أكثر من 135 قتيلا في انفجار مرفأ بيروت

الصليب الأحمر اللبناني يؤكد أن عدد الجرحى تجاوز 4 آلاف شخص فيما تعقد الحكومة اجتماعا طارئا لبحث تداعيات الانفجار.
بيروت في حداد غداة الانفجار الضخم
نائب عن كتلة جنبلاط يستقيل على خلفية انفجار بيروت
الدول الخليجية اول من بادرت الى تقديم التعازي وعرض المساعدة
مقتل الأمين العام لحزب الكتائب جراء إصابته في انفجار مرفأ بيروت
العاهل الاردني يأمر بإرسال مستشفى عسكري ميداني إلى لبنان
فرنسا ترسل فريقا ومعدات طبية لمساعدة لبنان بعد الانفجار الضخم
وزير الاقتصاد يؤكد تدمير صومعة الحبوب

بيروت - أعلن الصليب الأحمر اللبناني الأربعاء أن الانفجار الضخم في مرفأ بيروت الذي ألحق أضرارا كبرى بالاحياء المجاورة في المدينة أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح، وذلك قبل أن تؤكد وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع الحصيلة إلى اكثر من 135 قتيلا ونحو 5 آلاف جريح وهي حصيلة من المتوقع أن ترتفع مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين وانتشال مزيد من الجثث من تحت الأنقاض.
وذكر الصليب الأحمر في بيان "حتى الآن أصيب أكثر من أربعة آلاف شخص وقتل أكثر من مئة شخص" مشيرا الى أن فرقه لا تزال تقوم بعمليات البحث والإنقاذ في المناطق المحيطة بموقع الانفجار.
وأُعلِنت العاصمة اللبنانية مدينة "منكوبة" وتلتزم الحداد الأربعاء على ضحايا الانفجار الذي قال المعهد الأميركي للجيوفيزياء إنّ أجهزة الاستشعار الخاصة به سجلته على أنه زلزال بقوة 3,3 درجات على مقياس ريختر.
وداخليا يعقد مجلس الوزراء اللبناني، اليوم، جلسة استثنائية لبحث تداعيات الانفجار بعد ان دعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، لعقد جلسة استثنائية معلناً حالة الطوارئ في العاصمة لمدة أسبوعين.
وأضاف عون في تغريدة على "تويتر" أنه من غير المقبول أن تكون شحنة من نترات الأمونيوم تقدّر بنحو 2750 طناً موجودةً منذ 6 سنوات في مستودع دون إجراءات وقائية، كما توعد "بإنزال أشد العقوبات" بالمسؤولين عن ذلك.

قال وزير الاقتصاد اللبناني لرويترز اليوم الأربعاء إن صومعة الحبوب في ميناء بيروت دُمرت في انفجار أمس الثلاثاء الذي هز العاصمة.

وقال راؤول نعمة إن البلاد تملك مخزونا كافيا، بجانب سفن في الطريق، مما سيغطي احتياجاتها وسط حديث عن تلوث ما تبقى من مخزون الحبوب بسبب الانفجار.

وقد ادى الانفجار الى تضرر سفينة لليونيفال (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) واصابة عدد من جنود القوة حيث افاد الناطق الرسمي باسم اليونفيل في لبنان أندريا تيننتي من خلال بيان انه "تيجة للانفجار الهائل الذي هز مرفأ بيروت مساء اليوم، تضررت إحدى السفن التابعة لقوة اليونيفيل البحرية التي كانت راسية في المرفأ، مما أدى إلى إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام التابعة للبحرية بجروح – بعضهم إصاباتهم خطيرة".

وافادت وكالة الوطنية للاعلام اللبنانية.الثلاثاء ان اليونيفيل قامت بنقل جنود حفظ السلام المصابين إلى أقرب المستشفيات لتلقي العلاج الطبي.

وفي اول الردود السياسية القوية اعلن النائب مروان حمادة، عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي"، الثلاثاء، عزمه تقديم استقالته من البرلمان اللبناني على خلفية الانفجار الدامي .
وقال حمادة، في تصريح لقناة "ام تي في" اللبنانية (خاصة): "سأقدم استقالتي من مجلس النواب الأربعاء؛ لأنني لا أريد أن يكون لي أي علاقة مع هذا الحكم".
وأضاف: "أوّل شخص يجب أن يستقيل هو رئيس الجمهورية".
وتضم كتلة "اللقاء الديمقراطي" 9 نواب من إجمالي 128، بزعامة النائب وليد جنبلاط.

 وكان الأمين العام لحزب الكتائب نزار نجاريان قتل داخل البيت المركزي للكتائب، بعد إصابته جراء الانفجار في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، وفقا للوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية. 

وذكرت الوكالة أن مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك أصيب في الانفجار في مكتبه بالمؤسسة واصابته حرجة، وثمة مناشدات للصليب الاحمر لنقله الى المستشفى.

وتوالت ردود الفعل من مختلف أنحاء العالم للتضامن مع لبنان وعرض المساعدات إثر الانفجار.
ودعا رئيس الوزراء اللبناني حسّان دياب "الدول الصديقة" إلى مساعدة البلاد الرازحة أصلاً تحت وطأة أكبر أزمة اقتصاديّة تُواجهها منذ عقود، والتي فاقمتها جائحة كوفيد-19.
وكانت الدول الخليجيّة أوّل من سارع إلى تقديم التعازي وعرض المساعدة. حيث تعهدت دول مثل الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ومملكة البحرين وسلطنة عمان ودولة الكويت بتقديم مساعدات عاجلة للمنكوبين.
وتمنّى امير قطر الشيخ تميم بن حمد "الشفاء العاجل للمصابين"، فيما أطلق رئيس الوزراء الإماراتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريدة جاء فيها "تعازينا لأهلنا في لبنان الحبيبة".
وأعلنت الكويت أنها سترسل مساعدة طبية فيما قالت السعودية إنها تتابع "ببالغ القلق والاهتمام" الوضع في لبنان.
وأعربت مصر عن "قلق بالغ" إزاء الدمار الناجم عن الانفجار، فيما تقدّم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالتعازي، مشدداً على "أهمية سرعة استجلاء الحقيقة في شأن المسؤولية عن وقوع التفجيرات والمُتسبّبين بها"، وفق ما نقل عنه مسؤول في الأمانة العامة للجامعة.
وأبدى وزير الخارجيّة الأردني أيمن الصفدي استعداد بلاده لتقديم المساعدة، فيما أعلنت إيران أنّها "جاهزة تماماً لتقديم المساعدة بكلّ الوسائل اللازمة".

وأمر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأربعاء بتجهيز مستشفى عسكري ميداني لإرساله إلى لبنان الذي شهد انفجارا ضخما أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أربعة آلاف بجروح.

وذكر تلفزيون "المملكة" الرسمي أن الملك "القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجه الى تجهيز مستشفى عسكري ميداني لإرساله إلى جمهورية لبنان".

وأضاف أن "المستشفى الميداني سيضم جميع الاختصاصات والطواقم الطبية، للمساهمة في تقديم الخدمة الطبية والعلاجية، ومساندة الأشقاء في لبنان".

من جهة أخرى، أعلن الديوان الملكي الهاشمي في بيان الاربعاء "تنكيس علم السارية على المدخل الرئيس للديوان الملكي اعتباراً من اليوم الأربعاء ولمدة ثلاثة أيام، حداداً على ضحايا الانفجار".

وأرسل العاهل الاردني برقية تعزية الى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون بضحايا الانفجار مؤكدا "وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في لبنان في هذا المصاب الأليم، واستعداده لتقديم كل أشكال المساعدة".

الجرحى وجثث القتلى في كل مكان في شوارع بيروت
الجرحى وجثث القتلى في كل مكان في شوارع بيروت

وجاء في تغريدة أطلقها وزير الخارجيّة الإيراني محمّد جواد ظريف أنّ "أفكارنا وصلواتنا مع شعب لبنان الكبير والمقاوم"، داعياً لبنان إلى "البقاء قويّاً".
ووجّه الرئيس السوري بشّار الأسد برقيّة تعزية لنظيره اللبناني ميشال عون، أكّد فيها وقوف سوريا إلى جانب لبنان الشقيق وتضامنها مع شعبه.
كذلك، تلقّى الرئيس اللبناني اتّصالاً من نظيره العراقي برهم صالح أكّد فيه التضامن مع لبنان، عارضاً تقديم المساعدة.
وبعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة تعزية إلى الرئيس اللبناني عبّر فيها عن "الحزن والأسى العميق" بعد الانفجارين في بيروت.
ووجّه الرئيس التونسي قيس سعيد رسالة إلى نظيره اللبناني عبّر فيها عن "دعمه" الشعب اللبناني "الشقيق".

وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتّصالاً بعون قدّم خلاله التعازي، معلناً إرسال مساعدات للبنان.
وكان وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أعلن أنّ بلاده "مستعدّة لتقديم مساعدتها وفق الحاجات التي ستُعبّر عنها السلطات اللبنانية".
كما أعرب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن "تضامنه مع اللبنانيين الذين تضرروا بشدة هذا المساء". وأضاف في تغريدة "أفكاري مع الضحايا. وزارة الداخلية في حالة تعبئة للرد على طلب رئيس الجمهورية إرسال إمدادات إغاثة بسرعة".

وأعلن قصر الاليزيه أن المساعدة التي وعدت فرنسا بارسالها الى لبنان بعد الانفجار الضخم ستنقل اعتبارا من الاربعاء عبر طائرتين عسكريتين تقلان فريقا من الأمن المدني وعدة أطنان من المعدات الطبية ومركزا صحيا نقالا.

وستقلع الطائرتان من مطار رواسي شارل ديغول في منتصف النهار على أن تصلا بعد الظهر كما أوضح الاليزيه. وستنقلان "فريقا من الأمن المدني (55 شخصا و15 طنا من المعدات) ومركزا صحيا نقالا يشمل ستة أطنان من المعدات ويتيح معالجة 500 جريح".

وذكر مصدر من مديرية الأمن المدني أن العسكريين ال55 من وحدة الأمن المدني رقم 1 من نوجان-لو-روترو هم "أخصائيون في عمليات الانقاذ ورفع الركام وينتمون الى وحدة متخصصة في استطلاع المخاطر التكنولوجية".

وأضاف قصر الاليزيه أن "عشرة أشخاص من طاقم الطوارىء سيتوجهون في أسرع وقت أيضا الى بيروت لتقديم الدعم لمستشفيات العاصمة اللبنانية بدعم من شركة "سي ام اه-سي جي ام" للنقل" موضحا أن عناصر فرنسيين ضمن بعثة الامم المتحدة في لبنان قدموا أيضا الدعم مساء الثلاثاء في بيروت.

وأوضح المصدر نفسه أن فرنسا تعمل على "تحديد الاحتياجات الإضافية".

من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ "روسيا تشارك الشعب اللبناني حزنه"، وفق بيان للكرملين مقدما التعازي بالضحايا، متمنّياً للمصابين الشفاء العاجل.

اصابة عدد من جنود اليونيفال اثر تعرض سفينتهم الراسية قرب المرفا لاضرار
اصابة عدد من جنود اليونيفال اثر تعرض سفينتهم الراسية قرب المرفا لاضرار

وفي بداية مؤتمره الصحافي اليومي حول فيروس كورونا المستجدّ، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعاطف الولايات المتحدة مع لبنان، مكرّراً "استعداد" بلاده لمساعدته.
وقال ترامب للصحافيّين في البيت الأبيض "لدينا علاقة جيّدة جداً مع شعب لبنان، وسنكون هناك للمساعدة. يبدو كأنّه اعتداء رهيب".
وعرض وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو تقديم مساعدة أميركيّة للبنان، كاتباً على تويتر "نحن نراقب الوضع ومستعدّون لتقديم مساعدتنا لشعب لبنان للتعافي من هذه المأساة المروّعة".
وعرضت إسرائيل التي لا تزال تقنيّاً في حالة حرب مع لبنان، تقديم المساعدة.
وجاء في بيان مشترك لوزيرَي الدفاع والخارجيّة الإسرائيليَّين غابي أشكينازي وبيني غانتس أنّ إسرائيل توجّهت إلى لبنان "عبر جهات أمنيّة وسياسيّة دوليّة وعرضت مساعدة إنسانية وطبية".
وعبّرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن "صدمتها" لما حدث في بيروت، واعدةً بتقديم "دعم للبنان".
وأعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عن "تعازيه العميقة... عقب الانفجارَين المروّعين في بيروت" واللذين قال إنّهما تسبّبا أيضاً بإصابة بعض من أفراد الأمم المتحدة.
بدوره، وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الصور ومقاطع الفيديو الواردة من بيروت بأنّها "صادمة". وكتب على تويتر "كلّ أفكاري وصلواتي" مع ضحايا "هذا الحادث المروّع". وأضاف "إنّ المملكة المتّحدة مستعدّة لتقديم الدعم بأيّ طريقة ممكنة، بما في ذلك للمواطنين البريطانيّين المتضرّرين" هناك.
وأكّد وزير الخارجيّة البريطاني دومينيك راب "تضامن" المملكة المتحدة مع الشعب اللبناني، مضيفاً أن بريطانيا "مستعدة لتقديم مساعدتها ودعمها، بما في ذلك للمواطنين البريطانيين المعنيين" هناك.
وقال متحدث باسم الوزارة إن "عددا صغيرا" من موظفي السفارة أصيبوا ويتلقون العلاج الطبي لكن حياتهم ليست في خطر.
وأضاف المتحدث "إنه وضع يتطور سريعاً ونحن نتابعه عن كثب. نحن مستعدون لتقديم دعم قنصلي للمواطنين البريطانيين المعنيين".
وكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على وسائل التواصل الاجتماعي "نُفكّر في جميع الذين أصيبوا في هذا الانفجار المأسوي، وكذلك في أولئك الذين يُحاولون أن يجدوا أحد أصدقائهم أو فرداً من العائلة، أو الذين فقدوا أحد أحبّائهم. نحن مستعدّون لمساعدتكم".