أميريكا تنقل قاذفات قادرة على تدمير 'فوردو' النووية الإيرانية

طائرات "بي 2" بإمكانها حمل قنبلتين خارقتين للتحصينات بوزن 15 طنا، وهما من الأسلحة التي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة.

واشنطن - أرسلت الولايات المتحدة قاذفات من طراز "بي 2" نحو المحيط الهادئ، في ظل تقديرات إسرائيلية بأن تلك الطائرات قادرة على تدمير منشأة "فوردو" النووية جنوبي العاصمة الإيرانية طهران.

وتسعى تل أبيب إلى الحصول على دعم مباشر من واشنطن في استهداف "فوردو" التي تُعد من أبرز المنشآت النووية الإيرانية وأكثرها تحصينا، وتقع داخل نفق أسفل جبل قرب مدينة قم، على عمق يراوح بين 80 و90 مترا تحت الأرض، ما يجعل استهدافها تحديا عسكريا بالغ التعقيد.

ولا تملك أي دولة في العالم، باستثناء الولايات المتحدة، القدرة التقنية على محاولة تدمير هذه المنشأة، إلا أن خبراء عسكريين يشككون في تمكنها من نسف "فوردو" بشكل كامل، بسبب عمقها وتعقيد هندستها الصخرية، ما يضع واشنطن أمام حسابات.

وقالت "هآرتس" صباح اليوم السبت، "انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري، ما بين قاذفتين إلى أربع قاذفات من طراز B2، قادرة على حمل قنابل تقدر إسرائيل أنها قادرة على تدمير المنشأة النووية الإيرانية المُحصنة في فوردو".

وأكدت أن القاذفات الأميركية "اتجهت غربا باتجاه قاعدة غوام الاستراتيجية في المحيط الهادئ، وترافقها 4 طائرات للتزود بالوقود".

ولفتت إلى أنه "لم يتضح بعد ما إذا كان من المتوقع أن تُكمل القاذفات الأميركية رحلتها إلى قاعدة دييغو غارسيا، التي تبعد حوالي 3500 كيلومتر عن إيران".

ونقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي مطلع على خطط الهجوم على إيران، لم تسمه، قوله إن "فوردو إحدى المنشآت المدرجة بقائمة الأهداف، وعندما نحتاج إلى ذلك ونتلقى الأوامر بمهاجمتها سنفعل".

وتقول الصحيفة إن "منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، تقع على بُعد حوالي 30 كيلومترًا شمال شرق مدينة قم في إيران"، متابعة أن "فوردو هي إحدى المنشأتين الرئيسيتين للبرنامج النووي الإيراني المخصصتين للتخصيب، إلى جانب المنشأة الأكبر في نطنز".

وبشأن إمكانية مهاجمتها، قالت الصحيفة إن الخيارات هي "أولا هجوم جوي باستخدام قنابل أميركية: القنبلة المعروفة باسم موآب (MOAB - Massive Ordnance Air Blast)، وهي قنبلة موجهة، تُعتبر ثاني أكبر قنبلة في العالم، ويراوح وزنها بين 13 و14 طنا، وتُطلق من قاذفات استراتيجية".

أما الخيار الثاني، وفق هآرتس، فهو "هجوم إسرائيلي باستخدام قاذفات أميركية، مع أن هذا الخيار يبدو غير واقعي في هذه المرحلة".

وأشارت إلى أن الخيار الثالث "هو هجوم الأزرق والأبيض (سلاح الجو الإسرائيلي) باستخدام كل الوسائل المتاحة، من الطائرات الشبحية إلى طائرات النقل، وما هو أبعد من ذلك".

في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن 6 طائرات تابعة لسلاح الجو الأميركي، وهي جزء من أسطول القاذفات الشبحية (B-2 Spirit)، رُصدت عبر بيانات تتبع الرحلات وهي في طريقها إلى قاعدة القوات الجوية في غوام، وذلك استنادا إلى معطيات من أنظمة الملاحة الجوية والتواصل الصوتي مع أبراج المراقبة.

وفي تقرير لشبكة فوكس نيوز، أشار خبراء إلى أن القاذفات أجرت عمليات تزوّد بالوقود في الجو بعد إقلاعها من ميزوري، وهو ما يُفهم منه أن الطائرات أقلعت بحمولات ثقيلة دون ملء خزانات الوقود بالكامل، مرجحين أن تكون مزودة بقنابل خارقة للتحصينات.

وبحسب ما ورد في التقرير، فإن طائرات "بي 2" قادرة على حمل قنبلتين خارقتين للتحصينات بوزن 15 طناً، وهما من الأسلحة التي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، ويُعتقد أن هذه القنابل يمكن أن تُستخدم ضد منشأة فوردو النووية الإيرانية شديدة التحصين تحت الأرض.

وفي الأثناء، تُشير تقديرات إلى أن الوجهة التالية لهذه القاذفات ستكون جزيرة دييغو غارسيا التابعة لبريطانيا والواقعة في المحيط الهندي، والتي سبق أن استخدمتها الولايات المتحدة لتنفيذ عمليات ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

وفي ظل الغموض الذي يلف هذا التحرك العسكري، لم يصدر البنتاغون حتى الآن أي تعليق رسمي على استفسارات وكالة الأناضول بشأن هذه المعلومات.

والأربعاء، قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن إسرائيل تستعد لضرب المنشأة، وإنها لا تنتظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمشاركة في الهجوم.

ومنذ فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أميركي، هجوما واسعا على إيران استهدف منشآت نووية، وقواعد صاروخية، وقادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين حتى الآن.