أكراد سوريا يطالبون بقوات دولية تحميهم من أردوغان

بين تهديد بشار الأسد وترقب تركيا للتفرد بهم تتزايد مخاوف الأكراد في الشمال السوري خصوصا بعد قرار واشنطن سحب قواتها المشاركة في التحالف ضد تنظيم داعش في سوريا.
قائد قوات سوريا الديمقراطية يطالب بغطاء جوي ودعم بري
مناقشات لنشر قوات فرنسية وبريطانية لدعم الأكراد في سوريا
تحذيرات أميركية للأكراد من التحالف مع الأسد

دمشق - دعا مظلوم كوباني القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، اليوم الاثنين، إلى بقاء ما يتراوح بين 1000 و1500 من القوات الدولية في سوريا للمساعدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وعبر عن أمله في أن توقف الولايات المتحدة على وجه الخصوص خطط سحب قواتها بالكامل.

جاءت تصريحات كوباني، قائد القوات المدعومة من الولايات المتحدة والتي يهيمن عليها الأكراد، بعد محادثات مع عدد من كبار الجنرالات الأميركيين والتي عرض خلالها ربما أشمل رؤية حتى الآن لطلباته المتعلقة بمساعدات عسكرية مستمرة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال كوباني لمجموعة صغيرة من الصحفيين توجهوا مع الجيش الأميركي إلى قاعدة جوية في موقع لم يكشف النقاب عنه بشمال شرق سوريا "نريد غطاء جويا ودعما جويا وقوة على الأرض للتنسيق معنا".

وتوشك قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، على انتزاع آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا بمساعدة الولايات المتحدة. وكانت الدولة الإسلامية تسيطر في ذروة قوتها قبل أربع سنوات على نحو ثلث كل من العراق وسوريا في خلافة أعلنتها من جانب واحد.

لكن الدولة الإسلامية لا يزال لديهما آلاف المقاتلين الذين من المتوقع رغم تفرقهم حاليا أن يتحولوا لهجمات حرب العصابات.

وقال كوباني إن هناك مناقشات بشأن احتمال نشر قوات فرنسية وبريطانية لدعم قوات سوريا الديمقراطية في سوريا. لكنه شدد على أيضا على رغبته في أن تبقى على الأقل ولو "مجموعة جزئية من القوات الأميركية" في سوريا التي يبلغ عددها حاليا أكثر من ألفين.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل عقب محادثات مع كوباني إنه لا يزال ينفذ الأمر الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر بسحب القوات الأميركية بالكامل من سوريا.

وأضاف للصحفيين "نحن ندرك قطعا ما يريدوننا أن نفعله، لكن بالطبع هذا ليس المسار الذي نسلكه في هذه المرحلة تحديدا".

قال فوتيل في رده على سؤال عما إذا كان هناك أي نقاشات بشأن وجود أميركي في سوريا "النقاش في واقع الأمر ليس بشأن بقاء القوات الأميركية هنا. نحن بحثنا ما يمكن (لقوات) التحالف فعله هنا".

مخاوف من تنفيذ تهديدات أردوغان
مخاوف من تنفيذ أردوغان لتهديداته

وأثار قرار ترامب المفاجئ في ديسمبر سحب جميع القوات الأميركية من سوريا قلقا عميقا بين حلفاء الولايات المتحدة بشأن خطر عودة الدولة الإسلامية في نهاية المطاف.

لكن الانسحاب يثير شبح تهديد أكثر إلحاحا بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية التي تخشى أن تنفذ تركيا تهديداتها بمهاجمتها. وحذر كوباني من "إبادة جماعية جديدة" في المناطق التي تسيطر عليها قواته في سوريا.

ووجه كوباني الشكر لترامب على التعبير علنا عن نيته حماية قوات سوريا الديمقراطية لكنه قال "أريده أن يفي بوعده".

ويقول الخبراء إنه إذا لم يتوصل كوباني إلى اتفاق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، فربما يضطر لإبرام آخر مع الرئيس السوري بشار الأسد لتفادي هجوم تركي أو عودة الدولة الإسلامية.

ويوصي فوتيل بمواصلة تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية ما دامت تواصل ضغطها على متشددي الدولة الإسلامية.

لكن اللفتنانت جنرال بول لاكاميرا، قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، حذر أمس الأحد، من أن الولايات المتحدة ستكون غير قادرة قانونا على دعم قوات سوريا الديمقراطية إذا تحالفت مع الأسد أو داعميه الروس.

وشدد كوباني على أنه لا يسعى لإبرام اتفاق عسكري مع دمشق.

وحذر الأسد، أمس الأحد، من أن الولايات المتحدة لن تحمي من يعتمدون عليها في مسعى منه لتأجيج الشكوك بين الأكراد.

وقال "نقول للمجموعات العميلة للأميركي... الأميركي لن يحميكم وستكونون أداة بيده للمقايضة".

وكان أنجوس كينغ السناتور المستقل عن ولاية مين من بين نواب عبروا عن القلق من أن الانسحاب الأميركي قد يوجه ضربة مدمرة للقوات الكردية وحذر من أن أي إحساس بالخيانة الأميركية قد يلقي بظلال قاتمة لسنوات مقبلة.

وأضاف "سيثني الجماعات القوية مستقبلا عن مساعدتنا إذا لم نعامل الناس الذين كانوا ذخرا لنا بهذه الطريقة. الأمر جد خطير بالنسبة للأمن القومي".

قلق من الانسحاب الأميركي وعدم وفاء واشنطن بوعودها للأكراد
قلق من الانسحاب الأميركي وعدم وفاء واشنطن بوعودها تجاه الأكراد