أميركا تنهي تمويل أونروا

الفلسطينيون ينددون بـ'اعتداء سافر' على حق العودة، ووكالة الغوث تعبر عن الدهشة إزاء الإعلان الأميركي الذي يمثل احدى محاور الخطة الأميركية المرتقبة لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
واشنطن: إدارة أونروا معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه
أونروا: واشنطن أقرت قبل ثمانية أشهر بإدارتنا الناجحة
أميركا تسحب المساهمة الكاملة وقيمتها 365 مليون دولار

واشنطن/رام الله - أوقفت الولايات المتحدة الجمعة كل التمويل الذي كانت تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في قرار يؤجج التوتر بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وندد متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار ووصفه بأنه "اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحد لقرارات الأمم المتحدة".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت في بيان إن نموذج عمل الأونروا وممارساتها المالية "عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".
وأضافت "راجعت الإدارة المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا".
وقالت إن "توسع مجتمع المستفيدين أضعافا مضاعفة وإلى ما لا نهاية لم يعد أمرا قابلا للاستمرار".
يأتي ذلك بعد أسبوع من إعلان الإدارة أنها ستخفض 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي الفلسطيني لبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وعبر كريس جانيس المتحدث باسم الأونروا عن أسف الوكالة العميق وخيبة أملها بعد القرار الذي قال إنه مثير للدهشة نظرا لأن اتفاق التمويل الأميركي في ديسمبر/كانون الأول أقر بالإدارة الناجحة للأونروا.
وقال جانيس في سلسلة تغريدات على تويتر "نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها 'معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه'".
وتقول الأونروا، التي تأسست قبل 68 عاما، إنها تقدم خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، معظمهم أحفاد من هربوا من فلسطين خلال حرب عام 1948 التي أدت لقيام دولة إسرائيل.

القرار الأميركي أقرب إلى عقوبة للفلسطينيين
القرار الأميركي أقرب إلى عقوبة للفلسطينيين

ويقول ترامب ومساعدوه إنهم يريدون تحسين وضع الفلسطينيين وكذلك بدء المفاوضات بشأن اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكن في ظل إدارة ترامب، اتخذت واشنطن عددا من الإجراءات التي أبعدت الفلسطينيين بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في تغيير لسياسة أميركية استمرت عقودا مما دفع القيادة الفلسطينية إلى مقاطعة جهود واشنطن للسلام بقيادة جاريد كوشنر مستشار ترامب وزوج ابنته.
ودفعت الإدارة الأميركية 60 مليون دولار للأونروا في يناير/كانون الثاني لكنها حجبت 65 مليونا أخرى بانتظار مراجعة للتمويل من أصل تعهد قيمته 365 مليونا للعام.
قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس "هذه الإجراءات الأميركية المتلاحقة اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحد لقرارات الأمم المتحدة. هذا النوع من العقوبات لن يغير من الحقيقة شيء. لم يعد للإدارة الأميركية أي دور في المنطقة وهي ليست جزءا من الحل".
وأضاف أبو ردينة أن الأونروا "باقية ما بقيت قضية اللاجئين، لن تستطيع أميركا ولا غيرها حلها".
وفي غزة أدانت أيضا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخطوة الأميركية وقالت إنها تمثل "تصعيدا خطيرا ضد الشعب الفلسطيني".

أونروا لا تديم الصراع. الصراع هو الذي يديم أونروا

وفي وقت سابق يوم الجمعة قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن ألمانيا ستزيد مساهمتها للأونروا لأن أزمة التمويل تؤجج حالة عدم اليقين. وقال ماس "خسارة هذه المنظمة قد تفجر سلسلة من ردود الأفعال التي يصعب احتواؤها".
وتواجه الوكالة أزمة سيولة منذ أن قلصت الولايات المتحدة، التي كانت أكبر مانحيها، تمويلها في وقت سابق هذا العام قائلة إن الوكالة تحتاج إلى إصلاحات لم تحددها. ودعت واشنطن الفلسطينيين إلى إحياء محادثات السلام مع إسرائيل.
وانهارت آخر محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عام 2014 ويرجع ذلك جزئيا إلى معارضة إسرائيل لمحاولة اتفاق للمصالحة بين حركتي فتح وحماس علاوة على البناء الاستيطاني الإسرائيلي على الأراضي المحتلة التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم.
وقالت ناورت إن الولايات المتحدة ستكثف المحادثات مع الأمم المتحدة وحكومات المنطقة والشركاء الدوليين بشأن ما قد يشمل مساعدة أميركية ثنائية للأطفال الفلسطينيين.
وأضافت "نشعر بقلق عميق إزاء الأثر على الفلسطينيين الأبرياء لا سيما أطفال المدارس نتيجة فشل الأونروا والأعضاء الرئيسيين الآخرين من المانحين الإقليميين والدوليين في إصلاح وإعادة تنظيم طريقة عمل الأونروا".
وقال جانيس في أغسطس إن الحاجة لدعم الأونروا باقية ما دامت الأطراف لم تتوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة.
وأضاف "الأونروا لا تديم الصراع. فالصراع هو الذي يديم الأونروا. فشل الأطراف السياسية في حل وضع اللاجئين هو الذي يديم استمرار وجود الأونروا".