أسعـد الكاشف يدعو للاهتمام بالحركة الأدبية في شمال سيناء

المخرج والكاتب الراحل يرى أن تذوق الأدب لا ينفصل عن تذوق الفنون الأخرى.

لا شك أن هناك مذاقا خاصا للحوار الأدبي أو الفكري بشكل عام عندما يُتاح لك الحوار والمحاورة واللقاء مع مثقف جمع بين الفن والأدب، فنادرا ما نرى أو نلمس هذا الازدواج أو هذه الثنائية، فالذي يكون موهوبا في الأدب يحاول تكريس أو تركيز وقته أو معظم وقته للتفرغ للأدب وفنونه وكذلك بالنسبة إلى الفن ولكن ممكن وليس غريبا أن يجمع ما بين الطب والأدب وبين الهندسة والأدب أو بين الجيولوجيا والكيمياء والأدب الخ، لكن ميدان الفن عريض وواسع وبالكاد يكون أمام أهله الوقت الذي يأكل كل مهام عملهم الفني ومع ذلك فقد أراد الله تعالى أن تخرج لنا سيناء رجلاً من رجالها وُليد فوق ترابها وتربى بين بحرها ونخيلها وتحت سمائها فامتزج بها وبطبيعتها الخلاّبة فأعطته وميض الأدب في بداياته ثم أراد الله له أن يسلك الدرب القاسي والمتشعب والمتشابك وهو الفن فعاش الفن كما عايش الأدب الذي هو في عقله الباطن لذلك حاولنا أن نغوص معه حول هذه المفاهيم، فأهلاً وسهلاً بالمخرج الأديب ابن العريش أسعد الكاشف.

* شكرا لك أولاً لأنك أديب جميل الخْلقة والخُلـُق وبدابة أقول لك أنني أنجذب جدا وبشيء كاللاشعور إلى أي أديب لأنه يذكرني بما خُلقت له وهو الأدب بداية ماذا يقول المخرج الأديب الشاعر أسعد الكاشف حول الحركة الأدبية في شمال سيناء كما يعايشها اليوم؟

- أنا بطبعي صريح لأبعد حدود ولا أحب أن أقول لك كلاما لا أكون مؤمنا به وعندما تسألني عن الحركة الأدبية في موطني ومسقط رأسي العريش، أو قل شمال سيناء دعني أقول إنني ثائر ومنفعل يكاد يسطو بى الكمد ويكاد يقتلني الغضب، وكيف لا أغضب وأنا أرى أدباء سيناء يكاد بعضهم يقتل البعض الآخر ـ لو أستطاع ـ وكان لي رغبة أن أقول إني غاضب بشكل عام على "جناية تستحق التأمل" وهي جناية ما يسمى بالشعر الحر إنها بالمقاييس الفنية للأدب جناية بكل مفهوم هذه الكلمة والذي ينطبق على جناية الشعر الحر ينسحب أيضا على جناية لا تقل خطرا "الساحة الأدبية بشمال سيناء" الكل يتقاتل مع الكل، الكل يحقد على الكل، الكل يتربص بالكل هذا الذي يحدث؟؟ هل هو نوع من تأكيد الذات للبعض؟؟ هل هو النرجسية المميتة؟ أم أمراض الشيزوفرانيا أو الفوبيا والعجيب أن بعضهم إذا كلمته في أمر يتعلق مثلاً بالناحية السيكولوجية لعمل أدبي مثلاً يردّ عليك بشيء غريب وكأن لسان حاله يقول: "أنا لا أقف عند السيكولوجية فحسب بل إني من علماء البارا سيكولوجي أو أني فيلسوف الميتافيزيقا أو أن لي نسب خئولة مع أرسطو ونسب عمومة مع أينشتاين وجيرة طويلة مع أبوالطيب المتنبي ومصاهرة مع البحْتري!!!" إني بصراحة حزين بل حزين جدا لما يحدث على الساحة الأدبية في شمال سيناء.

* أراك ناقما على ما يسمى بالشعر الحر؟

- نعم وقد أوضحت ذلك في كتابي المتواضع "الأدب الإسلامي وقرن جديد" ومن قبله كتابي "الفراغ العربي بين قصور وتقصير".

* وما هي حدود غضبتك على الشعر الحر؟

- المسألة ليست حدود أو نسب بل هي تذوق اليوم تشتري ثلاثين ديوانا من الشعر الحر نتجرع في قراءتها الصبر المُرّ، وبعد العناء لا تفوز منها بُطْرفَة أو نكتة أو حكمة أو فائدة لغوية، وليت الأمر يقف عن ذلك، فهي في معظمها إغراء لقارئها أن يكفر بقومه ولغته وتراثه ويتبدّل بها آراء الأعداء ونظريات الملاحدة وهمزات الشياطين.

* هل هناك أمثلة لديك من ذلك؟

- نعم ولكن أريدك أن تجاوبني أولاً بوصفك أديب نحن نعلم أن الشعر الحديث له ألوان ثلاثة وهي:

1) اللون الأول: وهو الذي له وزن على هيئة تفعيلة ملتزمة وتبرز فيه القوافي أحياناً ومن نماذجه قول نزار قباني من قصيدته "رسالة من تحت الماء" "إن كنت قوياً أخرجني من هذا اليّم .. فأنا لا أعرف فَنّ العوم .. الموج الأزرق في عينيك بحر يجرجرني نحو الأعمقْ .. وأنا ما عندي تجربة في الحب وما عندي زورقْ .. إني كنتُ أعزّ عليك فخذ بيديّ .. إنى أتنفس تحت الماء .. إنى أغرق أغرق أغرق".

* وماذا في هذه القصيدة برأيك؟

- نزار في هذه القصيدة لا يحيد عن تفعيلة واحدة هي تفعيلة البحر المتدارك "فعلُنْ"، ولكنه يزيد فيها وينقص غير متقيدّ بالبحر المتدارك، ثم إن للقصيدة قوافي تبرز أحيانا وتختفي.

2) اللون الثاني وهو شعر التفعيلة بلا أقواف فأمثلته كثيرة كقول فدوى طوقان في المقطع الأول من قصيدتها "الفدائي والأرض" تقول: .. أجْليسُ كي أكتب ماذا أكتب؟ ما جدوى القول يا أهلي يا بلدي يا شعبي ما أحقر أن أجلسَ كي أكتب في هذا اليوم هل أحمى أهلي بالكلمة كل الكلمات اليوم ملحُ لا يورقُ أو يُزهر في هذا الليل.

فقد التزمت فدوى طوقان نوعاً من التفعيلة تفعيلة المتدارك لكنها انفلتت من القافية نهائيا.

3) أما النوع الثالث: وهو المنثور الذي لا أثر فيه لوزن أو قافية، فقد صدرت منه دواوين كاملة لأمثال الماغوط وأنسى الحاج وبعض شعراء الخليج بل وبعض شعراء سيناء الذين ما زال الحبو الأدبي هو طريقهم وبعضهم أجاد ويعرف أدواته وهذا ليس رأيي فقط بل رأي الدكتور أحمد عوين كما تعلم أستاذ حسن، ونعود للنوع الثالث هذا وهو المنتشر - للأسف - ومنه قول أدونيس من قصيدة لم أفهم منها شيئا وهي من ديوانه "التحولات والهجرة" يقول مثلاً: ـ الزمن فخار والسماء طحلب أصير الرعد والماء والشئ الحي وحين تفرغ المسافات حتى الظل أملؤها أشباحاً تخرج من الوجه والخاصرة وترشح بالحلم وذاكرة الشجر وحين لا تواتيك الدنيا ألهو بعينى ليزدوج فيها العالم !!! وجميع الديوان المذكور من مثل هذه الطلاسم المشبوهة وأقول لك صراحة أستاذ حسن وأنت أديب تعرف أدواتك تماماً مثل بعض شعراء سيناء أقول صراحة إن اللونين الأولين من أنواع الشعر الحر يمكن أن يهضمها الشعر العربي لا كبديليْن بكل الأوزان ولكن لوزنين جديدين يضافان إلى بحورنا القديمة لتصبح ثمانية عشر بحراً بعد أن كانت ستة عشر.

* إذَنْ يبقى اللون الثالث فماذا تقول فيه وبصراحة أيضا؟

- لقد أوردت لك مثلاً واحداً أو نموذجاً واحدً وذكرت شيئاً من شعر أدونيس وبصراحة أقول إن الشعر العربي لا يعترف به ولا يُعطيه اسم "شعر" لأن العرب عبرْ العصور يعدّون مثل هذا القول نثراً، فهو لا يملك أيّ نفحة أو مقوّمةٍ أو ركنٍ من أركان شعرنا العربي.

* يعني تريد أن تقول أستاذ أسعد الكاشف إنه إذا اعتبرنا مثل هذه المقطوعات شعرا فسوف يأتي من الملاحدة منْ يقول إن القرآن شعر، بل وقد يكتب آيات وكلمات من القرآن بعضها تحت بعض ثم يحكم أنها كالشعر المنثور مع أن الله عز وجل نفى أن يكون القرآن شعراً أو أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم شاعراً؟

- نعم هذا صحيح وهنا نسمع قول الله تعالى في سورة الحاقة: "وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون" صدق الله العظيم، وقال عن نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: "وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين" هذا رداً موجزاً على ما قلت أستاذ حسن.

* أراك متأثراً بما ارتآه الدكتور أحمد عوين وأنت رئيس لنادي الأدب بشمال سيناء أرك متأثر برأيه أنه ليس هناك شيء اسمه الشعر الغنائي كما يطلقون هذه الصفة اليوم على بعض الأغاني وإلى أي حد أنت متأثر بنماذج من النثر الفني؟؟

- بالطبع أنا مع الدكتور أحمد عوين وكل ما أرجو أن أؤكد عليه هو أنني ثائر لغيرتي على ديني ولغتي وكل منْ هم على شاكلتي من الغيورين يوضحون مغزى التخطيط المدمر الذي يرتدي أقنعة كثيرة ومتنوعة لضرب لغة الضاد والدعوة إلى اللهجات العامية وهذا ما ينبغي أن ينتبه إليه أبناء هذا الجيل نعم هناك هجمة شرسة على لغة القرآن الكريم، أما بهذه المناسبة ونحن نتحدث عن النثر الفني فأضع أمام القارئ هذا النموذج الرائع من أدب الرافعي فقد ذكر في مقدمة كتابه "تحت راية القرآن" يقول: اللهم جنبنا فتنة الشيطان أن يقوى بها فنضعُف أو نضعف لها فيقوى  اللهم لا تحرمنا من كوكب هداية منك في كل ظلمة شكً منا نسألك بوجهك ونتوسل إليك بحمدك وندعوك بأفئدة عرفتك وآمنت بك حين زُلْزِلَ غيرها واستقرّت.

* الحقيقة أن هذا نثر فني من أدب الرافعي فيه من الموسيقى أكثر مما في الشعر المنثور والمزعوم ومع ذلك لم يَدّعِ الرافعي رحمه الله أن نثره هذا شعر ولكن أستاذ أسعد المخرج الأديب ما ريك في المؤامرة الشهيرة وهي مؤامرة اللهجات العامية بدلاً من اللغة الفصحى؟

- تشدني أستاذ حسن إلى الحديث بشكل الجذب لا بشكل الرّد على كل حال كان هناك شاعر ماروني اسمه سعيد عقل بنى كل مجده وشهرته على الأدب العربي حتى لقد اجتمع نفرٌ من النقاد والشعراء قبل وقت ليس ببعيد وبايعوا سعيد عقل هذا أميراً للشعراء وهو اللقب الذي أحرزه شوقي حين طبق شعره الآفاق وكرد لجميل الأدب العربي الذي رُقّيَ على كتفيه // أعلن سعد عقل بعد بيعته هذه بوقت قصير: أن اللغة الفصحى لم تعد تفي بالتعبير عن المشاعر ولا بد أن نستبدل بها اللهجات العامية ونستبدل بحروفها الحروف اللاتينية // وكتطبيق عملي للفكرة // الخبيثة طلع علينا أمير الشعراء الجاهد الكنود بديوان أسماه "يارا" نظم قصائده بالعربية ولكنه كتبه بحروف لاتينية بحجة أن الإملاء العربي مشكلة!! فكلمة "هذا" ليس لها ألف وكلمة "حضروا" لها ألف لا تلفظ والحق أستاذ حسن أن هذا ليس هو السبب، ولكن وراء الأمر نعرة فينيقية وحقداً صليبياً نَفسّ عنهما أثناء الفتنة العمياء في النية أن جمع حوله عصابة من المجرمين سماها "حُراّس الأرز" وجعل شعارها قتل الغرباء ويعني بالغرباء العرب المسلمين.

* وظللنا نحاور المخرج الأديب أسعد الكاشف؟ في حميمية صادقة مخلصة وعرجنا بالحديث حول مناهج النقد الأدبي ودخلنا أبواب كبيرة في هذا البحر الواسع مثلاً كالتحليل النفسي للأديب، وماهية الإبداع الفني عند نفسية المبدع // وعلم اللغة والنقد الأدبي والأسلوبية الحديثة والعلاقة بين الحقول الشعري والملفوظ النفسي // وعن البنية القصصية ومدلولها الاجتماعي كذلك عن اجتماعية الأدب  ونظراً لضيق الوقت وأيضاً بحدودية المساحة للنشر وجدنا مخرجنا الأديب أسعد الكاشف توقف فجأة ليقول لى: أرجوك يا أخ حسن أن تبلغ الأدباء في شمال سيناء وأنا أخ لهم جميعاً بلغهم أن يقدموا كلمة الحنان وأن يعزفوا اللحن الندى، وأن يزيلوا من الصدور الكآبة وأن ينفضوا عن النفوس ما علا عليها من ركام، فيقدمون قصائد، وقصص، ومسرحيات عن القيم التي تجمعهم والأهداف العليا التي تشدهم والمطامح الكبرى التي يرنون إليها وعندما سألته في هذه النقطة بالذات: - "المخرج الأديب أسعد الكاشف في رأيك ما هو الأدب الإسلامي وبكل أشكاله من شعر وقصة ورواية ومسرحية ونحن نعلم أنه كانت لك رؤية جديدة في الأدب الإسلامي نشرت لك في الثمانينات بالبلاد العربية وتم التعليق عليها! وخضعت لموازين النقد الأدبي من رابطة الأدباء الأردنيين ونشر ذلك باسم الأديب الأردني الكبير حسنى شحادة فحدثنا عن هذه التجربة لو سمحت"؟

- قلنا إن الأدب الإسلامي أدب هادفً بناء، مُغَـذّ للعواطف الإسلامية، يرقى بالإنسان أيا كان هذا الإنسان يدعو إلى الاعتزاز بالإسلام منهجاً كاملاً ونظاماً شاملاً من خلال تناوله السًويّ لمعطيات الحياة فهو نتاج يعتز بلغة القربان ونحاول أن يتمثل شيئا من خصائص صياغته كما يترسم سمات الأسلوب النبوي الكريم // وهو في حقيقته أدب يصد عن الفكر الإسلامي وعن اللغة العربية أعني التيارات  تلك التي تهدد الأمة الإسلامية في أخلاقها وفي آدابها وفي لسانها العربي.

* ولكن حتى الآن لم تكلمنا عن رؤيتك الأدبية الجديدة؟

- آه نسيت واستغرقني حديثي معك وصعب على الأديب أن يحاور أديبا مثله على كل حال رؤيتي الأدبية الجديدة ما هي إلا لقاء بين الأديب والحياة من خلال التصور الإسلامي، بأسلوب لُحْمُتهُ وسُداهُ العاطفة الدينية، وتتجلى في أسلوبه المعاني القرآنية، والآيات المحكمات في السياق الأدبي لتعطى المعنى والدليل // وقد حاولت في هذه التجربة تجاوز الأهداف الدنيا إلى المعاني العليا حتى أنني حاولت التسامي متطلعاً إلى الحق والخير والجمال // وحمداً لله أنني التزمت في رؤيتي خصائص أمتي الإسلامية وتجلى هذا الالتزام في تصوري الإسلامي للحياة // فانفعلت بهذا التصور في إطار من قيم الإسلام ومبادئه // وكانت الصياغة مَعّبرة وموحية / والحمد الله على كل حال.

* هل لنا نصيب أن نسمع نحن، ويقرأ القارئ ولو جزءا يسيرا من هذه الرؤية؟

- أولا: المعنى الشامل لهذه الرؤية اللصيقة بالحياة كلها هو أنك ما دمت في رحاب الله لا تخف أبداً ولا تخشي شيئاً أبداً فهذه المعّية هي السلاح الذي يتسلح به الإنسان منذ ولادته حتى وفاته قلت في جزء منها: أنا مَـنْ أنا؟ مسجون ومعتقل مسجون هذا العصر أمشى أسير على هذا الدرب الطويل المظلم  وأمشى أشواك الحياة بلمسة وأغوص ألوان العذاب  بعزة لكنني يوماً ما شكوت راجيا ما رجوت سائلاً ما سألت زائلاً بل  شكوت للإله الأول بل  رجوت عفو العزيز القادر بل  سألت كرم الكبير المنعم الله علمني الحقيقة قائلاً سبحانه "واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح". الكهف 45

* الحقيقة أنه إنتاج أدبي هادف حــّدد الفكرة ووضّح الهدف بكلمات موحية و وأسلوب أدبي يشرح واقعاً ويؤكد هذا الواقع بآية بيّنة من التنزيل العزيز، حيث لا يترك مجالاً للسامع أو القارئ للحيرة أو اختلاط المعنى أو حتى أن يسرح الخيال بعيداً، لأنك هنا أستاذ أسعد دفعت بسلاسة وسهولة بالحقيقة التي رنوت إليها والهدف الذي إليه سعيت بآية كريمة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها  على كل حال بوصفك دارس وممارس للنقد الأدبي والفني وأن كنا قد عرّجنا بالحديث في البداية حول هذه المعاني لكن بالنسبة إلى أدباء سيناء مرة ثانية ما هو الإنتاج الذي أعجبك ولمـنْ هو؟

- لا شك أن هناك أدباء في شمال سيناء لديهم الموهبة التي لا بد أن تصقل  ولكن معظمهم تغلب عليه الموهبة ولكن ما يزال في احتياج إلى تجربة ومحك أدبي من خلال نوادي الأدب والاستماع إلى النقد البناء ثم هناك بعض النصوص أهديت لي وقرأتها بتأنِّ وتفهم وعلى سبيل المثال: -

1) الأديب الشاعر الشيخ  محمد عايش عبيد وقفت سنوات وسنوات أمام إبداعاته الشعرية ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً عندما كنا نسبح هنا وهناك في قلب القاهرة ومنتهزاً أنا بحكم مهنتي التلفزيون والإذاعة والصحافة والندوات والمحاضرات والأصدقاء والزملاء من الأدباء والمفكرين والكتاب وحملت في حقيبتي عام 1977 أول عمل للشيخ محمد وكان مخطوطاً وهو "تغريدة السيرة النبوية" فكانت مثار إعجاب الأدباء الأساتذة في مكة المكرمة عشرة آلاف من الشعر ومن بحور متقاربة وبنفس واحد سريع وانفعال جذاب متجاوب مع العقل ومنطق التاريخ كان ذلك مذهلاً حقاً لهم بعد ثلاثين عاماً وقفت أمام كتيب يحمل عنوان "سياحة فكرية  شعر" فعشت لحظات تأمل بل لحظات تمتع بلذة المعاني ورهافة الحسًّ المنظوم في (1) القدس في خواطر شاعر (2) الليل في خواطر شاعر (3) السماء في خواطر شاعر.