أكراد سوريا يلتزمون الانسحاب على الحدود التركية وفق الاتفاق الأميركي

القامشلي (سوريا) - أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرق سوريا الثلاثاء بدء سحب مقاتلين أكراد من مناطق قرب الحدود مع تركيا، تنفيذاً للاتفاق الأميركي التركي حول إنشاء "منطقة آمنة".

 وذكر مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية اليوم الثلاثاء، أن وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة ستنسحب من قطاع يتراوح عرضه بين خمسة و14 كيلومترا على الحدود مع تركيا.

وقال بالي إن عرض الشريط الحدودي على الجانب السوري سيتفاوت وسيشمل مناطق ريفية أو مواقع عسكرية وليس مدنا أو بلدات، وفقا للمحادثات الأميركية التركية.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، وفي طليعة مكوناتها وحدات حماية الشعب الكردية، على معظم مناطق شمال وشرق سوريا وذلك بعد انتزاعها أراضي من تنظيم الدولة الإسلامية.

وتوصّلت الولايات المتحدة وتركيا الشهر الحالي بعد جولات من المحادثات الثنائية إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والحدود التركية، على أن يتم تنفيذه بشكل تدريجي.

وقالت الإدارة الذاتية في بيان "في إطار التفاهمات الثلاثية في ما يخص أمن الحدود مع تركيا، تم وضمن إطار المرحلة الأولى من التفاهمات المذكورة في 24 الشهر الجاري البدء بالخطوات العملية الأولى وذلك في منطقة سري كانية - رأس العين بإزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة إلى نقاطها الجديدة".

وتكررت الخطوات ذاتها، وفق البيان، في منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي في شمال البلاد.

وشددت الإدارة الذاتية على أن هذه الإجراءات "تؤكد جدية التزامنا بالتفاهمات الجارية".

وأضاف البيان "جرى تسليم النقاط الحدودية إلى القوات المحلية".

وأنشأت الإدارة الذاتية مؤخراً مجالس عسكرية محلية في مناطق عدة تضم مقاتلين محليين مهمتهم حماية مناطقهم. والمنطقة الممتدة من تل أبيض حتى رأس العين هي ذات غالبية عربية، على عكس الجزء الأكبر من المناطق السورية الحدودية مع تركيا التي هي ذات غالبية كردية.

وكانت القيادة العسكرية الأميركية في المنطقة أعلنت السبت أن "قوات سوريا الديمقراطية دمرت تحصينات عسكرية" تنفيذاً للاتفاق.

وتعهد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي السبت ببذل "كل جهودنا من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية" من أجل إنشاء المنطقة الآمنة.

وتنفيذاً لبنود الاتفاق، أعلنت أنقرة السبت أن "مركز العمليات المشترك" التركي الأميركي لتنسيق كيفية إقامة هذه المنطقة "باشر العمل بكامل طاقته".

ولم تعلن واشنطن وأنقرة ما سيكون عليه عمق هذه المنطقة بعد تباين في وجهات النظر إزائها، إلا أن أنقرة تحدّثت عن نقاط مراقبة ودوريات مشتركة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين إن "طائرات الاستطلاع المسلحة والمروحيات التابعة لنا موجودة في المنطقة، ونتوقع أن تدخل قواتنا إلى المنطقة قريباً".

وكان عبدي أعلن في وقت سابق هذا الشهر أن "عمق المنطقة بأكملها خمسة كيلومترات"، ولكن سيتراوح عمقها في بعض المناطق الواقعة بين رأس العين وتل أبيض "بين تسعة و14 كيلومتراً".

وتعد الوحدات الكردية شريكاً رئيسياً للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في قتال تنظيم الدولة الإسلامية. إذ نجحت هذه الوحدات التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية في دحر التنظيم الإرهابي في مناطق واسعة في شمال شرق سوريا.

إلا أن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب "إرهابيين" وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.