ألمانيا تتعهد بدعم السودان لاستكمال الانتقال الديمقراطي

وزير الخارجية الألماني أول وزير خارجية أوروبي يزور السودان منذ الإطاحة بالبشير رفقة وفد كبير يضم 30 مسؤولا.

الخرطوم - تعهد وزير الخارجية الألماني هايكو الذي وصل الخرطوم اليوم الثلاثاء، بدعم السودان لاستكمال طريقه نحو مستقبل ديمقراطي.

وقال ماس "في هذه المرحلة يحتاج السودان وتحتاج القيادة السياسية الجديدة في البلاد إلى دعم ألمانيا وأوروبا".

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، فإن الوزير الألماني وصل برفقة وفد كبير يضم 30 مسؤولًا.

وقال مدير عام العلاقات الأوروبية والأميركية بوزارة الخارجية السودانية، محمد عبدالله التوم، إن "الزيارة تأتي في إطار حرص ألمانيا على الاستقرار والسلام بالسودان، ودعم الحكومة الانتقالية، والرغبة في تعزيز علاقات التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية".

وأكد التوم "تطلع السودان لدور ألماني إيجابي بارز خلال المرحلة المقبلة، من واقع تأثيرها الكبير في الخارطة الدولية سياسيا واقتصاديا، خاصة بالنسبة إلى دورها القيادي في الاتحاد الأوروبي وعضويتها في مجلس الأمن الدولي، وعلاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين البلدين".

وماس هو أول وزير خارجية أوروبي يزور السودان منذ الإطاحة بالبشير في نيسان/أبريل الماضي، وتأتي زيارته بعد أن أدى أعضاء المجلس السيادي ورئيس الوزراء اليمين الدستورية لقيادة مرحلة انتقالية مدّتها 39 شهراً.

وسيلتقي ماس رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان.

وأكد الوزير الألماني أنّه يتطلّع أيضا إلى إجراء مباحثات مع ممثّلي حركة الاحتجاج "للتعبير عن تقديره لهم".

وأضاف "نودّ أن يكون السودان قادراً على استغلال الفرصة التاريخية بعد سنوات من العزلة لتلقّي الدعم الضروري من المجتمع الدوليّ".

 وكان السفير الألماني في الخرطوم أولريش فيلهلم كلوكنر قد كشف في وقت سابق أن زيارة وزير الخارجية ماس للسودان سوف تتضمن أيضا لقاءات مع صناع الثورة في البلاد وتفقد ميدان الاعتصام.

وقال كلوكنر إن برلين عازمة على دعم الحكومة الانتقالية في السودان، لافتا إلى أن نجاح الثورة وعدم انتكاستها مرهون بقدرة الحكومة الانتقالية على تجاوز الأزمة الاقتصادية.

من جانبها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعمها للحكومة السودانية الجديدة التي شكلها المجلس العسكري والمعارضة قبل نحو أسبوعين بقيادة حمدوك.

وكتبت ميركل في خطاب تهنئة لحمدوك "ألمانيا ستقف بجانبكم كشريك جدير بالثقة، إذا جرى العمل على تحقيق السلام الداخلي والتنمية في بلدكم وكذلك المنطقة بأكملها... أرغب في تشجيعكم على أن تكونوا جسرا لتجاوز الاختلافات الداخلية بمثابرة وحكمة، وأن تساهموا في التصالح بين كافة السودانيات والسودانيين".

وزار وفد برلماني ألماني السودان، الأسبوع الماضي، والتقى عددًا من كبار المسؤولين.
كما زار المدير العام لإدارة إفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الوسط والأدنى بالخارجية الألمانية السفير فيليب إكرمان، البلاد في أغسطس/آب الماضي.

وعانت السودان من عزلة دوليّة خصوصا بسبب وضعها على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.

وقد أدى ذلك إلى تدمير اقتصاد البلاد وحرمانها من الاستثمارات الأجنبية.

ومن المقرّر أن يتوجه ماس إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد انتهاء زيارته للخرطوم.