أميرهم بائع متجول وعقيدتهم الجهاد ضد السياح في المغرب

المتورطون بذبح السائحتين الاسكندنافيتين تحولوا الى التطرف في السنوات او الاشهر الأخيرة وأعلنوا مبايعتهم للدولة الاسلامية.

الرباط - من بائع متجول أُعلن "أميراً" إلى سباك ونجار، اعتنق الذين يشتبه بأنهم قاموا بطعن وذبح وقطع رأسي سائحتين اسكندنافيتين في كانون الأول/ديسمبر 2018 في المغرب، "العقيدة الجهادية"، بحسب المحققين المغاربة.
ويمثل هؤلاء وجميعهم أرباب عائلات، أمام المحكمة إلى جانب عشرين شخصا يشتبه في صلتهم مع المشتبه بهم الأربعة الرئيسيين.
ومعظم الاشخاص الـ24 متهمون بالانتماء إلى جماعة تعتنق إيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية "بدون التواصل" مع قادة عمليات التنظيم في سوريا والعراق، كما ذكر مدير مكافحة الإرهاب في المغرب عبد الحق خيام بعيد توقيفهم.
ويتحدر المشتبه بهم من أوساط فقيرة، ولديهم مستوى تعليمي بسيط جدا ويقومون بأعمال متعددة غير مستقرة في مراكش.
عبد الصمد الجود بائع متجول يبلغ من العمر 25 عاماً متحدر من مراكش، ويعد "أمير" أو زعيم الجماعة. لقب بـ"أبو مصعب" وهو متزوج وأب لطفلة.
دانه القضاء المغربي في الماضي لمحاولة الفرار إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وبعد اطلاق سراحه في 2015، جمع حوله رجالاً مصممين على تنفيذ عمليات في المغرب، بحسب المحققين.
وعقد عدة اجتماعات مع أفراد هذه الخلية كان "يمجد" خلالها الهجمات التي ينفذها التنظيم المتطرف ويفكر في طريقة "لدعمه" بحسب نص الاتهام.
ويشتبه في أن الجود هو من نظم رحلة المجموعة إلى جبال الأطلس بضواحي مراكش، حيث نفذت الجريمة، وفي أنه أول من شرع في إعدام إحدى السائحتين بسكين بحسب نفس المصدر.

'الأمير' كان أول من بدأ بذبح السائحتين
'الأمير' كان أول من بدأ بذبح السائحتين

وهو الذي يتحدث في تسجيل الفيديو الذي تم بثه بعد أسبوع من عملية القتل، وأعلن فيه مبايعته لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، إلى جانب المشتبه بهم الثلاثة الرئيسيين الآخرين.
وظهر هذا البائع المتجول مبتسما في الصف الأول للمتهمين داخل قاعة المحكمة خلال أولى جلسات المحاكمة مطلع أيار/مايو، وكان يرتدي جبة خفيفة على عادة السلفيين في المغرب مسدلا لحيته ومغطيا شعر رأسه بطاقية بيضاء.
شارك يونس أو زياد (27 عاماً) أيضاً في الجريمة. أوقف مع رفيقيه لدى محاولتهم الفرار من مراكش بهدف عبور الحدود إلى ليبيا، وفق المحققين.
وعرف هذا النجار الأب لطفلة بأنه "شاب عادي لا يميل للمتاعب" و"لا تبدو عليه أي علامات تطرف"، بحسب شهادات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية من حي العزوزية الذي كان يقيم فيه، الضاحية الفقيرة لمدينة مراكش.
ويقول أقرباؤه إنه اعتنق السلفية قبل أشهر من الجريمة. وقد أطلق لحيته وبات يلبس على الطريقة السلفية. ويعد من أوائل العناصر الذين استقطبهم الجود، بحسب الاتهام.
رشيد أفاطي (33 عاماً) شارك في العملية لكنه لم يساهم في ذبح الضحيتين إذ كان يوثق الجريمة بكاميرا هاتفه النقال، بحسب المحققين. وهو الفيديو الذي بث لاحقا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان أفاطي هو الأخر بائعا متجولا مثل عبد الصمد الجود ويعد من الأوائل الذين استقطبهم هذا الأخير. وعاش في حربيل القرية الواقعة على بعد 20 كيلومتراً من مراكش مع زوجته وأربعة أبناء.
يؤكد أقرباؤه للإعلام أنه "عزل نفسه" في الأشهر التي سبقت الجريمة. وكما فعل شركاؤه المفترضون، حلق لحيته وتخلى عن الثياب التقليدية بعد تسجيل فيديو مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية.
أوقف عبد الرحيم خيالي (33 عاماً) في حي العزوزية بعد ساعات من اكتشاف جثتي الشابتين. وكان ذهب مع رفاقه إلى الأطلس لكنه غادر قبل ارتكاب الجريمة وعاد إلى مراكش بحثا عن "مخبأ" وليعمل على تسهيل فرار شركائه بعد ارتكابهم الجريمة بحسب محضر الاتهام.
وكان قد أصبح قبل ثلاث سنوات سلفيا متشددا. وترك بعد ذلك عمله في فندق لانه يقدّم الكحول وبدأ يرفض مصافحة النساء ويعارض الاحتفالات العائلية المختلطة، كما أكد أقرباؤه.
وبحسب وسائل الإعلام المحلية، فهو من عثر في منزله على فيديو مبايعة التنظيم. وهو متزوج وأب لطفلين.

عشرون مشتبها بهم ينتمون للجماعة التي أسسها عبدالصمد الجود

أوقف عشرون مشتبهاً بهم آخرون تتراوح أعمارهم بين 20 و51 عاما، في مراكش ومدن أخرى لصلاتهم بالقتلة المفترضين. وجميعهم ينتمون إلى الجماعة التي أسسها "الأمير"، ويعتنقون الأفكار نفسها، بحسب المحققين.
وهم متهمون بالتخطيط لهجمات في المغرب والسعي للقتال تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى بث "فيديوهات دعائية" لجهاديين عبر تطبيقي واتساب وتيلغرام.
ويعمل أكبرهم سنا نجارا، ويشتبه في أنه استقطب أحد أبنائه إلى المجموعة إلى الخلية ولم يكن يتجاوز عمره 17 سنة.
وبين هؤلاء أجنبي واحد إسباني سويسري اعتنق الإسلام يدعى كيفن زولر غويرفوس ويبلغ من العمر 25 عاماً.
وهو متهم خصوصا "بتدريب وتجنيد أشخاص لتنفيذ أعمال إرهابية" و"تقديم المساعدة عمدا لمن يرتكب أفعالا إرهابية"، لكنه دفع ببراءته أمام قاضي التحقيق.
وهو يلقب بعبدالله و"متشبع بالفكر المتطرف والعنيف" بحسب محضر الاتهام. ويشتبه أيضاً بتورطه "في تلقين بعض الموقوفين في هذه القضية آليات التواصل المشفر، وتدريبهم على الرماية"، كما في المساعدة على تجنيد آخرين.
وقد التقى بآخرين مؤيدين لفكر تنظيم الدولة الإسلامية في المسجد الكبير في جنيف، وتوجه إلى المغرب في 2015 للزواج.