أفلام قطر المحروقة

تكرار سيناريو التحريض من خلال الاسلاميين باستخدام قضية خاشقجي لن ينطلي على السعوديين.

تقوم عملية بث الفوضى في الدول وتغيير أنظمة الحكم فيها من خلال تكثيف البرامج الإعلامية حول سلبيات الحكام وخيانتهم وحشد التأييد الشعبي لتغيير النظام. وبعد أن يصل الشعب إلى مرحلة الغليان، يتم تنفيذ اغتيال لشخصية تحظى بشعبية واسعة، فتنتشر الفوضى والسخط العام، فتسير احتجاجات عارمة في الشوارع مطالبة بتغيير النظام. وعلى الرغم من أنه لم يعرف مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي لغاية الآن، إلا أن الحدث برمته يشير إلى أحد تكتيكات الإسلاميين ومن لف لفهم، وتفوح منه رائحة قطر وتركيا، في محاولة إثارة الفوضى والاضطراب في السعودية.

لو أرادت السعودية اغتيال خاشقجي، فليس الأمر بصعب عليها، على أرضها وبين شعبها. ولكن الرجل معتدل ولم يصدر عنه ما يستدعي قتله. وإذا كانت السعودية اعتقلت كبار الأمراء، فلن يعجزها مواطن عادي. هذا بالإضافة إلى أنه عبر عن تأييده لسياسة الأمير بن سلمان في عدد من اللقاءات الحوارية.

لم ينطل الأمر على السعوديين، وكان واضحا أن العملية تحمل بصمات الإسلاميين، وتم الزج بشخصيات إسلامية للاعتصام وحمل صور خاشقجي وحتى ترامب تحدث في الأمر، كونه محبا للإسلام والمسلمين، ويسعى لدعم توليهم السلطة في كافة الدول العربية حبا في الله ورسوله!

هذا الحدث مجرد زوبعة في فنجان، ولن يسفر عن أحداث كبرى، نظرا لأن هذا الفلم محروق، وقد اتبع منذ زمن في كثير من البلدان، ولم ينجح. ولكن ما يؤسف له هو انخراط الإسلاميين الكامل في هذه التمثيليات وهم على قناعة بأن تسلمهم للحكم سيصنع المعجزات، على الرغم من فشل الإسلاميين المتتالي، لكنهم لم يقتنعوا بعد أن الدين تستغله قوى الشر لضرب الناس ببعضهم ونشر الدمار وقتل الآلاف من المدنيين. وطالما أنهم يضعون يدهم بيد أميركا، فلن يجلبوا لبلادهم سوى الخراب.