أزمة إيران تتفاقم على وقع انهيار تاريخي للريال

الريال الإيراني تخطى حاجز العشرين ألف مقابل الدولار الاميركي في أحدث هبوط غير مسبوق.
تعنت إيران في الملف النووي يعمق عزلتها الاقتصادية
إيران تسجل أعلى حصلية وفيات يومية بكورونا منذ أبريل

طهران - يستمر الريال الإيراني في تسجيل انهيار تاريخي مفاجئ، مسجلة في السوق السوداء بالعاصمة طهران أكثر من 20 ألف تومان مقابل الدولار الأميركي، وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية الثلاثاء.

وأفاد موقع 'إيران انترناشيونال عربي' أن سعر صرف الريال الإيراني بلغ مقابل الدولار 20530 تومانا، فيما سجل 23 ألف مقابل اليورو، في أحدث هبوط قياسي غير مسبوق في إيران.

ويأتي هذا الانهيار فيما تئن إيران اقتصاديا تحت وطأة العقوبات الأميركية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي سنة 2018، فضلا عن التداعيات الاقتصادية الوخيمة التي خلفتها جائحة كرونا مؤخرا.

وشهدت إيران خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين ركودا اقتصاديا حادا بسبب قيود الإغلاق التي فرضتها بسبب تفشي فيروس كورونا، ما تسبب في تفاقم الأزمة الاقتصادية جراء في توقف معظم الأنشطة.

وفي إطار انهيار العملة الإيرانية، قال مدير البنك المركزي  الإيراني قال عبدالناصر همتي، ، إن "الحكومة لا تعمل حاليًا على استقرار السوق عبر ضخ العملة".

ويعود انهيار الريال الإيراني بالأساس إلى العقوبات الأميركية التي تستهدف قطاع النفط، حيث تمثل الصادرات النفطية المورد الرئيسي لطهران لتغطية نفقاتها وتمويل ميزانيتها.

وتهدد واشنطن بعقوبات مماثلة كل دولة كل دولة تشتري النفط من إيران، فيما لا تزال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلوح بمزيد من العقوبات على طهران بسبب أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وفق البيت الأبيض.

وتعمقت الأزمة الاقتصادية في إيران بفعل انخفاض أسعار النفط وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة، قد طالب إيران الجمعة الماضي بالكف عن منع مفتشي الوكالة من دخول موقعين نوويين قديمين، مما زاد من الضغوط الدبلوماسية على طهران..

ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني انهيار عملة بلاده أمام الدولار الأميركي خلال الأيام الأخيرة بـ"الأزمة المؤقتة"، بحسب ما نقلته وكالة إرنا الرسمية الإيرانية.

وخلال ترأسه اجتماع اللجنة الاقتصادية الحكومية أوضح روحاني أن الأزمة التي حدثت في سوق العملة الصعبة هي أزمة مؤقتة لاتقوم على أسس اقتصادية .

وأضاف أن الأزمة ناشئة من الحرب النفسية ضد إيران على الساحة الدولية لتوليد قلق غير مبرر بين المواطنين الإيرانيين، مشيرا إلى أن رجوع العائدات من العملة الصعبة إلى البلاد سيعيد التوازن إلى سوق العملة .

وتعتبر إيران أكثر الدول تضررا من فيروس كورونا بالشرق الأوسط. وسجلت الثلاثاء 121 وفاة جديدة بكوفيد-19 المستجدّ في أعلى حصيلة يومية في البلاد منذ أكثر من شهرين، فيما تكافح السلطات لاحتواء أكثر تفشي الوباء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري في مؤتمر صحافي الثلاثاء، إن "الوفيات الجديدة رفعوا إجمالي عدد ضحايا الفيروس في البلاد إلى 9863".

وهي أعلى حصيلة وفيات في إيران في يوم واحد منذ 11 أبريل/نيسان/، حين سجلت 125 حالة وفاة.

وأعلنت لاري أيضًا أن 2445 شخصاً إضافياً ثبتت إصابتهم بـالفيروس في الـ24 ساعة الماضية، ما رفع عدد المصابين في البلاد إلى 209.970.

وسجّلت الجمهورية الإسلامية تراجعاً في الوفيات اليومية في مطلع مايو/أيار، لكن الحصيلة عاودت الارتفاع مجددا خلال الأسابيع الأخيرة.

وتبرز شكوك في الداخل والخارج بشأن الأرقام الرسمية لحصيلة كوفيد-19، وسط مخاوف من أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير