أكراد تركيا ينتفضون احتجاجا على الغلاء والاضطهاد

أكراد تركيا تضرروا بشدة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي كثيرا في الأشهر الأخيرة بفعل تراجع قيمة الليرة التركية على خلفية توتر دبلوماسي مع واشنطن صيف 2018 ورفض الأسواق السياسات الاقتصادية لأنقرة.

حراك السترات الصفراء في فرنسا يلهم أكراد تركيا
أكراد تركيا يطالبون اردوغان بالعدالة الاجتماعية
دياربكر تشكو الظلم والتهميش
الأزمة الاقتصادية ترتد على وضع الأكراد في جنوب شرق تركيا

دياربكر (تركيا) - تظاهر آلاف الأشخاص الأحد في دياربكر جنوب شرق تركيا خصوصا للاحتجاج على ارتفاع الأسعار في الأشهر الأخيرة. وأشاد بعضهم بمتظاهري السترات الصفراء في فرنسا.

وتجمع المحتجون الذين لبوا نداء كونفدرالية نقابات عمال الخدمة العامة في وسط مدينة دياربكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية وذلك تحت رقابة أمنية مشددة.

وكتب على إحدى اللافتات "لن ندفع ثمن الأزمة الاقتصادية".

وتدهور الوضع الاقتصادي كثيرا في الأشهر الأخيرة بسبب تراجع قيمة الليرة التركية على خلفية توتر دبلوماسي مع واشنطن صيف 2018 ورفض الأسواق السياسات الاقتصادية لأنقرة.

وبلغ التضخم في نوفمبر/تشرين الثاني 21.62 بالمئة بالنسق السنوي متباطئا بشكل ضئيل عن مستواه في أكتوبر/تشرين الأول. ورغم الإجراءات الحكومية يشعر السكان يوميا بارتفاع الأسعار.

وأشاد بعض المحتجين بحركة السترات الصفراء في فرنسا المطالبة بالمزيد من العدالة الاجتماعية.

وقال محمد سيرين وهو أحد المحتجين "إن مطالبنا مماثلة وللمطالب الأهداف ذاتها لكن هناك فوارق في كل بلد. نحن ببساطة نطلب ظروف عيش إنسانية".

وطالب المحتجون الذين قدموا من مختلف مناطق الجنوب والجنوب الشرقي أيضا بإعادة المطرودين الـ140 ألفا من وظائفهم اثر محاولة الانقلاب في 2016، إلى أماكن عملهم.

وجرت احتجاجات دياربكر في أجواء احتفالية واستمرت نحو ثلاث ساعات دون توتر مع قوات الأمن.

وتجنبت قوات الأمن التركية استخدام العنف على خلاف العادة في التعامل مع مثل هذه المظاهرات خاصة تلك التي تندلع من حين إلى آخر في المناطق ذات الغالبية الكردية.

ويبدو أن قوات اردوغان تجنبت استخدام القوة خوفا من ردود الفعل الغربية وخشية توسع الاحتجاجات إلى مناطق أخرى.

وفي مارس/اذار 2016 شنت القوات التركية أعنف الهجمات على مناطق تقطنها الغالبية الكردية في جنوب شرق البلاد استخدمت فيها المدفعية الثقيلة وفرضت حصارا خانقا على منطقتي جيزره وسيلوبي بذريعة القضاء على متمردي حزب العمال الكردستاني.

وقتل في تلك العملية العديد عشرات المدنيين وشرّد عشرات الآلاف من مناطقهم، فيما اعتمدت السلطات التركية سياسة الحصار وحظر التجول ومشاركة كافة أنواع الأسلحة والقوات البرية والجوية.

وتسبب ذلك بدمار كبير، خاصة في قضاء جيزره واتهم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، قوات الأمن بارتكاب مجزرة في المدينة.

وتعرضت تركيا أيضا لانتقادات واتهامات غربية بانتهاك حقوق الإنسان بذريعة القضاء الإرهاب.