أكاديمية الشعر تقيم الحفل الختامي للموسمين الأكاديميين التاسع والعاشر

فارس خلف المزروعي: الشعر يمثل بالنسبة للمُجتمع قيمة إنسانية عليا، إضافة لكونه قيمة أدبية لها الأثر الكبير على المشهد الثقافي بشكل عام.
الشيخ زايد بن سلطان زرع في الأجيال عشق التراث والاعتزاز به، وكان يُشدّد في العديد من المناسبات على الاحتفاء بالإبداع الشعري في خدمة الإنسانية
أبوظبي نجحت من خلال برنامج أمير الشعراء، وبرنامج شاعر المليون، في أن تستلهم من تراثنا وثقافتنا وحضارتنا الأفكار والمعاني والطموحات المشروعة

أبوظبي ـ أفامت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وبتنظم من أكاديمية الشعر، صباح الأربعاء حفلاً ختامياً لنهاية الموسمين الأكاديميين التاسع والعاشر في البرنامج الدراسي المتخصص بمجال (الشعر النبطي ودراساته)، وجاء ذلك تأكيدا لجهود تعزيز المعرفة وقيم التراث وربط الحاضر بالماضي من خلال تكريم خرجي طلبة عام زايد  لدراسات الشعر النبطي.
وأقيم الحفل في مسرح "شاطيء الراحة" بأبوظبي، بحضور كل من اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ود.علي بن تميم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وعدد من كبار الشخصيات والشعراء والباحثين والإعلاميين، ومديري الإدارات والأقسام في اللجنة وأهالي الطلبة.
وفي كلمته الافتتاحية لحفل التكريم، قال فارس خلف المزروعي إنّ الشعر يمثل بالنسبة للمُجتمع قيمة إنسانية عليا، إضافة لكونه قيمة أدبية لها الأثر الكبير على المشهد الثقافي بشكل عام، وإدراكاً لهذه الأهمية، وسعياً لصقل المواهب الشابة وتمكينها من إنتاج نصّ شعري مميز، فقد جاء تأسيس أكاديمية للشعر في أبوظبي منذ العام 2007، تُعنى بالإبداع الشعري بشكل علمي ومنهجي، بما يُعزّز الهوية الوطنية، ويمنح الشعر ما يستحقه من دراسة ونقدٍ ومتابعة بصورة معاصرة.
وأكد المزروعي أن حفل اليوم احتفاءٌ بما حققه برنامج الدراسات الأكاديمية للشعر من نجاح فريد، لتكريم طلاب أكاديمية الشعر في أبوظبي عاصمة الشعر والشعراء وملتقى الثقافات والتسامح، ولتأكيد الاعتراف بأهمية هذا الفن الأدبي العريق كتراث إنساني عالمي مُتجدّد.
وأشار إلى أنه من خلال المشاريع والإنجازات التي تقدمها اللجنة عاماً بعد عام، فإنها تؤكد للعالم أجمع أنها مستمرة في التميّز، وفخوره بدولة الاتحاد التي تعتبر الحركة الثقافية إحدى أهم ركائزها وعناصرها، وذلك انطلاقا من رؤى القيادة الرشيدة في الارتقاء بالتنمية الثقافية على الصعيد العالمي، والمُساهمة في إرساء مستقبل واعد للأجيال القادمة.

كما ذكر المزروعي أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، زرع في الأجيال عشق التراث والاعتزاز به، وكان يُشدّد في العديد من المناسبات على الاحتفاء بالإبداع الشعري في خدمة الإنسانية، باعتباره يُمثل وجدان الوطن، ويُعبّر عن هويتنا الوطنية.

ونوّه أن إمارة أبوظبي نجحت من خلال برنامج أمير الشعراء، وبرنامج شاعر المليون، في أن تستلهم من تراثنا وثقافتنا وحضارتنا الأفكار والمعاني والطموحات المشروعة بتفعيل دورنا في المشهد الثقافي الإقليمي والدولي، وهذا مما ساهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز معاصر للإشعاع الحضاري، وملتقى عالمي للأدب والثقافة.
كما أكد المزروعي أنّ كل ما يُسخّر من إمكانات سيصبّ في صالح الجيل الجديد، وهو الأمر الذي يركز عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي من خلال تقديم الدعم اللامحدود لجهود التطوير المستمر لمشاريع الحفاظ على تراثنا الثقافي الأصيل وضمان توريثه للأجيال القادمة، بما يُساهم في تفعيل المشهد الثقافي العربي ككل.
كما برهن أنّ جميع مشاريع اللجنة تعكس مدى الريادة الثقافية لدولة الإمارات، وتبرز جهودها الثقافية والأدبية والفنية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبشكل خاص من خلال الاستثمار في الإنسان المُرتبط بتاريخه وإرثه وحضارته.
وفي الختام بارك المزروعي للخريجين هذا النجاح والتألق في مجال دراسة الشعر العربي الأصيل، مُتمنيا للجميع دوام التقدم والازدهار في ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله.
من جهته أشاد سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر بالمكانة التي لقيها الشعر في دوره الوطني والإنساني  لدى الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وقال: "إن الشيخ محمد حرص على إنشاء أكاديمية للشعر سنة 2007 لإدراكه لقيمة الشعر والشعراء في نشر قيم الوطن والتسامح والسلام". وأضاف: "أبارك لطلبة الموسمين التاسع والعاشر من خرّيجي أكاديمية الشعر كونهم دفعة "طلبة عام زايد"، وأتمنى لهم مستقبلا زاهرا بالمعرفة الشعرية، خاصة وأنهم تزوّدوا من محاضرات الموسم الأكاديمي بالقواعد العلمية والمنهجية لدراسة الشعر وقراءته وكتابته، ولا غرابة في ذلك لأن الشعر مثل أي فن من الفنون له أسس واشتراطات من الضروري التزوّد بها، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى {وما علّمناه الشعر}، وهو ما يؤكد أن الشعر يُعلّم، وقد كانت للعرب أسواق ومجالس يُنشد فيها الشعر ويُنقد، وفيها يتعلّم الشعراء المبتدئون أسس هذا الفن القولي الجميل".
يذكر أن برنامج الحفل تضمن تقديم أحد طلاب الدراسة الأكاديمية كلمة شكر لجميع العاملين على البرنامج الدراسي، كما قدّم بعض الشعراء قصائدهم الشعرية، إلى جانب عرض "روبورتاج قصير" من إنتاج قناة بينونة يروي جهود ومسيرة أكاديمية الشعر وأعضاء هيئة التدريس وطلابها، وسعيهم الحثيث لخدمة الشعر، وختاماً تم تكريم الشعراء المنتسبين إلى برنامج الشعر النبطي ودراساته من قبل معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.