أزمة جديدة "افتعلها" وهاب ترخي بظلالها على تشكيل الحكومة اللبنانية
بيروت - اعتمد السياسي اللبناني وئام وهاب اليوم الأحد خطابا مزدوجا في مواجهة التوتر المتفاقم في لبنان والذي أرخى بظلال ثقيلة على تشكيل الحكومة المتعثر بطبيعته.
وفي الوقت الذي حثّ فيه على الهدوء اليوم الأحد بعد مقتل أحد مساعديه أثناء محاولة الشرطة تسليمه طلب استدعاء لاستجوابه في اتهامات بتهديد السلم الأهلي، نشر تغريدات على تويتر توعد فيها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والنائب العام التمييزي سمير حمود واللواء عماد عثمان مدير عام قوى الأمن الداخلي.
ووئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي وهو حليف درزي لجماعة حزب الله الشيعية القوية وتربطه علاقات وثيقة بدمشق بات محور التوتر السياسي المتصاعد خلال الأسبوع الماضي من خلال سلسلة من الهجمات الكلامية ضد رئيس الوزراء سعد الحريري.
وقال وهاب السبت إن "ما حصل اليوم يعني حربا أهلية"، لكنه دعا اليوم الأحد إلى الهدوء خلال تشييع جنازة أبو ذياب في الجاهلية.
وأضاف لتلفزيون الجديد "أنا أعمل على تهدئة الجو. طلبت من الشباب ممنوع قطع طريق ممنوع إزعاج مواطن وممنوع إطلاق أي رصاصة بالتشييع (أثناء تشييع جثمان أبوذياب)".
واتهم وهاب مسؤولين من بينهم الحريري بالمسؤولية عن عملية القتل. وقال مصدر مقرب من الحريري "هذه كانت إجراءات قضائية لم يكن لنا دخل فيها"
وقال وهاب إن تعليقاته في المقطع المصور الذي بدا أنه قد تم تصويره بواسطة الهاتف المحمول في تجمع خاص كانت "عامة" وليست موجهة لأسرة الحريري.
لكنّ تغريدة على صفحة وهاب بتويتر، أشارت إلى عكس الدعوة للهدوء حيث قال السياسي الدرزي حليف حزب الله والموالي لدمشق "وعد الحر دين يا سعد الحريري وسمير حمود وعماد عثمان ودماء محمد أمانة في عنقي"، لكنه تم حذف التغريدة لاحقا.
وكان رئيس حزب التوحيد العربي يشير إلى من رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والنائب العام التمييزي سمير حمود واللواء عماد عثمان مدير عام قوى الأمن الداخلي الذين وصفهم في تغريدة على تويتر بـ"ثلاثي الغدر".
وتقدم أنصار الحريري بشكوى قانونية رسمية ضده بعد انتشار مقطع مصور للسياسي الدرزي ظهر فيه وسط جمع وهو يوجه إهانات يعتقد على نطاق واسع أنها موجهة إلى عائلة الحريري بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي قتل عام 2005.

وألقى التوتر بظلال أخرى على الجهود الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد ما يقرب من سبعة أشهر على الانتخابات النيابية مع عدم قدرة الأحزاب على الاتفاق على توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة.
وكانت الشرطة توجهت مساء السبت إلى قرية وئام وهاب في الجاهلية لإحضاره والاستماع إلى إفادته بعد أن قبل المدعي العام الشكوى القانونية ضده.
وقالت الشرطة في بيان إن أنصار وهاب أطلقوا النار بشكل "عشوائي" فأصابوا أحد مساعدي وهاب ويدعى محمد أبو ذياب ونفى البيان أن تكون الشرطة قد أطلقت النار.
وقال حزب التوحيد العربي الذي يتزعمه وهاب في بيان إن محمد أبو ذياب أصيب برصاص "المهاجمين".
وقال تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، إن الحريري يتعرض لحملة أكاذيب من جانب ما وصفها بعقول مريضة بهدف عرقلة جهود تشكيل حكومة جديدة.
وهاجم نواب من تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري، وهاب متهمين اياه بتأجيج الفتنة المذهبية وبضرب الاستقرار والسلم الاهلي.
وانتقد سياسيون آخرون من الموالين لتيار المستقبل حزب الله واتهموه بالسعي لعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني أن "وئام وهاب يُمعن اليوم عبر خطاباته الفتنوية والمذهبية بضرب وزعزعة استقرار البلد وأخذه للمجهول عبر تلفيقات وأكاذيب"، في تصريح أورده الموقع الرسمي لتيار المستقبل.
وسخر البعريني من تصريحات نفى فيها وئام وهاب الإساءة لعائلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقال إن تصريحاته واعتذاراته استغباء للعقول، مضيفا "يا وهاب لو استمع طفل لكلامك لضحك مطولا، فكفى إستخفافا بعقول اللبنانيين وجرنا إلى الفتنة وتعطيل البلد".
وشدد على ضرورة احترام القانون، داعيا إلى "مثول وهاب أمام القضاء وهو وحده من يتحمل مسؤولية دم مرافقه الذي سقط أمس (السبت) بنيران أصدقائه وكان السبب خطاباته وعنترياته".
أضاف "للأسف بات وئام وهاب يجاهر بالمعصية بالبلد والخطاب الفتنوي ويستغل بعض أبناء الجاهلية الذين نكّن لهم وأهلنا الدروز كل محبة واحترام. كفى يا وهاب تهديدا ووعيدا وكذبا وافتراء وتمثيلا على الجميع".
أما رئيس حركة لبنان التجدد أحمد الخير فقال إن "ما جرى في الجاهلية يؤكد مرّة جديدةً سعي حزب الله لعرقلة قيام الدولة القوية الفاعلة بمؤسساتها".
وأوضح أنه "في كل مرّة يسعى فيها القضاء اللبناني والأجهزة الأمنية إلى تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة عبر الاقتصاص من كل من يحاول إثارة النعرات الطائفية وجرّ البلاد إلى المجهول، ينبري حزب الله للوقوف سدا منيعا بوجههم، مهددا بالتفريط بالسلم الأهلي، وكأن قرار الحرب والسِلم في البلد بين يديه".
ويعانى لبنان من أزمات سياسية وأعمال عنف منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
ويرأس الحريري وهو سياسي سنّى رئيسي في لبنان حاليا حكومة تصريف الأعمال.