أسرار معلقة بالهواء في متحف فارغ لسيغموند فرويد

منزل الطبيب النمسوي الشهير مفتوح أمام العامة رغم أنه خال من أي أثاث منذ أن أخذ مؤسس علم التحليل النفسي كل مقتنياته معه عندما فر إلى لندن خلال الحرب العالمية الثانية.
معرض يظهر أن شيئا لم يتبق في منزل فرويد
المتحف يريد أن يقول إن أسرة فرويد طردت من عالمها

فيينا - أعيد فتح كل الغرف الخاصة بسيغموند فرويد في فيينا أمام العامة السبت، رغم أنها خالية من أي أثاث منذ أن أخذ مؤسس علم التحليل النفسي كل مقتنياته معه عندما فر إلى لندن خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال المهندس المعماري هيرمان تشيك للصحافيين هذا الأسبوع قبل إعادة افتتاح متحف سيغموند فرويد إثر أعمال تجديد استمرت 18 شهرا "نحن أمام معرض يظهر أن شيئا لم يتبق هنا".
هكذا لخص تشيك، الفكرة برمتها، موضحا أنها كانت نقطة الانطلاق التي بدأ منها مشروع تحديث المتحف.
وباتت كل الغرف الخاصة لعائلة فرويد جاهزة لتبوح بأسرار حياته للعامة بدءا من 29 أغسطس/آب.
وقال تشيك وفقا لوكالة الأنباء الاسبانية (إفي) "وجدنا أنفسنا أمام مساحات فارغة. هذا هو ما تحصلنا عليه. هذه المساحات الفسيحة هي السبب والهدف الرئيس وراء المشروع، وليست لمسة معمارية بقدر ما هي تعبير عن الوسط المحيط بشخصيات تاريخية".
وذكر المهندس بأن "أسرة فرويد طردت من عالمها"، معللاً بذلك خلو المنزل من الأثاث: النفسي القسري لفرويد الثمانيني المريض عام 1938 بعد ضم ألمانيا النازية للنمسا إليها.
وأضاف "إعادة الأريكة من لندن كانت لتشكل تزويرا للتاريخ"، في إشارة إلى قطعة الأثاث الشهيرة التي كان فرويد يشخّص مرضاه عليها.

وتزيد الغرف مساحة المعرض من 280 إلى 550 مترا مربعا في مبنى برجوازي في الحي التاسع الفاخر في فيينا، وهي تحوي فقط على القليل من المقتنيات الشخصية.
ويشمل ذلك كتب فرويد وحقيبة يده وصندوقا من الخشب الفاتح يضم ألعاب الشطرنج وورق التارو.
وقد أقام الطبيب النمسوي الشهير والمنظّر وجامع الأعمال الفنية والناشر والكاتب في حي برغاسه 19 في فيينا بين العامين 1891 و1938، داخل شقة في الطابق الأول قرب عيادته.
وحدها غرفة الانتظار التي كانت زيارتها متاحة أصلا، لا تزال تحوي أثاثها الأصلي.
وعندما غادر إلى المنفى في لندن عام 1938 إثر تلقيه تهديدات من النازيين لأنه يهودي، أخذ فرويد معه معظم قطع الأثاث الأخرى التي يعكس غيابها "فقدان الثقافة والإنسانية" في النمسا خلال الحكم النازي، بحسب تشيك.
وتوفي فرويد سنة 1939 عن 83 عاما.
فتح المتحف أبوابه للمرة الأولى سنة 1971 بمباركة أنا الابنة الصغرى لفرويد.
وكان قد استقطب حوالى 110 آلاف زائر، 90 % منهم من الخارج، في 2018 قبل إغلاقه بسبب ورشة تجديد.
كما كان مقررا إعادة فتح الموقع في وقت سابق هذا العام، غير أن الموعد أرجئ بسبب وباء كوفيد-19.