أفغانستان ساحة لفتح حوار سري بين طهران وواشنطن

مصادر تؤكد أن الوسطاء الغربيين يحاولون إقناع إيران والولايات المتحدة بالتعاون في تعزيز الأمن في أفغانستان تزامنا مع حوار واشنطن وطالبان وفي وقت يتزايد فيه العداء بين البلدين بخصوص مجموعة من القضايا.

واشنطن - قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الوسطاء الغربيين يحاولون إقناع إيران والولايات المتحدة بالتعاون في تعزيز الأمن في أفغانستان فيما يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إخراج واشنطن من أطول حرب تخوضها.

وتقول المصادر إن الوسطاء كانوا ينقلون الرسائل سرا بين واشنطن وطهران منذ شهور على أمل تشجيع الطرفين على التحاور في وقت يتزايد فيه العداء بينهما بسبب مجموعة من القضايا خاصة بعد ان شددت واشنطن عقوباتها على طهران بعد خرقها للاتفاق النووي لسنة 2015.

الوسطاء كانوا ينقلون الرسائل سرا بين واشنطن وطهران منذ شهور

وقال مصدر مطلع على هذه المراسلات طالبا عدم ذكر اسمه "أفغانستان إحدى المناطق التي توجد فيها أرضية مشتركة".

ورفض البيت الأبيض التعليق ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية على طلبات للحصول على تعقيب.

وتنفي إيران رسميا وجود أي محادثات سرية مع الولايات المتحدة بشأن أي موضوع لكن الحديث عن فتح قناة سرية للحوار مع واشنطن يشير الى المناورات التي يعتمدها المسؤولون الإيرانيون وان الخطاب المتشددة الرافض للحوار هو فقط للاستهلاك الداخلي ولدغدغة مشاعر حلفائها.

وتأمل عدد من دول المنطقة ألا يؤدي خروج قوات أجنبيه تقودها الولايات المتحدة وقوامها أكثر من 20 ألف جندي إلى انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية تعيد حكم طالبان المتشدد، أو تسمح بتمدد تنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات الإسلامية المتطرفة هناك.

وعقدت الولايات المتحدة وطالبان جولات للحوار في الدوحة بهدف الاتفاق على اخراج القوات الاجنبية من افغانستان مقابل اشراك طالبان في الحكم وعدم السماح باتخاذ الساحة الافغانية لتنفيذ هجمات ارهابية.

لكن ايران جارة افغانستان تتهم بدعم طالبان والقاعدة وغيرها من التنظيمات المتشددة وذلك في اطار تصفية الحسابات مع الولايات المتحدة.

مسلحون من طالبان
طهران دعمت طالبان والجماعات المتشددة في افغانستان لتصفية حسابها مع واشنطن

ونسّقت إيران مع الولايات المتحدة والقوى الغربية خلال حملة إطاحة حكم طالبان بعد الغزو الأميركي لأفغانستان في 2001.

إلا أن تقارير غربية ومصادر أفغانية تفيد أن الحرس الثوري الإيراني أقام في السنوات الأخيرة علاقات مع طالبان بهدف إخراج القوات الأميركية من أفغانستان.

وفي 2018 عقدت ايران محادثات مع طالبان بعد تصاعد نفوذ الجماعة المتشددة.

ويبدو ان ايران تريد استغلال الساحة الأفغانية في محاولة لتحقيق بعض المكاسب في صراعها مع الولايات المتحدة الاميركية سواء من خلال ربط علاقات مع طالبان او من خلال استغلال المجموعات الشيعية الموالية لها.

ولطالما دعمت طهران الهزارة الشيعية في أفغانستان، التي تعرّضت للكثير من الاضطهاد والعنف إبان حكم حركة طالبان للبلاد في تسعينيات القرن الماضي.

واستخدم الحرس الثوري لواء فاطميون الأفغاني في الحرب السورية وفي قتال المعارضة السورية المسلحة ولا يستبعد محللون ان تستخدم تلك المجموعات الأفغانية في الصراع ضد القوات الاميركية في حال اندلاع حرب.

ودائما ما تهدد ايران باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة ومن بينها القواعد الأميركية في أفغانستان.