، استعادت القوّات الأذرية أراضيَ كانت خارجةً عن نطاق سيطرتها منذ التسعينات حين دارت حرب بين الجانبين خلّفت 30 ألف قتيل وأدّت إلى انفصال إقليم ناغورني الذي تقطنه غالبيّة أرمينيّة.
وأعلنت هذه المنطقة المدعومة اقتصاديّاً وعسكريّاً من أرمينيا، استقلالها عقب حرب العام 1994 إلا أنّها لم تحظ بالاعتراف لا من المجتمع الدولي ولا من جانب أرمينيا.
وفي 27 أيلول/سبتمبر، اندلعت الاشتباكات المسلّحة بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليّين. وحتّى الآن، أخفقت محاولات التوصّل إلى هدنة.
وأكّد الرئيس الأذري إلهام علييف هذا الأسبوع عدم معارضته عقد جولة جديدة من المحادثات في جنيف، لكنّه قلّل من أهمّيتها.
وقال "عُقِدت اجتماعات كثيرة غير مفيدة على مدى 28 عامًا".
وأفادت حصائل جزئيّة عن مقتل أكثر من 1250 شخصا بينهم أكثر من 130 مدنيا منذ استئناف المعارك وهي الأسوأ منذ حرب التسعينات.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تقوم بلاده عادة بدور الحكم والوسيط في المنطقة الأسبوع الماضي إن الحصيلة باتت قريبة من خمسة آلاف قتيل.