أمير الكويت يقبل استقالة الحكومة

رئيس الوزراء يقدم استقالة الحكومة لأمير البلاد بعد يومين من استقالة وزيرة الأشغال وقبل اسبوع من جلسة مقررة لبحث طلب طرح الثقة بوزير الداخلية.

الكويت - قبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الخميس، استقالة الحكومة التي تقدم بها رئيسها الشيخ جابر المبارك الصباح في وقت سابق اليوم.

وقال رئيس مركز التواصل الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الكويتية طارق المزرم، إن أمير البلاد "تفضل بقبول استقالة الحكومة".

وأضاف المزرم أن الأمير قد أمر باستمرار الوزارة في تصريف العاجل من الأمور لحين تشكيل الوزارة الجديدة.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن المزرم القول إن الحكومة استقالت "ليتسنى إعادة ترتيب العمل الوزاري".

وقدمت الحكومة الكويتية استقالتها صباح اليوم الخميس لأمير البلاد، وذلك بعد يومين من استقالة وزيرة الأشغال العامة جنان بوشهري في مجلس الأمة (البرلمان).

وقال الشيخ جابر المبارك رئيس الحكومة في كتاب الاستقالة "حرصنا خلال الفترة الماضية على تنفيذ أمر سموكم في النهوض بواجبات منصبنا".

وأضاف "إنه إزاء الأحداث المتسارعة وما تمر به المنطقة وما يتطلبه الأمر من ضرورة إعادة ترتيب العمل الوزاري.. نرفع لسموكم استقالة الحكومة".

وقدمت بوشهري استقالتها بعد توقيع 22 نائبا بطرح الثقة منها بعد جلسة استجوابها، فيما أعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم استلامه طلبا من 10 نواب في البرلمان يؤيدون طرح الثقة في وزير الداخلية خالد الجراح، وذلك بعد جلسة استجواب من النائب رياض العدساني.

وتعود بداية الأزمة بين الوزيرة والبرلمان إلى اتهامات بتقاعسها عن حماية المال العام، لكنّ بوشهري قالت في سلسلة تغريدات على تويتر إنّها تشددت في اتخاذ العقوبات بحق الشركات والمقاولين المتعثرين في تنفيذ مشاريع الدولة، وحرمانهم من الدخول في مناقصات الجهاز المركزي للمناقصات العامة.

ولم يستبعد الغانم منذ فترة احتمال استقالة الحكومة، مؤكدا على أن آراء عدد كبير من النواب عن عدم تجانس الفريق الحكومي وصلت إلى القيادة السياسية.

وجرى حل مجلس الأمة مرات عديدة على خلفية محاولة استجواب وزراء في الحكومة ينتمون إلى العائلة الحاكمة.
وشهدت الكويت الأسبوع الماضي احتجاجات أمام البرلمان رفضا للفساد داخل المؤسسات، في بلد شهد أزمات سياسية نجمت عن مثل هذه التحركات.
ويندد نواب كويتيون بانتظام بالفساد في الحكومة والبرلمان.
واستجاب المتظاهرون الأسبوع الماضي لدعوة أطلقها النائب السابق صالح الملا عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في وقفة احتجاجية وافقت السلطات على تنظيمها، تحت شعار "بس مصخت" (كفى).
وقال الملا للصحافيين خلال الوقفة الاحتجاجية "إنها رسالة شعبية وتعبير عن استياء الشعب من حالة الفساد وتجاوز الدستور وفقدان الأمل".
ونفى المتظاهرون أن تكون تحركاتهم ورائها أطراف سياسية مؤكدين أنها وقفات عفوية لإيصال كلمتهم.
ورفعت متظاهرات حينها صور المدانين في قضية اقتحام مجلس الأمة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، عقب تظاهرة نظمتها المعارضة ضد رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح لمطالبته بالاستقالة على خلفية شبهات بالفساد.
كما رفع متظاهرون آخرون لافتات مؤيدة لحل قضية البدون.

والبرلمان الحالي هو نتاج انتخابات مبكّرة جرت في نوفمبر 2016 بعد إبطال البرلمان الذي سبقه إثر خلافات حادّة مع الحكومة، وكانت تلك المرّة الثامنة التي يجري فيها حلّ البرلمان في الكويت.