أزمة بين استراليا والصين بسبب صورة مزيفة لذبح طفل أفغاني

الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ينشر صورة معدلة رقميا لجندي استرالي يذبح طفلا أفغانيا ورأسه ملفوف بعلم بلاده بينما تؤكد كانبرا ان الصورة مفبركة داعية الحكومة الصينية للاعتذار.
الازمة الدبلوماسية اندلعت عقب دعم استراليا لمواقف ترامب ضد الصين بخصوص المسؤولية عن تفشي كورونا
المسؤول الصيني يرفض الاعتذار عن نشر الصورة

كانبرا - اندلعت أزمة دبلوماسية بين الصين واستراليا بعد إقدام الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية زهاو ليجان اليوم الاثنين، على نشرة صورة مزيفة لجندي استرالي يذبح طفلا أفغانيا ورأسه ملفوف بعلم استراليا.
ودعا طالب رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون الصين الى تقديم اعتذار بعد نشر المسؤول الصيني للصورة "البغيضة للغاية" في حسابه على تويتر.
وقال المسؤول الصيني تعلقا على الصورة المعدلة رقميا" أشعر بالصدمة إزاء عمليات قتل المدنيين والسجناء الأفغان على يد الجنود الاستراليين". مضيفا " ندين بشدة مثل هذه الأعمال، ونطالب بمحاسبتهم".

وقال موريسون للصحفيين اليوم" يجب أن تخجل الحكومة الصينية من هذه التغريدة" مضيفا "استراليا تسعى للحصول على اعتذار من وزارة الخارجية، ومن الحكومة الصينية على هذه التغريدة الصارخة".
ووصف الصورة بأنها "مهينة لكل استرالي"، مضيفا أنه تواصل مع موقع تويتر والسلطات الصينية لمحو الصورة على الفور.
وقال موريسون" هناك بالتأكيد توترات بين الصين واستراليا، ولكن هذه ليست طريقة التعامل معها".
ولكن يبدو ان المسؤول الصيني رفض الاعتذار او سحب الصورة من حسابه على تويتر فيما يبدو انها ازمة دبلوماسية انطلقت منذ ان دعمت كانبرا مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب واتهاماته بحق بكين بخصوص تفشي فيروس كورونا.
والتصريحات متعلقة  بتقرير نٌشر مطلع هذا الشهر يدين جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الخاصة الاسترالية في أفغانستان خلال الفترة من 2005 حتى .2016
واكد التحقيق الذي استمر أربعة أعوام، وجود"معلومات موثوق بها" تدعم ما يتردد عن أن القوات الاسترالية قتلت بصورة غير قانونية 39 مدنيا وسجينا.
وبعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، نشر أكثر من 26 ألف جندي أسترالي في افغانستان في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة حركة طالبان وتنظيم القاعدة ومجموعات إسلامية متشددة اخرى.
وغادرت القوات القتالية الأسترالية أفغانستان في 2013.
ومنذ ذلك الحين تنقل وسائل الإعلام الأسترالية اتهامات خطيرة للغاية ضد القوات الأسترالية من بينها قضية سجين قتل على ما يبدو لإخلاء مقعد في مروحية أو مقتل طفل في السادسة من عمره في مداهمة منزل.
وكانت الحكومة الأسترالية حاولت التخفيف من وطأة نتائج التحقيق الذي تعهّدت نشر نسخة منقّحة منه، إذ دعا موريسون مواطنيه الأسبوع الماضي لأن يستعدّوا لـ"الحقائق الصادقة والوحشية" التي سيتضمّنها.
كما دعا موريسون نظيره الأفغاني الاسبوع الماضي للتأكيد أن حكومته تتعامل "بجدية بالغة" مع المسألة.
لكن مكتب الرئيس أشرف غني نشر تفسيرا مختلفا للمحادثة، إذ قال في سلسلة تغريدات إن موريسون "عبر عن حزنه العميق على سوء السلوك"، وهو الوصف الذي اعترض عليه بشدة مسؤولون أستراليون.
وكان موريسون أعلن يداية الشهر الجاري تعيين مدّع عدلي خاص للتحقيق في جرائم الحرب المفترضة، في خطوة تهدف إلى قطع الطريق على محاكمة الجنود الأستراليين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
كما تم تشكيل لجنة لإحداث تغييرات ثقافية وقيادية في صفوف القوات المسلحة.
وشكلت هذه الأحداث ضربة قوية للجيش الذي يتمتع بشعبية كبيرة في أستراليا. وساهمت مشاركته في معارك في الخارج من غاليبولي إلى كوكودا في تشكيل هوية القارة الجزيرة ككيان منفصل عن القوة الاستعمارية البريطانية.
وسعت الحكومة في البداية إلى إغلاق حسابات مبلغين عن هذه الاتهامات بينما هاجمت الشرطة الصحافيين الاستقصائيين الذين قاموا بنقلها.
وكشفت هذه القضية في 2017 عندما نشرت قناة "إيه بي سي" العامة سلسلة تحقيقات بعنوان "ملفات أفغانية"، اتهمت القوات الأسترالية بقتل رجال وأطفال عُزّل في أفغانستان.
وردّت الشرطة بفتح تحقيق مع اثنين من صحافيي "ايه بي سي" دانيال أوكس وسام كلارك اللذين يشتبه في أن بحوزتهما معلومات سرية. وجرت عملية تفتيش في مقر المحطة في سيدني العام الماضي، قبل إغلاق التحقيق.