أفغانستان تعود لمربع الاقتتال مع انسحاب القوات الأميركية

عودة الاشتباكات العنيفة بين طالبان والقوات الأفغانية يجبر آلاف السكان على الفرار من منازلهم في ولاية هلمند جنوب البلاد.
الجيش الأميركي حقق 2 إلى 6 بالمئة من انسحابه من أفغانستان
مقتل أكثر من 100 مقاتل ينتمي لطالبان و22 من القاعدة في اشتباكات مع القوات الحكومية

قندهار (أفغانستان) - أفاد مسؤولون الثلاثاء أن آلاف الأفغان أجبروا على الفرار من منازلهم جراء اندلاع معارك عنيفة بين القوات الحكومية وطالبان في ولاية جنوبية مع بدء الجيش الأميركي سحب ما تبقى من قواته في أفغانستان.

وصدت القوات الأفغانية هجمات للمتمردين على عدة نقاط تفتيش خلال الساعات الـ24 الماضية في ولاية هلمند، حيث سلم الجيش الأميركي الأحد قاعدة للقوات الحكومية في إطار انسحابه الرسمي الذي بدأ في الأول من مايو/أيار.

وكشف سيد محمد رامين مدير شؤون اللاجئين في المنطقة إن نحو ألف عائلة فرت من منازلها هربا من القتال الذي اندلع على مشارف لشكر غاه عاصمة هلمند وفي أجزاء أخرى من الولاية.

وأشار الى أن العائلات لجأت الى لشكر غاه من مناطق اشتد فيها القتال في اليومين الماضيين.

وقال رامين لوكالة فرانس برس "سندرس احتياجاتهم غدا لكن كثيرين ممن لم يجدوا مأوى في المدينة يحتاجون الى مساعدة عاجلة".

وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن قواتها قتلت أكثر من 100 من مقاتلي طالبان في هلمند في الساعات الـ24 الماضية عندما هاجم متمردون بعض نقاط التفتيش على مشارف لشكر غاه.

وقالت الوزارة إن 22 آخرين من مقاتلي القاعدة من باكستان قتلوا في المعارك.

وأورد مسؤولون إن مقاتلي طالبان استولوا في البداية على بعض نقاط التفتيش، لكن القوات الحكومية استعادت السيطرة عليها بعد صدها للمسلحين.

وصرح رئيس مجلس ولاية هلمند عطاء الله أفغاني أن "العدو خسر الان كل المناطق التي استولى عليها وتكبد خسائر فادحة".

من جهتها أعلنت طالبان أن عشرات الجنود الأفغان قتلوا في معارك. ومن المعروف أن كلا من الجانبين يبالغ في تقدير الخسائر التي تلحق بالطرف الآخر.

واندلع القتال أيضا في ولايات عدة أخرى منذ بدء الجيش الأميركي سحب 2.500 جندي متبقين في الأول من مايو/أيار.

وأعلن الجيش الأميركي الثلاثاء أنه حقق حتى الآن 2 إلى 6 بالمئة من انسحابه من افغانستان على أن تستكمل العملية بحلول 11 سبتمبر/أيلول.

وأفادت القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" في بيان أن الولايات المتحدة سحبت حتى الرابع من مايو/أيار ما يوازي ستين شحنة طائرات النقل العسكرية من طراز سي-17 من المعدات، وأرسلت أكثر من 1300 قطعة تجهيزات لإتلافها.

وذكرت سنتكوم بأن الجيش الأميركي أعاد إلى القوات الأفغانية قاعدة كمب أنتونيك في ولاية هلمند (جنوب) التي تعتبر معقلا لحركة طالبان.

من جهة أخرى وعد الجيش الأميركي بنشر تقديرات لحجم انسحابه كل أسبوع، محذرا بأن هامش تقديراته قد يتّسع على مرّ الأسابيع لدواع أمنية.

وستشمل هذه التقديرات إجلاء الآليات والأسلحة والتجهيزات والجنود، فضلا عن نقل مختلف المعدات إلى القوات الأفغانية أو إتلافها.

وبعد نحو 20 عاما من غزو القوات الأميركية مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي لأفغانستان والإطاحة بنظام طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل /نيسان بتنفيذ انسحاب نهائي لقواته، لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.

وأثارت هجمات طالبان على القوات الحكومية مخاوف من تعرض القوات الأميركية للأمر نفسه خلال انسحابها.