أساليب الإعلام القطري

مرت المرحلة التي كان بوسع الدعاية أن تخدع الناس.

اشاعت قطر أنها لم تسمح لفريق المبارزة بالسيف الإسرائيلي بالدخول الى أراضيها للمشاركة في البطولة، ثم نشرت صحف اسرائيلية أن الفريق لن يشارك بناء على توصية من الشين بيت أو الشاباك أي جهاز الأمن الداخلي بتجنب المشاركة نظرا لاشتعال الأوضاع في الداخل الايراني، أي أن قطر لم تمنع الفريق من دخول أراضيها. وهذا ليس بالأمر الجديد فهي تجير جميع الأحداث لكي تبدو مناصرة لقضية فلسطين، وتثبت حسن نيتها بكسب ولاء الإسلاميين. وهي تسوق نفسها كنصيرة لحماس من منطلق إسلامي.

لم يعد دور قطر يخفى على أحد، فهي تقوم بتسهيل مهمة الولايات المتحدة بتحويل المنطقة كلها الى منطقة استقطاب طائفي تمهيدا للخطوة التالية وهي إشعال حرب طائفية واسعة النطاق في المنطقة. وهذا يصب في صالحها من حيث الحفاظ على أمن إسرائيل وعدم تهديد أمنها لقرن قادم على الأقل، وهذا ما يفسر صمتها إزاء قيام تركيا بإنشاء قواعد عسكرية واحتلال مناطق عربية بالإضافة الى تهديد اردوغان باستخدام القوة لحماية سد النهضة الذي يهدد مصر بالعطش وقيامها بمعية قطر بتمويل السد بمبلغ 5 مليـار دولار لاستكمال إنشاءات كبيرة في سد النهضة ومشاركة شركات مقاولات كبيرة تابعة لتركيا في القيام بأعمال إنشائية داخل إثيوبيا.

لم تعد هذه الأساليب تنطلي على أحد، وقد بات دور قطر مكشوفا، فهي تتحالف مع ايران مع أن هدفها الأول هو تدمير الرياض قبل اسرائيل.

وتتحالف مع تركيا التي تقول أن ليبيا ولاية عثمانية. 

ثم تقوم بدعم حماس ماليا وإجرائيا، وبهذا تثبت قطر للمسلمين أن رسالتها إسلامية حسب التعليمات الأميركية، وتنفيذا لمخططها في المنطقة، وهي تود مساعدة الدول الاسلامية كايران وتركيا على إعادة احتلال الدول العربية وإعادة الخلافة الاسلامية بشقيها السني والشيعي، والله يعلم نوع وحجم الدمار الذي ستحدثه قطر في المنطقة لتحقيق هذه الرسالة.

ومع ذلك، فلا يزال بعض العرب متمسكين بهذه الرسالة ويدعمون قطر في أعمالها ظنا منهم أن إعادة الخلافة على أنقاض الدول العربية فيه وفاء لرسالة الاسلام، وفيه نصر من الله ومرضاة منه كافية أن تدخلهم الجنة. بكلمات أخرى، أصبح الجميع على علم ودراية ووعي بالمخطط الرامي تمكين ايران وتركيا من احتلال الدول العربية، وتحويلها الى خلافة شيعية وأخرى سنية وهذا ما يريده الإسلاميون، ولكن هدفهم يختلف عما تبحث عنه أميركا، لأن أميركا تعرف جيدا أن التاريخ يعيد نفسه، وسوف تشتعل الحروب بين السنة والشيعة حتى لا يبقى أحد، والإسلاميون يريدون إعادة الخلافة بأي ثمن لوجه الله تعالى، وهذا أمر مجاف للمنطق والواقع.

على أية حال، فهناك تغيير ثقافي عميق بين صفوف الشباب العربي، وأصبحوا مدركين للتيارات السياسية حولهم، ولم يعودوا يطالبون بشيء سوى ترك الأديان والطوائف جانبا، والاشتغال بالتنمية ورفع مستوى المعيشة وتحقيق العيش الكريم.