أمير قطر الحاضر الغائب في القمة العربية يغادر جدة قبل كلمة الأسد

الرئيس السوري يدعو الجامعة العربية إلى استعادة دورها كمضمّد للجروح وترك القضايا الداخلية لشعوبها باعتبارها قادرة على تدبير شؤونها.
الأسد يأمل في بداية جديدة للعمل العربي المشترك
ملك الأردن يعتبر أن عودة سوريا إلى الجامعة خطوة مهمة في جهود إنهاء أزمتها

الرياض - غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مدينة جدة السعودية ولم يعقد أي اجتماعات ثنائية أو يلق كلمة، لكنه حضر افتتاح القمة العربية التي انطلقت اليوم الجمعة، وفق ما أكده مسؤول عربي، مشيرا إلى أن حضوره كان "زيارة مودة"، فيما يأتي هذا التطور المفاجىء بعد يوم من التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، معلنا من خلاله أن الدوحة لا تريد شقّ الإجماع حول عودة دمشق إلى الجامعة العربية، لكنه أكد في الآن ذاته أن لكل دولة قرارها. 

لكن وكالة الأنباء السورية أكدت أن الشيخ تميم صافح الرئيس بشار الأسد قبل انعقاد القمة، في إشارة تهدئة وانفتاح محتمل في وقت ما على استئناف محتمل للعلاقات بين الدوحة ودمشق. كما التقط الزعماء العرب صورة جماعية ظهر فيها أمير قطر والرئيس السوري.

وأكد المصدر نفسه أن أمير قطر غادر القمة قبل بدء كلمة الأسد، بينما ذكر الديوان الأميري أن الشيخ تميم بعث برقية شكر للعاهل السعوي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على الحفاوة التي قوبل بها في أعمال القمة، متمنيا أن تسهم نتائج القمة في تعزيز العمل العربي المشترك لما فيه خير الشعوب العربية".

وأعرب الرئيس السوري بشار الأسد أمام القادة العرب خلال القمة عن أمله في أن يكون الاجتماع بحضور دمشق "بداية مرحلة جديدة" للعمل العربي المشترك، قائلا "ونحن نعقد هذه القمة في عالم مضطرب، فإن الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي العربي والعربي- الإقليمي والدولي والذي توج بهذه القمة".

وأضاف "أتمنى أن تشكّل القمة بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن في ما بيننا للسلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار".

وشكر الرئيس السوري القيادة السعودية على "الدور الكبير الذي قامت به وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولإنجاح هذه القمة".

وتابع "سوريا ماضيها وحاضرها ومستقبلها هي العروبة لكنها عروبة الانتماء لا الأحضان، فالأحضان عابرة لكن الانتماء دائم"، مضيفا "ربما ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغيره فهو من دون انتماء في الاساس. ومن يقع في القلب، لا يقبع في حضن، وسوريا قلب العروبة وفي قلبها".

واعتبر الأسد أنّ "العمل العربي المشترك بحاجة إلى رؤى وإستراتيجيات وأهداف مشتركة نحولها لاحقا إلى خطط تنفيذية .. بحاجة إلى سياسة موحدة"، مشيرا إلى أن "الأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها فهي قادرة على تدبير شؤونها، وما علينا إلا ان نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها".

الشيخ تميم صافح الأسد قبل انعقاد القمة، في إشارة تهدئة وانفتاح محتمل في وقت ما على استئناف محتمل للعلاقات بين الدوحة ودمشق

بدوره قال عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني خلال كلمته التي ألقاها في القمة إن عودة دمشق للجامعة العربية "خطوة تسهم بجهود إنهاء أزمتها"، مرحبا بعودة سوريا إلى الحضن العربي، قائلا إنها "خطوة مهمة نأمل أن تسهم في جهود إنهاء الأزمة".

وأوضح أن بلاده حذرت مرارا "من استمرار الأزمة السورية دون حل؛ حيث دفع الشعب السوري الشقيق ثمنها غاليا، وانعكست آثارها علينا جميعا".

وقال في سياق آخر "ما تزال القضية الفلسطينية محور اهتمامنا، ولا يمكن أن نتخلى عن سعينا لتحقيق السلام العادل والشامل والذي لن يتحقق إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقه في الدولة المستقلة (..)".
وتابع "لا يمكن للسلام والأمن أن يتحققا مع استمرار بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتدمير الفرص المتبقية لتحقيق (مبدأ) حل الدولتين الذي يمنح للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، فالبديل عن ذلك سيضع المنطقة بأكملها على طريق الصراع المستمر".

وأوضح ملك الأردن أن "منظومة العمل العربي المشترك بحاجة دوما إلى التطوير والتجديد وهنا يأتي دور جامعة الدول العربية في العمل على تعظيم التعاون وخاصة الاقتصادي بين دولنا لمواجهة تحديات الأزمات الدولية".

ودعا إلى "تكثيف اللقاءات العربية الدولية على أعلى المستويات لتحقيق التكامل الاقتصادي في المنطقة وتوحيد الجهود (العربية) السياسية والأمنية"، قائلا "لا مجال للتباطؤ في انتهاز الفرص أمامنا، تحقيقا لمصالح بلداننا وشعوبنا".