أكراد سوريا يرفضون تهديدات دمشق

الإدارة الذاتية تتهم الجيش السوري بالتهرب من الحلول السلمية وتنتقد تهديداته باستعمال العنف والقمع للسيطرة على مناطقها شمال البلاد.
الأكراد بدؤوا خلال الصيف مفاوضات مع دمشق لم تحقق تقدما
الاسد وضع الأكراد امام خيارين المصالحة او التحرير بالقوة

دمشق - قالت الإدارة التي يقودها الأكراد بشمال سوريا إن تهديدات الحكومة السورية باستعادة المنطقة التي يهيمن عليها الأكراد بشمال البلاد بالقوة ما لم تخضع لحكم الدولة تؤكد على "إصرار الحكومة السورية في سياسية القمع والعنف".

وقالت الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد والمتحالفة مع الولايات المتحدة إن هذه التصريحات تظهر أن دمشق تريد "التهرب من الحلول السلمية الديمقراطية"للصراع السوري.

وتعرض الأكراد إلى تهديدات من قبل النظام السوري وحلفائه باستعادة المناطق التي سيطروا عليها في قتالهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال وزير الدفاع السوري العماد علي عبدالله أيوب ان الجيش سيحرر مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا عن طريق المصالحات أو القوة العسكرية.

وأضاف  أيوب خلال مؤتمر صحافي مشترك في دمشق مع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أنّ "الورقة الوحيدة المتبقية بيد الأميركيين وحلفائهم هي قسد"، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية.

وأضاف "سيتم التعامل معها بالأسلوبين المعتمدين من الدولة السورية: المصالحات الوطنية أو تحرير الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة".

وسبق للرئيس السوري بشار الأسد في مايو/أيار أن وضع الأكراد أمام هذين الخيارين.

وتأتي تحذيرات دمشق للأكراد في سياق الحديث عن مرحلة ما بعد انتهاء داعش في سوريا والذي مني بخسائر كبيرة مؤخرا بجهود مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من سلاح الجو الاميركي وهو يلفظ أنفاسه في مدينة الباغوز.

ولا تنظر دمشق بعين الرضا إلى الدعم الأميركي للأكراد الذين يعدون ثاني قوة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري وتضم مناطق سيطرتهم أبرز حقول النفط والغاز وأراضي زراعية شاسعة وثروات مائية.

الرئيس السوري بشار الاسد
دمشق لا تنظر بعين الرضا إلى الدعم الأميركي للأكراد

وبدأ الأكراد خلال الصيف مفاوضات مع دمشق، لم تحقق تقدما بعد. ويقول مسؤولون أكراد إن الحكومة السورية تريد إعادة الوضع في مناطقهم إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع في العام 2011 وهو ما لا يمكنهم القبول به مع رغبتهم بالحفاظ على مؤسسات الإدارة الذاتية التي بنوها تباعا.

وتخوض قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية آخر معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا.

ويزداد الخناق على بقايا التنظيم المتطرف في آخر جيب له في شرق سوريا، وسط أنباء عن انقسامات تعصف بالتنظيم وإصرار الجهاديين الأجانب على القتال حتى الموت.

وتثير الانتصارات التي تحققها قوات سوريا الديمقراطية غضب تركيا، حيث أنها تعزز موقع القوات المدعومة من التحالف الدولي وتعزز وجودها في شرق سوريا.

وتريد تركيا إنشاء منطقة آمنة في المنطقة الحدودية الواقعة شرقي نهر الفرات بعد انسحاب معظم القوات الأميركية.