أزمة الليرة تراوح مكانها على وقع ضبابية الموقف التركي

الليرة التركية تواصل تراجعها بفعل الضبابية التي تكتنف أي تقدم فيما يتعلق بالخلاف بين أنقرة وواشنطن.
ألمانيا لا تدرس تقديم دعم مالي إلى تركيا لمساعدتها على تجاوز الازمة

اسطنبول - واصلت الليرة التركية تراجعها الأربعاء بفعل الضبابية التي تكتنف أي تقدم فيما يتعلق بالخلاف بين أنقرة وواشنطن. وجرى تدوال العملة التركية عند 6.3 ليرة للدولار بحلول الساعة 05:47 بتوقيت غرينتش مقارنة مع 6.2625 ليرة في إغلاق الثلاثاء.

وخسرت العملة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار هذا العام مع تسارع وتيرة هبوطها بفعل الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن القس الأميركي أندرو برانسون المحتجز في تركيا، والذي يواجه اتهامات بالإرهاب هناك.

وقال مسؤول حكومي الثلاثاء إن ألمانيا لا تدرس تقديم دعم مالي إلى تركيا لمساعدتها على تجاوز أزمة أثارها هبوط سريع في عملتها الليرة.

وأضاف المسؤول "موقفنا لم يتغير"، مشيرا إلى بيان حكومي صدر في 20 أغسطس/آب بأن تقديم المساعدة المالية لتركيا ليس واردا في جدول أعمال ألمانيا في الوقت الحالي.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قالت في وقت سابق إن الحكومة الألمانية تدرس تقديم مساعدة مالية طارئة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بحسب ما نقل موقع "أحوال تركية" إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل طلبت من الوزارات الحكومية النظر في اقتراحات لتقديم المساعدة ، ولم يتم التوصل إلى قرارات بعد.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن المسئول الألماني قوله إن هذا الموضوع ستتم مناقشته خلال اجتماع ألماني تركي بين وزيري المالية والاقتصاد في البلدين يوم 20 سبتمبر/ايلول.

وكان وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير حليف ميركل قد قال إنه لا توجد حاجة فورية لتقديم مساعدات لتركيا.

على صعيد متصل، دافعت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، أندريا ناليس، عن مقترحها الخاص بمساعدة تركيا في أزمتها إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

وفي تصريحات للموقع الإلكتروني لصحيفة "باساور نويه برسه"، قالت ناليس التي تتزعم أيضا الكتلة البرلمانية للحزب، إن "الأزمة الاقتصادية والمالية في تركيا تفاقمت بشكل كبير بفعل العقوبات الأمريكية ومن الممكن أن تتحول إلى تهديد حقيقي"، وأضافت "لا يمكن لنا في ألمانيا ألا نكترث بهذا الأمر".

وعن النقاش حول المساعدات المالية الممكنة لتركيا، قالت ناليس "أنا لم أتحدث عن ذلك"، مشيرة إلى أن من المحتمل أن يكون قد ورد ارتباط تلقائي، في ذهن البعض، بين المقترح وبين هذه المساعدات، وأعربت عن سرورها حيال هذا النقاش، الذي "بعث بإشارة واضحة مفادها أننا لسنا غير مكترثين بمصير تركيا".

كان رد فعل الحكومة الألمانية حيال مقترحات ناليس، اتسم بكثير من التحفظ.

يذكر أن الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن القس الأمريكي اندرو برونسون المحتجز في تركيا منذ 2016، وما نجم عن ذلك من عقوبات أمريكية، قد أدى إلى أزمة عنيفة للعملة التركية.