أرمينيا تطالب بالتحقيق في وجود مرتزقة سوريين بقره باغ

المرصد السوري يفيد بأن قوات الأرمن أسرت ما لا يقل عن 3 من مرتزقة اردوغان في معارك ناغورني قره باغ، مؤكدا أن من أرسلتهم تركيا من السوريين ما يزالون في أذربيجان وهم رأس الحربة في القتال.
الأمم المتحدة تندد بهجمات قد تشكل جرائم حرب قي قره باغ
قلق أممي عميق إزاء استمرار القتال العنيف في قره باغ

يريفان/باكو - طالب رئيس وزراء أرمينيا تيكول باشينيان الاثنين بتحقيق دولي في وجود "مرتزقة أجانب" في ناغورني قره باغ بعد أن قالت قوات الأرمن في الإقليم إنها أسرت اثنين من المرتزقة من سوريا.

ويتهم باشينيان تركيا بإرسال "آلاف" المقاتلين السوريين إلى أذربيجان للقتال في قره باغ، بما يشعل فتيل الحرب في ظل استمرار الجهود الدولية الحثيثة لوقف النار في الإقليم المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان منذ عقود.

ونفت أذربيجان مرارا وجود مقاتلين أجانب في منطقة الصراع. ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الدفاع في باكو.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأن تركيا دفعت منذ بداية الحرب في قره باغ بمئات المرتزقة من الفصائل السورية المسلحة لدعم أذربيجان في حربها ضد أرمينيا.

وقال مدير الرصد رامي عبدالرحمان الاثنين، إن "ما لا يقل عن 3 من مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تم أسرهم في معارك قره باغ"، مضيفا إن "المرتزقة من الجنسية السورية ما يزالون في أذربيجان وهم رأس الحربة في القتال".

المرتزقة ذهبوا إلى أذربيجان من أجل الحصول على المال وولاءً لاردوغان

وتابع مدير المرصد "المرتزقة ذهبوا إلى أذربيجان من أجل الحصول على المال وولاءاً لاردوغان".

وأرسلت تركيا آلاف المرتزقة السوريين إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق في طرابلس في حربها ضد الجيش الوطني الليبي.

واستمر القتال العنيف قرب خط الجبهة في الجيب الجبلي وسبع مناطق مجاورة، حيث قُتل أكثر من ألف شخص، وربما أكثر بكثير، منذ اندلاع القتال قبل أكثر من شهر.

وإقليم ناغورني قره باغ معترف به دوليا كجزء من أذربيجان، لكن يسكنه ويسيطر عليه الأرمن.

وسلط الصراع الضوء على نفوذ تركيا المتزايد في منطقة سوفياتية سابقة تعتبرها روسيا منطقة نفوذ لها. وهناك اتفاق دفاعي بين روسيا وأرمينيا.

استمرار القتال في قره باغ يثير قلقا دوليا متزايدا
استمرار القتال في قره باغ يثير قلقا دوليا متزايدا

قالت وزارة خارجية أرمينيا اليوم الاثنين إن جيش الأرمن في ناغورني قره باغ أسر مقاتلا سوريا ثانيا مطلع الأسبوع، وأضافت أن المقاتل من محافظة إدلب السورية. وتابعت أن مقاتلا آخر من حماة السورية أُسر يوم الجمعة.

وكتب باشينيان على فيسبوك إن ضلوع "مرتزقة أجانب" يمثل "تهديدا ليس فحسب لأمن ناغورني قره باغ وأرمينيا وإنما للأمن الدولي أيضا، وهذا الموضوع يجب أن يخضع لتحقيق دولي".

وأفادت وزارة الدفاع في ناغورني قره باغ بأن معارك دارت خلال الليل بطول الجزء الشمالي الغربي من الجبهة. وأضافت أنها صدت القوات الأذربيجانية في قتال عنيف.

من جانبها أكدت وزارة الدفاع في أذربيحان صدها لهجوم على مواقعها في منطقة زانجيلان بين الجيب والحدود الإيرانية، بينما تعرضت وحدات الجيش في مناطق جزاخ وتوفوز وداشكيسان للقصف.

وأكد الرئيس الأذربيجانب  إلهام علييف على تويتر، أن بلاده استعادت مناطق أخرى في زانجيلان وجوبادلي وجبرايل.

وقلصت مكاسب أذربيجان في ساحة القتال، منذ أن بدأ في 27 سبتمبر/أيلول، دافعها لعقد اتفاق سلام دائم، كما تسببت في تعقيد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار. وانهارت ثلاث اتفاقات لوقف إطلاق النار.

وأفاد جيش ناغورني قره باغ أن 1177 من أفراده قُتلوا. ولا تعلن أذربيجان عن خسائرها العسكرية. وقدرت روسيا عدد القتلى على الجانبين بخمسة آلاف.

وفي سياق متصل قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت الاثنين في بيان، إن ضربات بالمدفعية في إقليم قره باغ المتنازع عليه قد تصل إلى مستوى جرائم الحرب، وحثت أرمينيا وأذربيجان على وقف الهجمات على المناطق المدنية والمدارس [ka1] والمستشفيات.

وأضافت باشيليت أنه على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف يوم الجمعة بين أرمينيا وأذربيجان للامتناع عن استهداف المدنيين عمدا، فقد تم الإبلاغ عن إطلاق قذائف مدفعية على مناطق مأهولة بالسكان في مطلع هذا الأسبوع.

وتابعت "بينما تم تداول العديد من الصور المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت تحقيقات متعمقة أجرتها مؤسسات إعلامية بشأن مقاطع فيديو، عرضت ما بدا أنه قوات أذربيجانية تعدم دون محاكمة اثنين من الأسرى الأرمن بملابس عسكرية، معلومات قاطعة ومقلقة للغاية"، مشيرة إلى أنها قد تكون أيضا جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف.

بدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين، عن عميق قلقه إزاء استمرار الأعمال العدائية وتداعياتها على المدنيين في قره باغ.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم غوتيريش، إن "الأمين العام لا يزال يشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد باستمرار الأعمال العدائية وتداعياتها على المدنيين في إقليم قره باغ".

وأضاف "يدين الأمين العام جميع تلك الهجمات ويكرر التأكيد على أن الجانبين الأذربيجاني والأرميني ملزمان بموجب القانون الإنساني الدولي، بتوخي أقصى درجات الحذر لتجنيب وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية أثناء العمليات العسكرية".