"أمير الشعراء 8" ينتظر منافسة قوية بين الشاعرات والشعراء 

الشعرية العربية استطاعت أن تحفظ معاني وقيم وأحاديث المهمشين في الثقافة العربية، حيث حافظت على جماليات الأقليات وظلت خزينة لها.
البرنامجُ في موسمَه الثامنَ صورةً للمثالِ الحضاري الذي تمثلُه دولةُ الإمارات في العالم
البرنامج نجح منذ انطلاقتِه في العام 2007، في أن يؤسسَ لمشروع ثقافي عربي متفردٍ، ويقدمَ حدثًا كبيرًا انتصرَ للإبداع الشعري

أكد د. علي بن تميم  مدير عام أبوظبي للإعلام وعضو لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء، في المؤتمر الصحافي الخاص باطلاق الموسم الثامن من برنامج "أمير الشعراء"، أن انطلاق هذا الموسم من أمير الشعراء يأتي مع انطلاق عام التسامح في دولة الإمارات، هذا العام الذي انطلقنا منه ونظرنا إلى الشعرية العربية سوف نجد بأن الشعر العربي كان أساس قيم التسامح، حيث استطاعت الشعرية العربية أن تحفظ معاني وقيم وأحاديث المهمشين في الثقافة العربية، حيث حافظت على جماليات الأقليات وظلت خزينة لها، وأظن الشعر العربي هو الضمانة لهذا الانفتاح سواء كان مع أنفسنا ـ وهو الأهم في عام التسامح ـ أو حتى مع الآخر.
وأمِلَ بن تميم أن يكونَ هذا البرنامجُ في موسمَه الثامنَ صورةً للمثالِ الحضاري الذي تمثلُه دولةُ الإمارات في العالم، لا لأنَّه يقدمُ اقتراحًا إعلاميًا مبتكرًا وعصريًا، بل لأنه يفتحُ أيضًا بوابةً للشعر العربي على العالَم بعيدًا عن التقليدِ الأعمى، ويؤكدُ أن الثقافةَ في دولة الإمارات، وفي فكر قادتِها، ومُجتمعها تواكبُ الإنجازاتِ الاقتصاديةَ، والاجتماعيةَ، والسياسية، ولا تقِلُّ أهميةً عنها.
وأوضح أن البرنامج نجح منذ انطلاقتِه في العام 2007، في أن يؤسسَ لمشروع ثقافي عربي متفردٍ، ويقدمَ حدثًا كبيرًا انتصرَ للإبداع الشعري في مسابقة تستجيبُ لإيقاع عصرِ الثقافةِ الجماهيرية، وذلك عبرَ اقتراح ٍ تلفزيوني يتجاوزُ الشكلَ التقليدي، الذي عادةً ما تبدو المسابقاتُ الأدبيةُ مأسورةً فيه، نحوَ فضاءٍ تفاعليٍ يتعرفُ فيه المُشاهد إلى مفهوم الإبداع المعاصر، إذ تُقوَّمُ النصوصُ بحضوره، ويتعرّفُ إلى المتنافسين، وإلى نصوصِهم، والرؤى النقديةِ لها، ومعاييرِ لجنة التحكيم في تقويمِها، وصولًا إلى إعلان أميرٍ للشعراء. مساءَ الثلاثاء، وعلى مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، سنلتقي عشرين شاعرًا جديدًا في انطلاق الموسمِ الثامنِ من هذه المسابقة لعام تسعةَ عَشَرَ وألفين، وهم يمثلون نخبةَ الشعراءِ الذين قابَلَتْهم لجنةُ تحكيمِ المسابقة في أبوظبي، وذلك من بين آلافِ المشاركين من دولٍ عربيةٍ وأجنبية تقدَّموا إلى المسابقة في دورتها الجديدة. فاليومَ نقفُ على مشارفِ أشهرِ حدثٍ للشعر العربي الفصيح، لنرى حالَ لسانِ الضاد، فقد شاركَ الآلافُ من روادِ الشعر، لتُجازَ قصائدُهم، ولينصتَ خبراءُ النقد، وجمهورُ الشعرِ مُستمتعين، ليمنحونا اسمًا جديدًا في قائمة أمراءِ الشعر.

بلغ عدد القصائد التي ألقتها الشاعرات الخمسون في المسابقة بجميع المراحل اللاتي وصلن إليها منذ الموسم الأول وحتى الثامن: 159 قصيدة. مع احتساب القصائد التي ألقينها أمام اللجنة في مرحلة المقابلات. 

وقال عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافي والتراثية، عندما بدأت إدارة المهرجانت والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي اطلاق مشاريعها الثقافية، كانت التحديات التي واجهتها كبيرة نظرا إلى ضخامة تلك المشروعات ولما تتطلبه من خبرة ومهارة، بسبب فرادتها في الأفكار ومتطلبات طريقة التقديم، ونجحنا بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها الجميع، وبفضل الإيمان بمبدأ إنساني عظيم يتجلى في نشر قيم الفكر والثقافة والتسامح. وقد أدرك الجميع أن المشروع الثقافي الكبير الذي أطلقته أبوظبي أصبح اليوم معروفا على مستوى العالم في أهم مراكز الثقافة على مستوى العالم، سواء من خلال معرضها للكتاب أو برامج الشعر الجماهيرية التفاعلية المميزة في المنطقة، أو المواسم الموسيقية المتواصلة عبر مختلف المدارس الفنية المحلية والعربية والعالمية، وكذلك إعادة ترميم المباني التاريخية وإنشاء المتاحف بمنظور عالمي، والاهتمام بالموروث الشعبي الذي نتج عنه تسجيل عدد من المكونات التراثية في منظمة اليونيسكو. كل ذلك يتطلب رؤية واضحة لهدف منشود وهو كيف نقدم جانبا من الثقافة العربية للعالم أجمع عبر برامجنا الكثيرة والمهرجانات والمعارض التي ننظمها والتي أثارت أصداء واسعة في المشهد الإعلامي العالمي.
وأكد المزروعي أن هذه الرؤية في بناء المستقبل تتطلب الاعتماد على القيم العربية الأصيلة، والموروث العربي الذي يعاد إنتاجه بطرق تخدم الحاضر والمستقبل في مجال الحفاظ على هويتنا الثقافية. ومن هنا فإن برنامج أمير الشعراء لم يبدأ عاديا، فقد ولد من بيئتنا الثقافية العربية التي تهتم بالشعر وتعتز به، وكان في الماضي وسيبقى خطابها وحوارها وحاضنة أفكارها وفلسفتها. وحين انطلق أمير الشعراء كان الحلم كبيرا في إعادة الحياة إلى الشعر كفن عريق يحمل مضامين الفكر الإنساني الراقي والأخلاق السامية.
وتمنى المزروعي أن يحمل الموسم الثامن بصمة مهمة في البرنامج والتجربة الشعرية العربية. 
وقال الروائي والباحث سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر العربي أن الموسم الجديد لمسابقة أمير الشعراء يمثل استمراراً لمشروع التنمية الثقافية المستدامة التي انطلقت من أبوظبي لتشمل كافة أرجاء العالم، بدعم ومتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يسعى لجعل الثقافة والشعر عنصراً من عناصر تلاحم الصف العربي والتعبير عن الذات العربية المسكونة بتطلعات النهوض نحو التقدم في كافة مجالات الحياة، بما فيها الشعر الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من هوية الإنسان العربي وتاريخه وماضيه وحاضره. كما يحمل في مضمونه رسالة سلام وتسامح من الذات العربية إلى العالم.
ولفت إلى أن المسابقة شهدت منذ انطلاقتها، تغيراً في علاقة المواطن العربي بالقصيدة الفصيحة، فقد اختلف تلقيه لها، وبعد أن كان يقرؤها في الماضي من خلال ما تيسر له من دواوين شعرية أو صحف أو مجلات، أو عبر حضوره لأمسيات شعرية قليلة. أصبحت القصيدة في متناول يده وسمعه وبصره، وفي متناول جهاز هاتفه المتحرك، يسمعها ويراها ويسمع رأي أساتذة من المختصين والنقاد فيها، كما أصبح يصوّت لشاعره المفضل، ويدعمه، ويتواصل معه. لقد تواكب انطلاق المسابقة مع ثورة معلوماتية وإعلامية واتصالاتية هائلة على مستوى العالم. وهذا ما يؤكد على أن الشعر كائن حي متجدد قابل للتأقلم مع كافة أشكال التطور في الحياة، بل وأصبح جزءاً من حياة التكنلوجيا والاتصالات.
وأشار العميمي إلى أنه منذ موسمين، شهدت المسابقة تحولاً مهماً وخطيراً، من خلال الحضور الشعري للشاعرات في مقابل الشعراء، وبعد أن كان عدد الشاعرات في الموسم الأول 6 شاعرات من أصل 35 شاعراً، بما نسبته 17 بالمائة، قفز العدد في الموسم السابع إلى 10 شاعرات من أصل 20 شاعراً، بما نسبته 50 بالمائة، ثم ارتفع العدد في الموسم الثامن "الحالي" إلى 11 شاعرة من أصل 20 شاعراً، بما نسبته 55 بالمائة. إلا أن هذا التحول الخطير في نسبة الشاعرات إلى الشعراء لم يشهد حتى اليوم تتويج شاعرة بلقب إمارة الشعر، وهو لقب يبدو أنه لم يعد بعيداً، في ظل هذه المنافسة الشرسة، وفي ضوء ما تقدمه الشاعرات من مستويات شعرية مميزة جداً، تنبئ عن حضور مهم للقصيدة الأنثوية في المسابقة بشكل خاص، والساحة الشعرية بشكل عام. وبمناسبة الحديث عن التنافس والمسابقة، أحب الإشارة هنا إلى أن شاعرات الفصحى تغلبن على شاعرات النبط في مسابقة شاعر المليون، في أعدادهن ونسبة حضورهن. كما أن أكاديمية الشعر التي تعهدت برعاية شعراء وشاعرات مسابقة أمير الشعراء وإصدار دواوين لهم، أصدرت حتى يوما هذا أثني عشر ديواناً لشاعرات أمير الشعراء. 
وكشف العميمي أرقام المسابقة عن الشاعرات منذ انطلاقتها وحتى الموسم الثامن موضحا أنها كالتالي:

ـ بلغ عدد الشاعرات منذ بداية المسابقة إلى الموسم الثامن: 50 شاعرة. موزعة على النحو الآتي: الموسم الأول "6" شاعرات، الموسم الثاني "5" شاعرات، الموسم الثالث "6" شاعرات، الموسم الرابع "3" شاعرات، الموسم الخامس "5" شاعرات، الموسم السادس "4" شاعرات، الموسم السابع "10" شاعرات، الموسم الثامن "11" شاعرة.
ـ بلغ عدد الجنسيات التي تنتمي إليها الشاعرات: 15 جنسية. هي "بالترتيب الأبجدي": الأردن والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والسعودية وسلطنة عمان والسودان وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب وموريتانيا".
ـ بلغ عدد الدول العربية من القارة الآسيوية التي وصلت منها شاعرات: 9 دول، هي الأردن والإمارات والبحرين والسعودية وسلطنة عمان وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان، بواقع "26 شاعرة"، في مقابل 6 دول من القارة الأفريقية، هي تونس والجزائر والسودان ومصر والمغرب وموريتانيا، بواقع "24 شاعرة".
ـ أكثر دولة وصل منها شاعرات هي مصر، بواقع 7 شاعرات، تليها الجزائر وفلسطين بواقع 6 شاعرات لكل منها، ثم الإمارات والسودان وسوريا بواقع 5 شاعرات لكل منها. ثم الأردن بواقع 4 شاعرات، ثم تونس بواقع 3 شاعرات، ثم سلطنة عمان والمغرب بواقع شاعرتين، ثم البحرين والسعودية والعراق ولبنان وموريتانيا بواقع شاعرة من كل دولة منها.
ـ بلغ عدد الشاعرات اللاتي تأهلن إلى الدور الثاني من المسابقة: 20 شاعرة. أي بما نسبته 40 بالمائة من العدد الإجمالي للشاعرات.
ـ بلغ عدد الشاعرات اللاتي وصلن إلى المرحلة قبل النهائية، وهي مرحلة الستة، خمس شاعرات، تعود جنسيتهن إلى أربع دول، هي السودان "شاعرتان"، والعراق "شاعرة" وسوريا "شاعرة" والجزائر "شاعرة". ويشكل هذا العدد نسبة 10 بالمائة من عدد الشاعرات.
ـ بلغ عدد الشاعرات اللاتي وصلن إلى نهائي المسابقة ثلاث شاعرات، تعود جنسيتهن إلى دولتين، هما السودان "شاعرتان" والعراق "شاعرة". أي بما نسبته 6 بالمائة.
ـ أفضل نتيجة حققتها شاعرة في تاريخ نهائي المسابقة كانت المركز الرابع في الموسم الأول، من نصيب الشاعرة السودانية روضة الحاج.
ـ أصغر شاعرة في تاريخ المسابقة دخلت في التصفيات واختارتها لجنة التحكيم ضمن الشاعرات المتأهلات إلى المسابقة، هي الشاعرة الأردنية يارا الحجاوي "18 سنة". في الموسم الثامن "الحالي".
ـ بلغ عدد القصائد التي ألقتها الشاعرات الخمسون في المسابقة بجميع المراحل اللاتي وصلن إليها منذ الموسم الأول وحتى الثامن: 159 قصيدة. مع احتساب القصائد التي ألقينها أمام اللجنة في مرحلة المقابلات. 
أسماء الشعراء والشاعرات المتنافسيين على لقب أمير الشعراء في موسمه الخامس:
1.    عائشة جمعة عبدالله علي الشامسي من دولة الإمارات العربية المتحدة
2.    شيخة عبدالله محمد المطيري من دولة الإمارات العربية المتحدة
3.    منى حسن عبدالله عبدالصمد من دولة الإمارات العربية المتحدة
4.    هبه عبدالحميد محمد الفقي   من جمهورية مصر العربية 
5.    مبارك سيد احمد عبداللطيف من جمهورية مصر العربية
6.    ميار احمد احمد محمد ابوسليمان من جمهورية مصر العربية 
7.    عبدالسلام عبدالله حاج نجيب من الجمهورية العربية السورية
8.    هاني صالح ابراهم عبدالجواد من المملكة الأردنية الهاشمية
9.    يارا ايمن فتحي غانم (يارا حجاوي) المملكة الأردنية الهاشمية
10.    رابعة العدوية بدري من الجمهورية الجزائرية
11.    محمد الأمين ديوب من جمهورية السنغال
12.    علي حسن إبراهيم سلمان من مملكة البحرين
13.    خلود بناصر من المملكة المغربية
14.    اماني بن الدبابي الزعيبي من الجمهورية التونسية
15.    سلطان بن محمد بن سبهان الشمري من المملكة العربية السعودية
16.    احمد بن محمد عسيري من المملكة العربية السعودية
17.    ابتهال محمد مصطفى احمد تريتر من جمهورية السودان
18.    دينا الشيخ من جمهورية السودان
19.    سعد جرجيس اسعيد من جمهورية العراق
20.    عبدالمنعم حسن محمد من جمهورية مالي