أسبوع يفصل نتنياهو عن مغادرة السلطة طوعا أو كرها

مع احتمال سجنه في ظل محاكمته بتهم الفساد، من غير المتوقع أن يرفع نتنياهو الراية البيضاء طوعا، بينما يُكثف أنصاره جهودهم لإحداث انشقاقات في صفوف النواب من حزب يمينا.
المعارضة الإسرائيلية ركزت على إزاحة نتنياهو أكثر من حل الأزمة
ولادة قريبة لحكومة إسرائيلية جديدة بعد ائتلاف هش بين ثمانية أحزاب
مهندس التحالف الحكومي الهش مطمئنا أنصار نتنياهو: لسنا اعداء

القدس - يقترب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الخروج من السلطة بعد أن احتل الصدارة كصاحب أطول مدة في الحكم بين رؤساء وزراء إسرائيل ويفصل الرجل الذي خاض معارك شرسة للاحتفاظ بحصانة سياسية تقيه من المحاسبة والمحاكمة في تهم تتعلق بالفساد.

وتدخل إسرائيل الاثنين منعطفا حاسما تبدو معه نهاية حياة نتنياهو السياسية وشيكة، في وقت يتهمه خصومه باعتماد سياسة "الأرض المحروقة" مع اقتراب موعد التصويت على الحكومة التي شكلها زعيم المعارضة يائير لبيد.

وأعلن مكتب رئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) ياريف ليفين الاثنين أن البرلمان الإسرائيلي سيصوت على الائتلاف الحكومي المناهض لنتانياهو في موعد أقصاه 14 يونيو/حزيران.

وأضاف ليفين "سيتم الإعلان عن موعد انعقاد البرلمان للتصويت على الحكومة السادسة والثلاثين وسيرسل الموعد إلى النواب لاحقا" .

وشكلت المعارضة ائتلافا لإزاحة رئيس الوزراء المخضرم المستمر في السلطة منذ 12 عاما متواصلة.

وطمأن رئيس حزب يش عتيد يائير لبيد المذيع التلفزيوني السابق ومهندس التحالف الحكومي الهش المكون من ثمانية أحزاب الاثنين، أنصار نتنياهو قائلا "إن حكومة التغيير لن تكون ضدهم"، وقال لمؤيدي ائتلافه "انتظرتم طويلا لا داعي للخوف، يجب توحيد المجتمع الإسرائيلي ..هم ليسوا أعداءنا".

واعتبر لبيد "أن السلطات تستخدم العنف والتهديد والتحريض ضد أعضاء الكنيست وأبنائهم وهذا ضد جوهر الديمقراطية"، معربا عن ثقته بـ"تشكيل حكومة جيدة مبنية على الثقة ولديها أفضل فرصة لتحقيق ذلك".

وتصاعدت التوترات بعد أن اتهم نتنياهو خصومه بـ "أكبر تزوير انتخابي" في تاريخ الديمقراطية ، بينما حثه منافسه اليميني نفتالي بينيت على "التنحي".

وتأتي التطورات السياسية في إسرائيل في الوقت الذي تشهد فيه توترات مع الفلسطينيين وبعد تصعيد عسكري دام مع حركة حماس الإسلامية في قطاع غزة الشهر الماضي.

وربما كان نتنياهو يراهن على ذلك التصعيد لتأخير مغادرة السلطة واستقطاب الأحزاب المناوئة له والتي شكلت أخيرا جبهة لعزله ضمن ائتلاف حكومي هشّ اخرج إسرائيل من أزمة سياسية لكن المشهد السياسي يبقى منفتحا على كل السيناريوهات بما في ذلك تكرار الأزمة السابقة وخلافات محتملة بين أعضاء الحكومة الائتلافية.

وأُلغيت الاثنين مسيرة اليمين المتطرف الخاصة بيوم توحيد القدس التي كانت مقررة الخميس.

وحث النائب اليميني القومي المتطرف نفتالي بينيت الذي يفترض أن يدير دفة رئاسة الوزراء لعامين وفق اتفاق الائتلاف، رئيس البرلمان (الكنيست) على تحديد موعد التصويت الأربعاء.

وقال بينيت خلال مؤتمر صحافي الأحد مخاطبا رئيس الوزراء "لا تتركوا الأرض محروقة خلفكم. نريد أن نتذكر الخير، الخير الكثير الذي فعلته أثناء خدمتك وليس الأجواء السلبية".

ويضم الائتلاف غير المسبوق ثمانية أحزاب: اثنان من اليسار واثنان من الوسط وثلاثة من اليمين وحزب عربي إسلامي، تتبنى مواقف متناقضة في كل القضايا باستثناء الرغبة في إزاحة نتنياهو من السلطة.

وبموجب الاتفاق، سيكون نفتالي بينيت من حزب "يمينا" القومي الديني رئيسا للوزراء لمدة عامين، ليحل محله مهندس الائتلاف يائير لبيد الوسطي في عام 2023.

ومع احتمال سجنه في ظل محاكمته بتهم الفساد، من غير المتوقع أن يرفع نتنياهو الراية البيضاء طوعا. ويُكثف أنصاره جهودهم لإحداث انشقاقات في صفوف النواب من حزب يمينا الذي ينتمي إليه بينيت والمتحفظين على تحالفه مع اليسار والنواب العرب.

وعلى الأرض، يتزايد القلق بشأن التظاهرات الغاضبة المؤيدة لنتنياهو بما فيها الاحتجاجات خارج منازل بعض نواب 'يمينا' الذين يتهمهم المحتجون بارتكاب "خيانة".

وعلى إثر ذلك، تم تشديد الإجراءات الأمنية حول بعض النواب، وأصدر رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) نداف أرغمان نهاية الأسبوع بيانا يندر أن يصدر مثله حذر فيه من "تصعيد خطير في الخطاب العنيف والتحريضي" على الإنترنت.

وقال متحدث باسم الشاباك (الأمن الداخلي) إن الهدف من البيان يتمثل في تهدئة "الجو العام"، لكن السياسيين المناهضين لنتنياهو فسروا ذلك على أنه تحذير لرئيس الوزراء.

ودفع بيان جهاز الأمن الداخلي اللجنة الأمنية في الكنيست إلى عقد اجتماع طارئ الاثنين.

وأدان رئيس الوزراء الأحد ما اعتبره "تحريضا على العنف". وقال إن "هناك خيطا رفيعا جدا بين النقد السياسي والتحريض على العنف".

ورأت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' في افتتاحيتها الأحد أن "محاولات تحدي تشكيل حكومة جديدة ومنعها قد تجاوزت كل الخطوط الحمر".

ويتزامن الخلاف السياسي الداخلي في إسرائيل مع احتجاجات تشهدها أحياء متفرقة في القدس الشرقية المحتلة منذ نحو شهرين على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات استيطانية.

وحذر نائب رئيس حركة 'حماس' في قطاع غزة خليل الحية الأحد إسرائيل من تجدد المواجهة العسكرية في حال اقتربت مسيرة المستوطنين الخاصة بيوم توحيد القدس والمقررة الخميس من "القدس (الشرقية) والمسجد الأقصى".

وقال الحية في مؤتمر صحافي "نحذّر الاحتلال من اقتراب مسيرة المستوطنين من القدس والأقصى. نقول للوسطاء آن أوان لجم هذا الاحتلال وإلا فالصواعق ما زالت قائمة".

وبحسب متحدث باسم حركة 'ام ترتسو" وهي إحدى الجهات المنظمة للمسيرة فإن مسيرة الأعلام التي كان يفترض أن تصل إلى الأحياء العربية في المدينة القديمة ألغيت بعد خلاف مع الشرطة حول مسارها.