أكثر من 8000 شخص فروا من القتال الدائر حول طرابلس

الأمم المتحدة فشلت في تنظيم مؤتمر وطني الشهر الجاري تشارك فيه الحكومتان المتنافستان في شرق وغرب ليبيا بهدف الإعداد لإجراء انتخابات.

جنيف - قالت الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن أكثر من 8000 شخص فروا من القتال الدائر حول العاصمة الليبية، نصفهم خلال اليومين الأخيرين.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ريال لوبلان للصحافيين في جنيف إن "حركة النزوح من المناطق التي تأثرت بالاشتباكات في محيط طرابلس في ازدياد".

وبالإضافة إلى الذين تمكنوا من مغادرة مناطق القتال، قال لوبلان إن "العديد من العائلات ما زالت عالقة داخل المناطق المتأثرة بالنزاع"، مع تزايد المخاوف على سلامتها وتناقص الإمدادات.

وشن الجيش الوطني الليبي هجوماً للسيطرة على العاصمة طرابلس التي تديرها حكومة الوفاق التي تقاتل إلى جانبها ميليشيات، ما زاد من حدة الأزمة في البلاد التي مزقتها الانقسامات منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.

وقتل العشرات خلال الأسبوع الماضي وأصيب أكثر من 300 بجروح وفق منظمة الصحة العالمية.

وفي اتصال معه عبر الهاتف من طرابلس، صرح ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا جعفر حسين سيد للصحافيين أن "القتال يقترب من ضواحي طرابلس باتجاه داخل المدينة".

مع سماع دوي القتال في أنحاء طرابلس يحاول السكان الحفاظ على مظاهر الحياة الطبيعية

وترددت أصوات إطلاق النار والانفجارات اليوم الجمعة في الضواحي الواقعة جنوب طرابلس مما اضطر آلاف المدنيين للفرار من منازلهم.

ومع سماع دوي القتال في أنحاء المدينة حاول السكان الحفاظ على مظاهر الحياة الطبيعية. وتناولت بعض الأسر إفطارها في المقاهي بجوار سوق الأسماك الذي يتوافد عليه السكان في نهاية الأسبوع.

وقال يميم أحمد (20 عاما) ويعمل في مطعم للوجبات السريعة "اعتدنا على الحروب. لا نخاف إلا من الله".

وإلى جانب الخسائر الإنسانية، ينذر تجدد الصراع بعرقلة إمدادات النفط وزيادة الهجرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وخروج خطة سلام وضعتها الأمم المتحدة عن مسارها وتشجيع الإسلاميين المتشددين على استغلال الفوضى.

وفشلت الأمم المتحدة في تنظيم مؤتمر وطني الشهر الجاري تشارك فيه الحكومتان المتنافستان في شرق وغرب البلاد بهدف الإعداد لإجراء انتخابات.

وقال رجل أعمال يدعى سليمان أثناء احتساء القهوة مع رفاقه "كنا نأمل في عقد مؤتمر وطني وليس نشوب قتال. لسوء الحظ بعد 40 عاما من الدكتاتورية ليس لدينا المسار السياسي الصحيح للتعبير عن أنفسنا. نحن لا نريد حكما عسكريا ولا حكم ميليشيات".

ويقاوم الجيش الوطني الليبي الذي قال إن عملية طرابلس هدفها القضاء على الإرهابيين والمرتزقة حتى الآن ضغوطا من الأمم المتحدة للقبول بتسوية لتقاسم السلطة في سبيل إحلال الاستقرار خصوصا إن قائد الجيش المشير خليفة حفتر يعتبر حليفا للغرب في مساعي القضاء على الإسلاميين المتشددين في شمال أفريقيا.

وهناك آلاف من المهاجرين، معظمهم من سوريا وبلدان أفريقية أخرى، عالقون في مراكز احتجاز مزرية في طرابلس بينما يقترب القتال.

وظلت ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الراغبين في الوصول لأوروبا في الأعوام القليلة الماضية.