أقدم رواية يمنية في إصدار جديد

رواية 'فتاة قاروت' للكاتب اليمني الحضرمي أحمد عبدالله السقاف تتضمن انتقاد بعض عادات المهاجرين الحضارم في الأرخبيل الهندي.

القاهرة - صدرت عن دار "عناوين بوكس" في القاهرة رواية "فتاة قاروت" للكاتب اليمني الحضرمي أحمد عبدالله السقاف ضمن سلسلة "بواكير أدبية".
وصدرت الرواية في إندونيسيا سنة 1927 ويجمع النقاد على أنها أول رواية يمنية، كما أنها أول رواية في الجزيرة العربية.
ويعرف المؤلف روايته بأنها "رواية غرامية انتقادية تتضمن انتقاد بعض عادات المهاجرين الحضارم في الأرخبيل الهندي"، كما يقدم الأديب السقاف في أسلوب شيّق جملة من أفكاره وآرائه المرتبطة بعادات المهاجرين الحضارم وسلوكهم في الأرخبيل الهندي التي سبق له إن أفصح عنها في صحيفتي (الإصلاح) و(الرابطة العلوية). 
وتسرد الرواية قصة بطلها عبدالله الذي يقرر بعد أن وصل من حضرموت إلى الأرخبيل الهندي لإنجاز بعض الأمور المتعلقة بتركة والده، أن يقضي بعض الوقت للاستجمام في منتجع قاروت الواقعة في شرق جزيرة جاوة.
 وهناك يرى للحظات فتاة تدعى نيغ ويقع حالا في حبها ويقدم على الزواج منها حتى دون أن يراها ثانية أو أن يتأكد من أصلها ونسبها.
 وفي اليوم التالي للزواج يضطر أن يغادر قاروت للذهاب إلى سنغافورة لمقابلة أخيه عبدالقادر الذي جاء ليعود به إلى حضرموت. لكن قبل العودة إلى حضرموت عليهما أن يزورا عمهما عبدالرحيم الذي يقيم في مدينة سورابايا في جنوب شرق جاوة.

الرواية صدرت في إندونيسيا سنة 1927 ويجمع النقاد على أنها أول رواية يمنية كما أنها أول رواية في الجزيرة العربية

وهناك يقتنع عبدالله بالزواج من المولدة سعيدة؛ فهي بنت عمه و"من دمه ولحمه". إلا أنه يكتشف، بعد أيام من الزواج، أن سعيدة لا تحتجب عن الشباب الغرباء أو الباعة الجوالين الذين لا يبيعون بضاعتهم في جاوة إلا داخل البيوت. لهذا يضطر عبدالله أن يطلق بنت عمه حتى دون أن يعاشرها بسبب اختلاف طباعهما.
وسعى المؤلف إلى توظيف شخصيات روايته في سبيل عرض موقفه الرافض لاندماج المولدين الحضارم في المجتمع المحلي في جاوة.
وأحمد بن عبد الله السقاف كاتب يمني وُلِد في مدينة الشحر بساحل حضرموت - اليمن عام (1300هـ-1882م) وتربى في كنف أخواله آل بن عثمان، ونشأ وتعلم في الشحر في أسرة عُرِفت بالعلم والدعوة. 
درس العلوم الدينية واللغة والأدب، وتوسّع في اطلاعه على العلوم الحديثة، وأكمل تعليمه في سيئُون (حضرموت) وحيدر أباد (الهند)، وعمل في مجال التجارة في سنغافورة، وإندونيسيا (جاوة).
هاجر الى إندونيسيا وهو يحمل في جعبته ثقافته وعلومه العربية والإسلامية التي تشربها في اليمن ومنتدياتها عام 1326هـ 1908م.
وبعد أن استقرت أحواله دفعته اهتماماته الأدبية إلى تكريس معظم وقته للقراءة والكتابة، فقضى ثلاثة عقود من حياته (1909-1948م) متنقلاً بين أقاليم إندونيسيا وبخاصة التي استوطنتها الجاليات اليمنية والعربية، مساهماً في النهضة الثقافية وفاعلاً في نشر التعليم بين المهاجرين العرب، وذلك من خلال تأسيس المدارس وإدارتها، فأسس صحيفة "الإصلاح" التي صدرت في سنغافورة في 1916، وصحيفة" الرابطة العلوية" عام 1927. 
وله رواية "الصبر والثبات" أو "ضحية التساهل" التي صدرت في العام 1931.