ألمانيا تعزز علاقاتها مع المغرب بتحالف للطاقة والمناخ

برلين تُجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب كحلّ وحيد للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

الرباط - جدّدت ألمانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب كحلّ وحيد للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، فيما شكّل الاتفاق بين الرباط وبرلين على إنشاء تحالف للمناخ والطاقة لدعم التوسع في الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين في المملكة، خطوة هامة على طريق تعزيز الشراكة بين البلدين.

وقالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه التي وقعت على إعلان التحالف مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ببرلين الجمعة إن "المغرب يتمتع بأفضل الظروف الملائمة لتحول الطاقة وإنتاج الهيدروجين الأخضر"، مؤكدة أن "ألمانيا تريد استيراد الهيدروجين".

وتسعى ألمانيا إلى تعزيز اعتمادها على الهيدروجين بوصفه مصدرا للطاقة في المستقبل بهدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بالقطاعات الصناعية الملوثة التي لا يمكن تحويلها إلى العمل بالكهرباء مثل صناعة الصلب وإنتاج المواد الكيماوية.

وكشف المغرب خلال الآونة الأخيرة عن برنامج طموح يهدف إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية في مجال الهيدروجين الأخضر من خلال تخصيص نحو مليون هكتار لإنتاج أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة.

وقال بوريطة في مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة "ألمانيا لها مكانة خاصة في العلاقات الخارجية للمملكة المغربية كشريك اقتصادي وكشريك تجاري وأيضا كشريك سياسي".

وذكرت شولتسه أن اقتصاد الهيدروجين الأخضر الجديد يجب أن يكون عادلا ويختلف عن الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري.

وتابعت "نريد أن نفعل ذلك على نحو عادل وعبر شراكة، ليتمكن المغرب أيضا من تعزيز تحوله في مجال الطاقة والحصول على نصيبه العادل في سلاسل القيمة المستقبلية".

وقال شتيفان فينتسل وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية إنه بالنظر إلى القرب الجغرافي فإن برلين تدعم التعاون في مجال تجارة الكهرباء بين المغرب والاتحاد الأوروبي وانخراط شركات التكنولوجيا الألمانية والموردين في النهوض باقتصاد الهيدروجين هناك.

"المغرب يتمتع بأفضل الظروف الملائمة لتحول الطاقة وإنتاج الهيدروجين الأخضر".

وتتعهد ألمانيا منذ العام 2012 بتقديم قروض مدعومة بأكثر من مليار يورو لدعم الطاقة المتجددة في المغرب، وخُصص جزء منها بالفعل لبناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في مدينة ورزازات جنوب المغرب.

وذكرت وزارة التنمية الألمانية أن محطة الطاقة الشمسية من المتوقع أن تنتج نحو عشرة آلاف طن من الهيدروجين سنويا، وهو ما يكفي لإنتاج 50 ألف طن من الصلب المُنتج باستخدام طاقة نظيفة، مضيفة أنه "من المتوقع أن تبدأ مناقصة عامة دولية للمتعهدين هذا العام على أن يبدأ الإنتاج في 2028 أو 2029.

وسيناقش التحالف أيضا سبل نقل الهيدروجين الأخضر والمنتجات ذات الصلة به إلى ألمانيا وأوروبا، وكمية الشحنات التي يمكن إرسالها.

وتسعى برلين إلى استيراد ما يصل إلى 70 بالمئة من احتياجاتها من الهيدروجين في المستقبل، إذ يهدف أكبر اقتصاد في أوروبا إلى الوصول بمستوى الانبعاثات إلى الصفر بحلول 2045، لكنه يفتقر إلى المساحة والظروف اللازمة لإنتاج كميات كبيرة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

بدوره يتطلع المغرب إلى التحوّل إلى مصدّر عالمي للهيدروجين الأخضر، فيما يشكّل "عرض المغرب" لاستقطاب المستثمرين في هذا المجال أحد أهم أولويات الحكومة بتوجيهات ملكية.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد وجه في يوليو/تموز الماضي بتنزيل عرض المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر بالجودة اللازمة وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها المملكة والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين في هذا المجال الواعد.

ويحرص المغرب على لعب دور رئيسي في مجال الانتقال الطاقي على الصعيد العالمي، في وقت تشير فيه تقارير دولية إلى أن البلد يقترب من تحقيق هدفه المتمثل في رفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة إلى نحو 52 بالمئة من مزيج الطاقة في البلاد بحلول العام 2030 من 37.6 بالمئة حاليا.