أقدم مستشفيات القاهرة التاريخية يفتتح أبوابه من جديد
القاهرة - افتتحت وزارة السياحة والآثار المصرية، الأحد، بيمارستان المؤيد شيخ، أحد أقدم المستشفيات في القاهرة التاريخية، بعد أعمال ترميم كبيرة نفذت بالشراكة بين مصر والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
يقع البيمارستان، الذي بناه السلطان المملوكي المؤيد الشيخ، في شارع سوق السلاح بالقرب من قلعة صلاح الدين في القاهرة. وأزاحت الوزارة الستار عنه في حفل حضره مسؤولون من مصر والولايات المتحدة.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل على أهمية دمج المجتمع المدني في عملية الحفاظ على الآثار، مشيرا إلى أن ترميم بيمارستان المؤيد يأتي ضمن مبادرة أوسع تشمل أكثر من ثمانية مبان تاريخية.
وقال إسماعيل "إحنا النهاردة واقفين في بيمارستان المؤيد، وده أحد الآثار التي تم الانتهاء من ترميمها ضمن مجموعة أكتر من 8 مبان تاريخية وأثرية تم الانتهاء من ترميمها بالاشتراك مع الوكالة الأميركية، البيمارستان هنا إحنا بس الموضوع مش ترميم لأن إحنا كنا بنعمل ترميم قبل كده، والدولة صرفت مليارات الجنيهات وملايين الجنيهات على الترميم، ولكن إللي بيحصل النهاردة إن إحنا بنعمل فكرة جديدة وسياسة جديدة تنتهجها الدولة هي اندماج المجتمع المدني والحفاظ عليه لحثه على الحفاظ على الآثار، إزاي بيحصل ده؟ إزاي إننا بنشرك المجتمع المدني وكل الناس المحيطة وإللي كانوا سكنين عليه داخل النسيج العمراني في المنطقة إنهم يحافظوا على الأثر ويرمموا الأثر وفي نفس الوقت عند استغلال الأثر، استغلال من الناحية الثقافية، يتم إدماجهم في هذا الاستغلال فبيبقوا مستفيدين من المكان فيبدأوا يحافظوا عليه في المستقبل".
ويتماشى الترميم مع استراتيجية أوسع لاستغلال هذه المواقع كي تصبح مراكز ثقافية ولتشجيع السكان المحليين على الحفاظ عليها.
وأضاف إسماعيل "تاريخ المكان طبعا إحنا في بيمارستان، يعني بيمارستان ده كان مستشفى، فهو في حد ذاته كان مكان خدمي بيخدم المجتمع، ودي كانت الفكرة من وراء إعادة ترميمه وإعادة استغلاله مرة أخرى كمان خدمي برضو يخدم المجتمع ويخدم المنطقة المحيطة به وإدماج الناس نفسهم في تلك الخدمات وهذا الاستغلال التراثي".
وأعلنت نائبة وزير السياحة يمنى البحار عن خطط لعرض المواقع الثمانية بعد الانتهاء من ترميمها للاستثمار، قائلة "لما تنتهي الأعمال تماما هيتم طرح المواقع الثمانية للاستثمار بحيث إننا نقدر نقدم خدمات ترفيهية وفنية وثقافية تثري تجربة الزيارة للسائح وأيضا من شأنها إنها تعود بالنفع على المجتمعات المحلية المحيطة".
وأعربت البحار خلال الكلمة التي ألقتها نيابة عن وزير السياحة والآثار، عن سعادتها بتواجدها في بِمارستان المؤيد شيخ بالقاهرة التاريخية أحد أهم وأكبر المناطق التراثية الحية المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي تعد أيضا متحف مفتوح زاخر بمجموعة فريدة ومتنوعة من الآثار الشاهدة على الحضارة المصرية العظيمة والتي لا تزال تحتفظ بنسيجها العمراني المتجانس.
وأوضحت أن مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية IMCT يعكس الأهمية التي توليها مصر والولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي المصري والذي هو إرث ليس للمصريين فقط بل للإنسانية جمعاء"، مضيفة "صيانة هذا الموقع التاريخي تضمن تجربة سياحية فريدة وأصلية لزائريه تشجيعا للسياحة بوصفها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة والنمو ِالاقتصادي".
ويعد هذا المشروع أحد النماذج القوية لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويعمل على تبسيطِ الأطر التشريعية والتنظيمية وتطوير نماذج الشراكة على نحو يشجع القطاع الخاص على الاستثمار في مواقع السياحة الثقافية في إطار من الاستدامة، وفق يمنى البحار.
وأكدت أن تطوير نماذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص لترميم المواقع الأثرية وإعادة استخدامها بشكل مبتكر وبناء قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في تطوير وترويج تجارب السياحة الثقافية سيسهم في تنمية منتج السياحة الثقافية المصري وزيادة عائدات السياحة مما سيعود بالنفع على المجتمعات المحلية المحيطة بالمواقع التي يشملها المشروع.
وسلطت السفيرة الأميركية في مصر هيرو مصطفى جارج الضوء على الشراكة طويلة الأمد بين البلدين، مشيرة إلى أن الحكومة الأميركية استثمرت أكثر من 140 مليون دولار في الحفاظ على الآثار المصرية على مدى الثلاثين عاما الماضية.
وقالت جارج "هذه المواقع الرائعة ليست مجرد كنوز تاريخية وإنما أصول للتنمية الاقتصادية المستدامة في مصر"، مؤكدة على المسؤولية المشتركة لضمان استمتاع الأجيال القادمة بالتاريخ والحضارة.
ويمثل إعادة افتتاح بيمارستان المؤيد شيخ خطوة مهمة في الحفاظ على التراث الثقافي الثري في مصر وتعزيز الشراكة المجتمعية وتنشيط السياحة المستدامة في القاهرة القديمة.