أزمة وقود في عدن تضع حكومة اليمن تحت مزيد من الضغوط

حكومة معين عبدالملك تواجه صعوبات مالية في ظل أزمة اقتصادية وتحديات أمنية واجتماعية قد تؤثر على عملها بينما تسعى لتثبيت سلطتها.
إضراب عمالي يتسبب في اضطراب تزويد السوق المحلية بالوقود
حكومة معين عبدالملك أمام اختبارات حاسمة في عدن
المعضلات الاجتماعية تثقل على الحكومة اليمنية الجديدة

عدن - تشهد العاصمة اليمنية المؤقتة عدن لليوم الرابع على التوالي، أزمة وقود متفاقمة عقب إغلاق محطات بيع الوقود أبوابها نتيجة عدم توافر المشتقات النفطية، بسبب إضراب عمالي.

ومن شأن هذا التطور أن يثقل على الحكومة اليمنية التي باشرت منذ فترة قصيرة مهامها في عدن وسط تحديات أمنية واقتصادية.

وتواجه حكومة معين عبدالملك صعوبات مالية في ظل أزمة اقتصادية وتحديات أمنية واجتماعية قد تؤثر على عملها بينما تسعى لتثبيت سلطتها، لكن التأخر في معالجة الأزمات الراهنة خاصة في المحافظات التي تسيطر عليها ومنها عدن قد يعرقل مهامها ويستعجل عودة التوترات الاجتماعية.

وواجهت الحكومات السابقة اتهامات بأنها بعيدة عن مشاغل اليمنيين وبالعجز عن حل المعضلات الاجتماعية، لكن حكومة معين عبدالملك اختارت أن تباشر مهامها من العاصمة المؤقتة في رسالة للشعب اليمني مفادها أنها عازمة على تنفيذ تعهداتها.
وقد أغلقت جميع محطات بيع الوقود (الحكومية والخاصة)، أبوابها منذ الجمعة الماضية وللمرة الأولى منذ عودة الحكومة إلى عدن في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقالت المدير المالي لشركة النفط الوطنية فرع عدن منى مانع، إن أزمة الوقود الحالية ناجمة عن إضراب ينفذه عمال شركة مصافي عدن (حكومية).
وأضافت "يوجد لدينا في شركة النفط - فرع عدن- مخزون كاف من الوقود، إلا أن إضراب عمال المصافي حال دون تزويدنا بالوقود لإمداد السوق المحلية".
وقال مسؤول في شركة مصافي عدن، إن سبب إضراب العمال يعود إلى عدم استلامهم للعلاوات السنوية التي تبلغ أكثر من مليار ريال يمني شهريا (1.3 مليون دولار) لأكثر من 3500 موظفا.
وأوضح أنه "رغم المطالبات المتكررة للحكومة بوضع حلول لمستحقات العمال المتأخرة منذ عام، إلا أن المشكلة ظلت قائمة رغم تعهدات بحلها".
وأشعل اختفاء المشتقات النفطية من الأسواق، مبيعات السوق السوداء للوقود في مختلف مدن عدن، إذ وصل سعر صفيحة الوقود سعة 20 لترا، الثلاثاء إلى 12 ألف ريال ما يعادل حوالي 15 دولارا، فيما كان سعرها قبل الإغلاق 7 دولارات.
وتشهد عدن أزمات متكررة في المشتقات النفطية وانقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي والمياه لأسباب مختلفة، يتعلق بعضها بعجز الحكومة في توفير الاحتياجات الضرورية، وأخرى بسبب إضراب ينفذه عمال في شركتي النفط والمصافي.
وللعام السادس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات التابعة للحكومة يدعمها تحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية ومسلحي الحوثي المدعومين من إيران والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
وجعلت هذه الحرب معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما بات الملايين على حافة المجاعة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.