أكراد سوريا يشترطون ضمان خصوصيتهم قبل أي اتفاق مع دمشق

قوات سوريا الديموقراطية يؤكد أن أي اتفاق مع الحكومة السورية يجب أن يضمن "خصوصية" قواته بعدما تمكنت من طرد تنظيم الدولة الإسلامية.
المفاوضات لا تزال جارية لكنها لم تصل حتى الآن الى نتيجة إيجابية

الحسكة (سوريا) - أكد القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم كوباني أن أي اتفاق مع الحكومة السورية يجب أن يضمن "خصوصية" قواته بعدما تمكنت من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا.

وشدد على وجوب أن "يضمن أي اتفاق سياسي خصوصية" قواته التي قاتلت التنظيم المتطرف "نيابة عن كل البشرية وحتى عن الجيش السوري" مؤكداً أنها "حمت شمال شرق سوريا.. وحررت هذه المناطق ومن حقها أن تستمر في حماية المنطقة".

وأضاف خلال مقابلة الخميس في أحد مقرات قواته قرب مدينة الحسكة (شمال شرق)، "هذا هو خطنا الأحمر ولا يمكننا التنازل عن ذلك" في المفاوضات التي أكد أنها ما زالت مستمرة.

وباشرت قوات سوريا الديموقراطية، التي تسيطر على نحو ثلاثين في المئة من مساحة سوريا وتعدّ ثاني قوة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري، محادثات رسمية مع دمشق قبل أشهر، حددت هدفها بوضع خارطة طريق تقود إلى حكم "لامركزي" في البلاد.

وانطلقت هذه المفاوضات بعدما وضع الرئيس السوري بشار الأسد الأكراد أمام خياري التفاوض أو الحسم العسكري.

وأوضح كوباني أن "المفاوضات لا تزال جارية لكنها لم تصل حتى الآن الى نتيجة إيجابية بعد" كون النظام "ما زال يؤمن أن بإمكانه العودة الى ما قبل العام 2011، وما زال يأمل أن يسيطر عسكرياً على كل المنطقة". وتابع "ولهذا يحتاج (النظام) إلى مزيد من الوقت لأن يفهم أن ذلك مستحيل ولا يمكن حدوثه".

ويود الأكراد في أي اتفاق مقبل مع دمشق أن يحافظوا على الحدّ الأدنى من المكاسب التي تمكنوا من تحقيقها إثر اندلاع النزاع في العام 2011، بعدما عانوا من التهميش على مدى عقود. ويصرون على الابقاء على المؤسسات التي بنوها في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سوريا، وعلى قواتهم العسكرية التي أظهرت فعالية في قتال الجهاديين.

وأكد كوباني أن قوات سوريا الديموقراطية "تقبل أن تكون جزءاً من الجيش الوطني لسوريا المستقبل بشرط الحفاظ على خصوصيتها".

وأعرب عن استعداد قواته مقابل ذلك "الحفاظ على الحدود السورية وعلى وحدة الأراضي السورية وعلى الرمز السوري وهو العلم السوري والقبول بنتائج الانتخابات المركزية في حال حدوثها".

ولطالما كررت دمشق التي باتت قواتها تسيطر على ستين في المئة تقريباً من مساحة البلاد، عزمها استعادة كافة المناطق الخارجة عن سيطرتها. وتعد مناطق الإدارة الذاتية استراتيجية كونها تضم أكبر حقول النفط والغاز في سوريا فضلاً عن حقول زراعية رئيسية.