أمير قطر في طهران.. وساطة جديدة لتهدئة التوتر مع واشنطن
الدوحة - بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارة غير محددة المدة بدأها اليوم إلى طهران، مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، علاقات الصداقة بين بلديهما، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، فيما يُتوقع أن تعلب الدوحة دور وسيط لتهدئة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
وحضر اللقاء من الجانب الإيراني الرئيس مسعود بزشكيان ومن الجانب القطري رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن.
وتطرح زيارة أمير قطر إلى إيران أسئلة عما إذا كانت الدوحة ستلعب دور وسيط في مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، خاصة بعد أن توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض أقصى الضغوط على الجهورية الإسلامية.
وتستثمر الدوحة نجاحها في قيادة حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، لتعزيز دورها كوسيط يمكنه أن يلعب دورا وازنا في تهدئة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
وتعيش إيران في الوقت الراهن حالة ضعف بعد أن تراجع نفوذها إلى حد كبير في الشرق الأوسط وإثر تلقي حزب الله أحد أكبر أذرعها في المنطقة، ضربة قاصمة خلال المواجهات مع إسرائيل وهي تبحث الآن عن تخفيف جبهات المواجهة خاصة مع انتهاج الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة أشد حزما من سلفه جو بايدن وإشهاره ورقة الضغوط القصوى لكبح برنامجها النووي.
وتخشى طهران من أن تنفذ إسرائيل تهديداتها مدعومة بالموقف الأميركي، بضرب برنامجها النووي ومنظومة دفاعاتها، وهو ما يدفعها كرها لاستثمار علاقتها مع قطر لتهدئة التوترات وتفادي الدخول في مواجهات جديدة قد تضر بقدراتها العسكرية وتفاقم متاعبها المالية وتؤجج أزماتها الداخلية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب لقائه بزشكيان، أوضح أمير قطر أن زيارته لطهران تأتي "في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات تتطلب التشاور والتنسيق بشأنها"، مضيفا "تناولنا الظروف الصعبة في المنطقة، واتفقنا على أن السبيل الأمثل لحل النزاعات هو الحوار البناء".
وفي هذا الصدد، لفت الأمير تميم، إلى أنه تحدث مع الرئيس الإيراني عن أهمية إنجاح العملية السياسية الشاملة في سوريا، مجددا دعم الدوحة لإقامة علاقات خليجية - إيرانية قائمة على "الحوار البناء والاحترام المتبادل".
كما شدد أمير قطر على أن بلاده "ملتزمة بإنجاح اتفاق غزة، تمهيدا لإعادة الإعمار ومواصلة مساعي إقامة الدولة الفلسطينية".
من جانبه، أعرب بزشكيان، عن شكره لقطر "على ما بذلته من جهود في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتحرير الأسرى الفلسطينيين".
كما تطرق إلى الأوضاع في سوريا، قائلا "أكدنا خلال هذا اللقاء على وحدة الأراضي السورية وحق الشعب السوري في تقرير المصير".