ألمانيا ترفض طلبا أميركيا بإرسال قوات إلى سوريا

برلين تؤكد ان التزامها بالإجراءات الحالية بخصوص الحرب ضد الدولة الإسلامية لا يشمل إرسال قوات برية.
موقف المانيا من شانه ان يغضب الرئيس الاميركي
نتنياهو وبوتين ناقشا هاتفيا تطورات الوضع في سوريا

برلين - رفضت ألمانيا الاثنين دعوة وجهتها الولايات المتحدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في موقف من المرجح أن يغضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يريد من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الالتزام بدور عسكري أكبر في الشرق الأوسط.

وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية خلال مؤتمر صحفي اعتيادي "عندما أقول إن رؤية الحكومة هي الالتزام بالإجراءات الحالية في التحالف (العسكري) ضد الدولة الإسلامية فهذا لا يشمل قوات برية كما هو معروف".

وكانت الولايات المتحدة طلبت الأحد من ألمانيا تقديم قوات برية لمكافحة الإرهاب في شمال سوريا، مثيرة خلافات داخل الائتلاف الحكومي الهش بزعامة ميركل.

وقال الممثل الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري لصحيفة "دي فيلت" الألمانية "نريد من ألمانيا قوات برية لتحل محل جزء من جنودنا" المنتشرين في إطار مهمة دولية لمكافحة الإرهاب في هذه المنطقة تجري مناقشتها حاليا.

وكان جيفري زار برلين الجمعة لإجراء محادثات في هذا الشأن. وقال إنه ينتظر ردا خلال يوليو/تموز، مشددا بذلك الضغوط على برلين التي تواجه انتقادات أميركية تأخذ عليها مستوى إنفاقها الدفاعي المتدني.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية 2018 سحب الجزء الأكبر من القوات الأميركية المنتشرة في شمال شرق سوريا وعديدها حوالي ألفي عسكري، مؤكدا الانتصار بشكل كامل على تنظيم الدولة الإسلامية.

لكنه عدل عن موقفه بعد ذلك ووافق على إبطاء الانسحاب على أن يبقى في المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام السوري بضع مئات من الجنود الأميركيين، مطالبا بأن يتوفر لهم دعم من قوات حليفة.

الجيش الاميركي في سوريا
مئات الجنود الاميركيين بقوا في المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام السوري

وقال جيفري إن واشنطن تبحث "هنا (في ألمانيا) ولدى الشركاء الآخرين في التحالف" الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشمل ثمانين بلدا، عن "متطوعين مستعدين للمشاركة. نعتقد أننا سنحقق ذلك".

ولهذه المهمة هدف مزدوج هو عدم التخلي عن الأكراد الذين خاضوا المعارك على الأرض ضد تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من التحالف، لكنهم مهددون من تركيا ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب لمنع عودة تنظيم داعش المتطرف.

وتعول واشنطن على أوروبا للقيام بذلك، أي بريطانيا وفرنسا والآن ألمانيا التي تقتصر مشاركتها في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية على طائرات استطلاع "تورنيدو" وطائرة للتزويد بالوقود في الجو ومدربين في العراق.

لكن مسألة نشر جنود على الأرض بالغة الحساسية في ألمانيا شديدة التمسك بثقافتها السلمية بسبب ماضيها النازي والتي لم تسمح بإرسال جنود إلى مناطق نزاعات في الخارج إلا اعتبارا من العام 1994.

واندلع سجال على الفور داخل ائتلاف ميركل الهش فقد أعلن الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل أنه على استعداد لمناقشة المسألة وهو بالأساس مؤيد لزيادة الوجود العسكري الألماني في مناطق النزاعات.

وقال نائب رئيس كتلة الحزب النيابية يوهان فاديبول إن الطلب الأميركي يجب ألا "يُرفض بشكل تلقائي".

في المقابل، رفض شريكه الاجتماعي الديمقراطي دعوة الولايات المتحدة وكتب أحد قادة الاتحاد الاجتماعي الديمقراطي ثورستن شافر غومبل على تويتر "لن يكون هناك بوجودنا قوات برية ألمانية في سوريا".

ويضاف هذا الطلب الأميركي إلى سلسلة الانتقادات شديدة اللهجة التي يوجهها ترامب بانتظام لألمانيا.

ودعا المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر إلى عدم السماح للرئيس الأميركي بمعاملة ألمانيا كدولة "تابعة"، وقال لصحيفة هاندلسبلات "لسنا جمهورية موز هنا!".

وبحث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هاتفيا، الإثنين، التطورات في سوريا.
وقالت السفارة الروسية في مدينة تل أبيب، في تغريدة على حسابها في "تويتر"، إن الزعيمين، تباحثا حول "قضايا التفاعل الروسي الإسرائيلي في اتجاه سوريا".

وكان اجتماع ثلاثي قد ضم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وأمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، نهاية حزيران/يونيو في اسرائيل وبحث التطورات في سوريا.
ويعقد نتنياهو وبوتين العديد من اللقاءات والاتصالات الهاتفية، لتنسيق التطورات في سوريا، سيما في ظل تواصل الهجمات الجوية الإسرائيلية على مواقع في سوريا تقول إسرائيل إنها تابعة لإيران.
وفي شأن آخر، قالت السفارة الروسية إن بوتين، دعا نتنياهو لزيارة موسكو العام المقبل، للمشاركة في الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ 75 للنصر في الحرب الوطنية العظمى".
والحرب الوطنية العُظمى، هو مصطلح مُستخدم في روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، لوصف الفترة ما بين عامي 1941 و1945 خلال الحرب العالمية الثانية، والتي دارت معاركها بين الاتحاد السوفيتي من جهة وألمانيا النازية وحلفائها من جهة أخرى.