أشهر قليلة تفصل طالبان عن إسقاط حكومة غني

الرئيس الأفغاني يستنجد بأمراء حرب تحوم حولهم شبهات فساد ويشتبه في ارتكابهم فظاعات لمساعدة القوات الأفغانية على صدّ هجمات طالبان التي باتت تسيطر على أكثر من 60 بالمئة من البلاد.
في تقييم أميركي.. شهر لعزل كابول وثلاثة أشهر للسيطرة الكاملة عليها
الانسحاب الأميركي يكشف ضعف الحكومة الأفغانية وقواتها
بايدن لا يشعر بالندم ويشكك في رغبة القوات الأفغانية في قتال طالبان

واشنطن - رجح تقييم أميركي أن تعزل حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول في غضون شهر وأنها قد تسيطر عليها بشكل نهائي في غضون نحو 3 أشهر، بينما تواصل تحقيق مكاسب واسعة على الأرض.

وأطلقت الحركة المتشددة في الفترة القليلة الماضية أعنف حملة عسكرية سيطرت خلالها على عشرات المدن والقرى والمعابر الحدودية وعواصم الأقاليم، مستفيدة من ضعف القوات الأفغانية التي فقدت سندا جويا مهما مع بدء انسحاب القوات الأميركية وقوات الناتو من أفغانستان، مديرة ظهرها لمحادثات سلام متعثرة ترعاها قطر.

وبحسب مسؤول أميركي كبير فإن تقييما جديدا لوكالة الاستخبارات الأميركية يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها طالبان في أنحاء البلاد، قدّر أن الحركة المتشددة إذا واصلت على نفس وتيرة الهجمات الحالية فإنها ستسيطر في غضون ثلاثة أشهر على العاصمة كابول.

وتابع "لكن هذه ليست نتيجة محتومة"، مضيفا أن بمقدور قوات الأمن الأفغانية قلب الأمور من خلال إبداء مزيد من المقاومة للحركة المتمردة.

ولم يتضح بعد ما إذا كان ذلك رأيا يحظى بإجماع مجتمع المخابرات أم أن وكالات المخابرات المختلفة لديها وجهات نظر متباينة، وهو أمر مألوف.

وسيطر مقاتلو طالبان على ثماني عواصم إقليمية في ستة أيام في وتيرة فاجأت المسؤولين الأميركيين.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء إن قوات طالبان تسيطر الآن على 65 بالمئة من أفغانستان وإنها سيطرت على 11 عاصمة إقليمية أو تهدد بانتزاع السيطرة عليها.

وحتى الشهر الماضي، كانت تقييمات المخابرات الأميركية تحذر من أن الحكومة الأفغانية قد تسقط خلال وقت قصير ربما ستة أشهر.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء إنه لا يشعر بالندم على قراره سحب قوات بلاده من أفغانستان بعدما أمضت هناك أكثر من 20 عاما وإن عدد القوات الأفغانية يفوق عدد مقاتلي طالبان ويجب أن تكون لديها الرغبة في القتال.

وسحبت واشنطن بشكل أساسي جميع القوات من أفغانستان، باستثناء التي ستبقى لحماية السفارة الأميركية ومطار في كابول على أن تنتهي المهمة العسكرية يوم 31 أغسطس/آب، بينما قبلت تركيا ايضا عرضا أميركيا بحماية مطار كابول الدولي.

وسيطرت حركة طالبان على ثلاث عواصم إقليمية أخرى في أفغانستان ومركز قيادة محلي تابع للجيش، لتستكمل هجومها بمختلف أنحاء شمال شرق البلاد وتواصل هجومها في مكان آخر، حسب ما ذكر مسؤولون اليوم الأربعاء.

وقالت وكالة "بلومبرغ" للأنباء إن المتمردين يسيطرون الآن على حوالي ثلثي البلاد، فيما تنهي القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) انسحابها، بعد عقود من الحرب هناك.

ويضع سقوط عاصمتي إقليمي'باداخشان' و'باغلان' إلى الشمال الشرقي وإقليم 'فرح' إلى الغرب، ضغوطا على الحكومة المركزية لوقف تقدم المسلحين، على الرغم من خسارتها قاعدة رئيسية في قندوز.

وهرع الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى إقليم بلخ الذي تطوقه بالفعل منطقة تسيطر عليها طالبان، للحصول على مساعدة في صد المسلحين من أمراء الحرب الذين لهم صلة بمزاعم حول فظائع وفساد.

وكان عضو مجلس إقليم باداخشان أحمد جاويد موجاديدي والنائب عبدالوالي نياز الذي يمثل الإقليم في البرلمان، قد قالا في وقت سابق إن حركة طالبان سيطرت على مدينة فيض آباد، عاصمة إقليم بادخشان نحو منتصف الليل (19:30 بتوقيت غرينتش أمس الثلاثاء) بعد قتال استمر أكثر من أسبوع.

وأضاف المسؤولان أن جميع المسؤولين المحليين البارزين والقوات الأمنية المتمركزة في المدينة تمكنت من التراجع إلى منطقة وارساج في إقليم تخار  المجاور، حيث تراجعت القوات الأمنية من طالقان  عاصمة الإقليم منذ ثلاثة أيام.

وأشار نياز إلى أن عائلات القوات الموالية للحكومة إما فروا أو تواروا عقب انهيار المدينة.