أمير الكويت يدعو أعضاء البرلمان لترك تصفية الحسابات

الشيخ نواف الأحمد الجابر يؤكد أن البلاد بحاجة برنامج إصلاحي شامل للخروج من أسوأ أزماتها الاقتصادية.
أمير الكويت: لم يعد هناك متسع لهدر مزيد من الوقت في افتعال الأزمات

الكويت - دعا أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الثلاثاء البرلمان الجديد خلال افتتاح أولى جلساته لترك الصراعات، قائلا "لا محال لتصفية الحسابات" لمواجهة التحديات الاقتصادية بالبلاد.

وقال أمير الكويت لأعضاء مجلس الأمة إن هناك حاجة لوضع برنامج إصلاحي شامل لمساعدة البلاد على الخروج من أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ عقود وإنه لا يوجد متسع من الوقت "لافتعال الأزمات".

وتولى الشيخ نواف زمام الحكم في سبتمبر/أيلول بعد وفاة أخيه أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح في وقت تواجه فيه الكويت أزمة سيولة شديدة بسبب انخفاض أسعار النفط وأزمة انتشار فيروس كورونا.

وقال الأمير الثلاثاء في كلمة أثناء أولى جلسات مجلس الأمة بعد الانتخابات البرلمانية "إن مسيرة وطننا العزيز تعاني مشكلات جسيمة، وتواجه تحديات كبيرة، الأمر الذي يستوجب وعلى جناح السرعة وضع برنامج إصلاحي شامل".

وأضاف "لم يعد هناك متسع لهدر المزيد من الجهد والوقت والإمكانات، في ترف الصراعات وتصفية الحسابات وافتعال الأزمات، والتي أصبحت محل استياء وإحباط المواطنين، وعقبة أمام أي إنجاز".

وأسفرت نتائج مجلس الأمة التي أعلنت الأحد عن تقدم نسبي لأصحاب المواقف المعارضة للحكومة لا سيما القبلية والإسلامية التي يقول محللون إنها قد تعيق جهود الحكومة لتنفيذ إصلاحات مالية في نظام الرعاية من المهد إلى اللحد في الكويت وإنهاء جمود تشريعي بشأن قانون للدين سيساعد في دعم المالية العامة للدولة.

وأدى تواتر الخلاف والجمود بين الحكومة والبرلمان إلى تغيير حكومات متعاقبة وحل البرلمان مما عرقل الاستثمارات والإصلاح الاقتصادي والمالي.

ويواجه الاقتصاد الكويتي الذي يبلغ حجمه قرابة 140 مليار دولار، عجزا بقيمة 46 مليار دولار هذا العام. ومن أولويات الحكومة إقرار مشروع قانون سيتيح للكويت الاقتراض من أسواق الدين العالمية.

والكويت حليفة للولايات المتحدة ونظامها السياسي هو الأكثر انفتاحا في منطقة الخليج حيث يملك البرلمان سلطة إقرار التشريعات واستجواب الوزراء، لكن أعضاء الأسرة الحاكمة يتولون المناصب العليا وللأمير القول الفصل في أمور الدولة.

وأصدر أمير الكويت أمس الاثنين مرسوما بتشكيل حكومة جديدة، هي الأولى بعد أول انتخابات جرت في عهده، حيث شهد مجلس الوزراء تغييرات واسعة خصوصا بالوزارات السيادية والاقتصادية، فيما تطمح الكويت لتبني سياسة اقتصادية أكثر في ظل انتشار فيروس كورونا.

وكان أمير الكويت قد أعاد الثلاثاء الماضي تعيين الشيخ صباح الخالد الصباح رئيسا للوزراء بعد قدم استقالة الحكومة في خطوة إجرائية عقب الانتخابات البرلمانية يوم السبت.

وتم تعيين الشيخ صباح الخالد الصباح كرئيس للوزراء للمرة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بعد أن أدى خلاف بين أفراد الأسرة الحاكمة والبرلمان إلى استقالة الحكومة السابقة التي كان يرأسها الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.

وكان الشيخ صباح الخالد الصباح قبل أن يصبح رئيسا للحكومة يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية منذ عام 2011.