أميركي أول أسرى داعش المرحلين من تركيا

السلطات التركية رحلت متشددا أميركيا وسترحل يوم 14 نوفمبر الجاري سبعة ألمان كانوا يقاتلون مع تنظيم الدولة الإسلامية لبلدهم.

أنقرة - قال المتحدث باسم وزارة الداخلية التركية إسماعيل جاتاكلي إن بلاده بدأت بإعادة الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم، حيث تم صباح اليوم الأحد ترحيل جهادي أميركي بعد إتمام إجراءاته القانونية بمركز الترحيل في تركيا.

ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء عن جاتاكلي قوله إن بلاده رحلت متشددا أميركيا وسترحل قريبا سبعة ألمان، بعد أن ذكرت وسائل إعلام رسمية أن أنقرة بدأت عمليات إعادة متشددين أجانب من تنظيم الدولة الإسلامية لبلدانهم.

وأضاف جاتاكلي أن السلطات التركية تعتزم ترحيل إثنين آخرين أحدهما ألماني والآخر دنماركي، خلال الساعات القادمة، ليصل إجمالي المرحّلين إلى ثلاثة إرهابيين.
وأشار إلى انتهاء إجراءات ترحيل 7 إرهابيين يحملون الجنسية الألمانية، وأنه سيتم ترحيلهم يوم 14 نوفمبر الجاري.

ولفت جاتاكلي إلى وجود 11 فرنسيا وإثنين يحملان الجنسية الأيرلندية في مراكز الترحيل التركية، وأن إعادتهم إلى بلدانهم ستتم فور الانتهاء من إجراءات الترحيل المتخذة بحقهم.

وحذر وزير الداخلية سليمان صويلو الأسبوع الماضي من أن أنقرة ستبدأ في إعادة متشددي الدولة الإسلامية لبلادهم يوم الاثنين حتى إن كانت تلك الدول قد أسقطت عنهم الجنسية.

وقالت وسائل إعلام تركية إن أن أنقرة تسعى لترحيل ما يصل إلى 2500 متشدد أغلبهم سيرسلون لدول في الاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أن 12 مركز ترحيل في البلاد تضم حاليا 813 متشددا.

ويأتي اختيار أميركي كأول الجهاديين المرحلين قبل يومين من زيارة سيقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبيت الأبيض للقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب في 13 نوفمبر/تشرين الثاني.

ونقل عن أردوغان قوله الأسبوع الماضي إن 1201 من متشددي الدولة الإسلامية في سجون تركية بينما أسرت أنقرة 287 متشددا في سوريا.

ويرى مراقبون أن أردوغان يجازف باختيار التصعيد والضغط على واشنطن في وقت تشهد فيه علاقات الدولتين العضوين في حلف الأطلسي توترا شديدا حول مجموعة من القضايا بينها توفير أنقرة ملاذات آمنة لقيادات من تنظيمات إرهابية والهجوم التركي لطرد وحدات حماية الشعب الكردية السورية من "المنطقة الآمنة" في شمال شرق سوريا والتهديد الأميركي بفرض عقوبات على أنقرة لشرائها منظومة الدفاع الروسي إس-400 واختراقها العقوبات المفروضة على إيران في ماعرف بقضية بنك خلق.

واعتمد عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ملف المتشددين وكذلك اللاجئين كورقة رابحة لابتزاز الغرب الذي عارض بشدة الهجوم العسكري الذي شنه الجيش التركي في شمال سوريا ضد الأكراد ولاقى تنديدا ورفضا أوروبيا واسعا.

وشنت تركيا هجوما على شمال شرق سوريا مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردية السورية الشهر الماضي بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من المنطقة.

تركيا لا تعتبر المقاتلين المتشددين الذين يقاتلون ضمن جيشها إرهابيين
تركيا لا تعتبر المقاتلين المتشددين الذين يقاتلون ضمن جيشها إرهابيين

وكانت الوحدات، وهي المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية الحليفة للولايات المتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، تبقي على آلاف المتشددين في سجون في أنحاء شمال شرق سوريا.

وأثار الهجوم التركي قلقا على نطاق واسع بشأن مصير هؤلاء السجناء وحذر حلفاء غربيون لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية من أن العملية التي شنتها أنقرة قد تعرقل الحرب ضد الدولة الإسلامية وتساعد على عودة قوتها.

ورفضت تركيا، التي تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية مرتبطة بمسلحين أكراد على أراضيها، تلك المخاوف وتعهدت بقتال الدولة الإسلامية مع حلفائها.

ويشكل الأوروبيون نحو خمس مقاتلي الدولة الإسلامية الأجانب المحتجزين لدى مسلحين أكراد في سوريا وعددهم الإجمالي نحو عشرة آلاف. وأسقطت الدنمرك وألمانيا وبريطانيا الجنسية عن بعضهم بالفعل.

وقالت الولايات المتحدة الشهر الماضي إنها قتلت زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في شمال غرب سوريا.

وقال أردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا اعتقلت 13 شخصا من المقربين للبغدادي مشيرا إلى أنهم قيد الاستجواب.

ونقلت وسائل إعلام عن أردوغان قوله الأسبوع الماضي إن 1201 من متشددي الدولة الإسلامية في سجون تركية بينما أسرت أنقرة 287 متشددا في سوريا.

وبعد إعلان الولايات المتحدة قضائها على زعيم التنظيم المتشدد بدأ المسؤولون الأتراك والرئيس أردوغان نفسه يدلون بتصريحات مكثفة حول ملف الجهاديين الذين يقاتلون في صفوف داعش خصوصا الغربيين منهم، في خطوة عدائية مجانية جديدة تجاه دول حليفة ستعمق عزلة أنقرة أكثر.

وتستخدم تركيا سجناء داعش شمالي سوريا كورقة لتهديد أوروبا التي تعلم أن عودة الإرهابيين إليها، خطرا على أمنها القومي، لاسيما أنها تعرضت لهجمات إرهابية عدة.

وكان أردوغان قد هدد مرارا الدول الأوروبية بفتح الأبواب أمام المهاجرين للتوجه إلى أوروبا في حال عدم تقديم المزيد من الدعم الدولي، محاولا ابتزاز الشركاء الأوروبيين واحتواء انتقادات غربية لتدخله العسكري ضد أكراد سوريا.

وتريد تركيا إخراج ملايين اللاجئين السوريين من أراضيها لترحيلهم إلى "المنطقة الآمنة "التي تسعى جاهدة لإقامتها وكانت سببا أساسيا لتنفيذها الهجوم العسكري ضد الأكراد رغم التنديد الدولي بالتجاوزات التركية.

وانتقدت منظمات مدنية ومراقبون أتراك ازدواجية خطاب أردوغان الذي يريد الظهور كزعيم إنساني يبحث عن إبجاد الحلول للاجئين في حين يريد إعادتهم إلى بلدهم "قسرا"، كما يسعى لترحيل الجهاديين وهو الذي ضم ميليشيات يتزعمها متشددون إسلاميون إلى صفوف الجيش التركي خلال الهجوم على الأكراد مؤخرا، علاوة على دعمه للمتشددين في عدة محافظات سورية مثل إلدب وحلب حيث لا تزال تلك الفصائل تقاتل النظام السوري تحت حماية تركية.