أزمة تشكيل الحكومة في بيروت وبغداد واربيل!

إيران هي العامل المشترك في كل تأخير في التوزير في الحكومات الثلاث.

في السادس من مايو/أيار 2018 جرت الانتخابات النيابية في لبنان، وفي الثاني عشر منه جرت الانتخابات العراقية، وفي الثلاثين من أيلول شهد إقليم كردستان اجراء انتخابات برلمان كردستان. ومنذ تلك التواريخ وحتى اليوم ونحن في نهاية كانون الثاني/يناير 2019 عجزت الكتل والأحزاب والقوى السياسية في تشكيل الحكومة، حيث ما زال الفشل هو عنوان وتوصيف الواقع الذي يبين العجز في التوصل الى اتفاق على تشكيل حكومية وطنية تمثل جميع الأطراف وترضي الجميع. لذلك مازالت بيروت واربيل خاضعتان لسلطة حكومة تصريف الاعمال المنتهية ولايتهما منذ أمد طويل، بينما شهدت بغداد ولادة حكومة عراقية عجيبة غريبة، فهي ناقصة وبلا وزراء لأهم الوزارات. فهي حكومة بلا وزراء دفاع ولا داخلية ولا تربية ولا عدل. وهو ما يعطي افضل وصف لحال العراق والكثير من البلدان القريبة والبعيدة منه والتي تعيش بلا امن وحدودها منتهكة واجيال منها تعيش بلا تربية وبدون عدل، ومع هذا تستمر حكوماتها وساستها وصمت وصبر شعوبها التي تعاني ما تعانيه من أزمات ومصائب واهوال لكنها دائما تخاف من الاسوأ لان السيئ الموجود الآن هو بالتأكيد افضل من الاسوأ الذي لم يأت بعد.

أسباب تأخير تشكيل الحكومة في العراق ولبنان وإقليم كردستان مختلفة في تفاصيلها وتحالفاتها واحزابها وكتلها السياسية، لكنها متماثلة في الحقيقة الواحدة التي تؤشر عجز النظام السياسي والانتخابي الموجود فيها في تمثيل الشعب تمثيلاً حقيقيا وواقعيا، بعد ان طعنت ورفضت أغلب الكتل والأحزاب السياسية وتراشقت بينها بتهم التزوير في الانتخابات، أو العمالة لدول او اجندات أخرى، بينما يبقى الغرض والهدف الذي يجمع اغلب المشاركين فيها وهو التكسب والتربح المادي من وراء الترشيح لعضوية هذه المجالس، لان الهم الأول والأخير لأغلب السادة النواب الجدد هو ضمان تعويض الخسائر والمصاريف التي صرفها المرشح خلال حملته الانتخابية وكذلك الحصول على اكبر ما يمكن الحصول عليه من رواتب ومخصصات وامتيازات هم انفسهم يخفونها ولا يعرف غيرهم عنها الكثير.

ان تغافل الكثيرين عن الإقرار بالسبب المؤثر والرئيسي لتأخير ولادة الحكومة هو ارتباط تشكيلها في تدخلات ومصالح خارجية لا نجد مفراً من ذكرها والاقرار بها. فايران هي اللاعب الرئيسي والمؤثر. وازمتها مع أميركا وتدخل تركيا في سوريا وازمات دول الخليج المشتعلة سراً وعلناً وحرب اليمن كلها أسباب وعوامل ضاغطة ومؤثرة في تأخير وتعطيل تشكيل هذه الحكومات.

أغلب بلداننا مثل لبنان او ربما أسوأ او أحسن منه قليلا، وهو ما يبين حالنا أفرادا وأحزابا باننا مجرد مرددين تابعين في كورس "كلنا في الهوى سوى" ومدندنين اغنية المرحومة ام كلثوم:

هوه صحيح الانتخاب غلّاب.. والحكومة على الأبواب.. سؤال لا أحد يعرف له جواب!