أمام دمشق طريق طويل للقضاء على تجارة المخدرات
دمشق - أكد وزير الداخلية السوري أنس خطاب الخميس أن بلاده تواصل بحزم مكافحة شبكات تهريب وترويج المخدرات، بينما كشف تقرير المخدرات العالمي، الذي يصدره مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن سوريا لا تزال تشكل مركزاً رئيسياً لإنتاج وتوزيع المخدرات، على الرغم من سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، والحملات الأمنية التي تنفذها الحكومة السورية.
وقال خطاب، في تغريدة على منصة إكس أن "وزارة الداخلية تواصل بحزم وعزم تنفيذ حملات مكثفة لضبط شبكات التهريب والترويج وضرب أوكار التخزين والاتجار بلا هوادة لتكون سوريا خالية من هذه السموم. ولفت إلى أن "مكافحة المخدرات جزء من معركتنا لحماية حاضر سوريا ومستقبلها"، داعيا الأهالي والمجتمع المدني لدعم والوقوف معهم في هذه والمواجهة لأن الحرب على المخدرات ليست أمنية فقط، بل هي واجب أخلاقي واجتماعي ووطني لا تهاون فيه.
ويبدو أن أمام الحكومة الجديدة طريق طويل أمام القضاء على تجارة المخدرات في سوريا، حيث قالت رئيسة الشؤون الاجتماعية في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنجيلا مي الخميس،
أن الحكومة السورية الانتقالية تعهّدت بتعطيل سلاسل توريد المخدرات، "لا سيما مادة الكبتاغون".
وبينت، في تعليق لها على تقرير المخدرات العالمي الذي يصدره المكتب سنوياً، أن "كثيراً من الغموض لا يزال يحيط بقضية إنتاج المخدرات في سوريا، ونشهد شحنات كبيرة تخرج منها، عبر الأردن على سبيل المثال".
وأوضحت أن "هناك احتمالاً بوجود مخزونات قديمة لا تزال تُشحن إلى الخارج، وأن مكتب الأمم المتحدة يراقب وجهة هذه المواد ومواقع الإنتاج المحتملة الجديدة".
وأشارت المسؤولة الأممية إلى توسّع إقليمي في تجارة المخدرات، وقالت "لاحظنا اكتشاف مختبرات لإنتاج الكبتاغون في ليبيا، وهو مؤشر على انتشار الظاهرة في مناطق أخرى".
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة تركّز على مساعدة الدول في مواجهة المشكلة من زاوية الجريمة المنظمة، وذلك "من خلال فهم طبيعة الجماعات الإجرامية".
وذكرت أنجيلا مي "نساعد كذلك جهات إنفاذ القانون على التواصل والتنسيق مع نظرائها في دول الجوار، لأن هذه الظاهرة عابرة للحدود، وليست محصورة في الشرق الأوسط فقط، فقد رُصدت عمليات تهريب للكبتاغون عبر أوروبا أيضاً".
ويصادف 26 من يونيو/حزيران من كل عام اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، ويعد مناسبة دولية تهدف إلى تعزيز الوعي بمخاطر تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها.
وعثرت السلطات السورية الجديدة على العشرات من معامل إنتاج المخدرات في مواقع حكومية وعسكرية ومدنية وبحسب المصادر الحكومية السورية، كانت تقاد من قبل عناصر النظام السابق وكانت يتم تهريبها إلى دول الجوار وأبرزها الأردن ومنها الى دول الخليج.
وأعلنت الداخلية السورية الأربعاء، تنفيذ عملية أمنية نوعية ضد تجار مخدرات، بالتعاون مع السلطات السعودية، ضمن ما وصفته بـ"التنسيق الأمني العربي المشترك".
وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات، العميد خالد عيد، إن العملية جاءت ثمرة لتبادل استخباراتي دقيق بين الجانبين، حيث تم تحديد الزمان والمكان المناسبين لتنفيذ مداهمة أمنية محكمة في محافظتي إدلب وحلب.
وأسفرت العملية عن توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في تجارة وترويج المواد المخدرة، وضبط أكثر من 100 ألف حبة كبتاغون مخدّرة كانت مخبأة داخل معدات صناعية، تمهيداً لتهريبها عبر الحدود. وقد تم إحالة الموقوفين إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
ولفت العميد عيد إلى أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي تنفذها الإدارة في سبيل القضاء على هذه الآفة المدمّرة، مشدداً على أن التعاون العربي في هذا المجال يشكل ركيزة أساسية لحماية المجتمعات من خطر المخدرات، وصون أمنها واستقرارها.