أمين الناجي يعود بـ'سيوف العرب': من درب السلطان إلى عين جالوت

الممثل المغربي يحكي في هذا الحوار كواليس تصوير رحلة تراثية تجمع نجوم الفن وتستعيد أمجاد السيف العربي.

تدور أحداث مسلسل "سيوف العرب" للمخرج سامر جبر، بين عصر الجاهلية وبداية الخلافة الأموية، ويحكي تاريخ السيف العربي من خلال توثيق أبرز المحطات التي مر بها العرب عبر العصور.

المسلسل من بطولة نخبة من الممثلين العرب، منهم: سلوم حداد، منذر رياحنة، باسم ياخور، نضال نجم، جمال سليمان، ياسين بن قمرة، أمين الناجي، ياسين أحجام، ندى الحداوي، وغيرهم.

من المنتظر أن يطل الممثل المغربي أمين الناجي على الجمهور العربي من خلال المسلسل التاريخي “سيوف العرب” الذي سيُبث عبر قناة قطر، بعد تصوير مشاهده بين مدينتي مراكش وورزازات.

وفي هذا السياق، أجرى موقع "ميدل إيست أونلاين" حوارًا مع الممثل المغربي أمين الناجي حول كواليس هذا العمل. وفيما يلي نص الحوار:

أخبرنا عن العمل الفني الجديد الذي تشارك فيه، وما تفاصيل تصويره؟ 

أنا متحمس جدًا لتقديم مسلسل “سيوف العرب” التاريخي الذي سيُعرض قريبًا على قناة قطر، فهذا العمل الضخم تم تصويره في مدينتي مراكش وورزازات بالمغرب، وهما مدينتان تتميزان بجمال طبيعتهما وقدرتهما على استيعاب الأعمال التاريخية الكبرى، وكانت تجربة التصوير جيدة، إذ تم تهيئة الديكورات بعناية لتعكس أجواء تلك الحقبة التاريخية بدقة، وأرجو أن ينال العمل إعجاب الجمهور العربي، وأتطلع إلى أن يجد فيه ما يسره ويثري معرفته.

من هي الشخصية التي تجسدها في مسلسل “سيوف العرب”، وما هي خلفيتها ؟

أجسد في هذا المسلسل شخصية “كتبغا”، وهو أحد أبرز قادة جيش هولاكو خان، إذ هو قائد تركي مسيحي، كان له دور بارز في الجيش المغولي الذي اجتاح بلاد الفرس والمشرق العربي، وهذه الشخصية غنية بالتعقيدات، وكان تحديًا كبيرًا بالنسبة لي أن أنقلها إلى الشاشة بصدق وأمانة، كما أحب دائمًا تجسيد الأدوار التي تحمل عمقًا تاريخيًا، لأنها تتيح لي استكشاف جوانب إنسانية وتاريخية معقدة.

هل يمكنك أن توضح لنا المزيد عن دور "كتبغا" في الأحداث التاريخية التي يتناولها المسلسل؟

شخصية "كتبغا" كان بمثابة الذراع اليمنى لهولاكو خان، وشارك في غزو بغداد، وساهم بشكل كبير في السيطرة على دمشق، وعندما اضطر هولاكو للعودة إلى منغوليا إثر وفاة أخيه الخان الأعظم مونكو خان، أخذ معه معظم جيشه، تاركًا كتبغا قائدًا على القوات المتبقية في الشام، وتولى "كتبغا" مسؤولية قيادة الجيش المغولي في تقدمه نحو مصر لمواجهة الجيش المملوكي، لكنه لقي مصرعه في معركة عين جالوت عام 658 هـ/1260 م. إنها قصة مليئة بالصراعات والتحديات، وقد بذلت جهدًا كبيرًا لأعكس هذه التفاصيل في أدائي.

ما الفترة الزمنية التي يغطيها مسلسل "سيوف العرب"، وما الرمزية التي يبرزها؟

المسلسل يتناول حقبة زمنية بالغة الأهمية في التاريخ العربي، تمتد من عصر الجاهلية إلى بدايات الخلافة الأموية، ويركز العمل على إبراز الدور الكبير للسيف العربي كرمز للقوة والشجاعة في تلك الفترة، ونحن نسعى لتقديم صورة حية لهذه الحقبة، مع التركيز على القيم والمبادئ التي كانت تحكم المجتمع آنذاك، فالمسلسل يمزج بين الدراما والطابع الوثائقي، وهذا يجعله عملاً غنيًا بالمعلومات والتشويق.

من هم النجوم المشاركون في المسلسل؟ 

العمل يضم نخبة من نجوم الفن في الوطن العربي، مثل سلوم حداد، نضال نجم، منذر رياحنة، ناصر عبد الرضا، غازي حسين، وفيصل رشيد، إلى جانب ممثلين مغاربة مميزين مثل محمد مفتاح، محمد خيي، ياسين أحجام، وهشام بهلول، وما يميز “سيوف العرب” هو هذا المزيج بين الدراما القوية والطابع الوثائق بين العرب.

تحدثت عن غيابك عن الأعمال العربية لفترة، فما السبب في ذلك برأيك؟ 

في الحقيقة، اللهجة المغربية كانت أحد العوائق التي حالت دون اندماج الفنان المغربي بشكل كامل في الساحة العربية، بينما كان هناك نقص في الأسواق التي تروج للدراما والفن المغربي خارجيًا، لكن الأمور بدأت تتغير في السنوات الأخيرة، خاصة مع انتشار الأغاني المغربية بفضل فنانين مثل أسماء لمنور وسعد لمجرد، كما أن دخول قنوات مثل “إم بي سي” إلى السوق المغربي ساعد في تعريف الجمهور العربي بالفنانين المغاربة، بينما لا يزال هناك طريق طويل لتحقيق الاندماج الكامل، وهذا يتطلب جهودًا مستمرة ووقتًا طويلاً.

لماذا اخترت التمثيل، وما هي خططك الفنية المستقبلية؟ 

التمثيل بالنسبة لي هو وسيلة للتعبير عن نفسي وعن المجتمع الذي أعيش فيه، وأرى فيه وسيلة لنقل قصص وحياة الناس بصدق، ومؤخرًا قررت أن أخوض تجربة جديدة خلف الكاميرات، إذ أعكف حاليًا على تحضير أول فيلم من تأليفي، وأطمح أن يكون هذا الفيلم خطوة مهمة في مسيرتي، وأن أقدم من خلاله رؤية فنية تعكس تجاربي وخبراتي.

هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن فيلمك القادم “راسي مرفوع”؟ 

أخطط لتصوير فيلم “راسي مرفوع” خلال العام القادم، والقصة مستوحاة من مشجعي فريق فريق الرجاء البيضاوي ويناقش  عمق واقع حي درب السلطان الذي نشأت فيه وترعرعت.

ويُعدّ أمين الناجي من أبرز الممثلين المغاربة، نشأ في الدار البيضاء وسط أسرة فنية، إذ كان أخواله يعملون في المسرح، ومن بينهم المخرج شفيق السحيمي، وتأثر بالجو الإبداعي منذ صغره، فتأجج شغفه بالتمثيل، وأكمل دراسته في المحاسبة وتدبير المقاولات، لكنه اختار الفن، فالتحق بالمعهد البلدي بالدار البيضاء لتكوين مسرحي أكاديمي.

وبدأ مشواره في المسرح تحت إشراف خاله شفيق السحيمي، إذ شارك إلى جانب فنانين كبار. تألق لاحقًا في التلفزيون بأدوار مميزة، منها شخصية المهيدي في "وجع التراب"، والبطولة في "الحياني"، إضافة إلى أعمال مثل "ثورية"، "الغريب"، "العين المطفية"، "صدى الجبل"، "أنا نورا أولا"، "الطريق إلى طنجة"، "الذئاب لا تنام"، "الشوط الثاني"، "خنيفيسة الرماد"، "سر المرجان"، "مسافة ميل بحذائي"، "بنكالو"، "غزية"، "هوى يا هوى"، "12 ساعة"، "صمت الفراشات"، "عام في الغربة"، "كيليكيس دوار البوم"، "عز المدينة"، "الماضي لا يموت"، "ولاد المختار"، "هي"، "ولاد المرسى"، "كلها او طريقو"، "الدائرة 1555"، "لمكتوب"، "أولاد الدرب"، "بيا ولا بيك"، "7 ليالي"، "دار النسا"، و"بنات لحديد"، والتي عززت مكانته كممثل متعدد المواهب.

دخل السينما بفيلم "اعقلتي على عادل؟" لمحمد زين الدين، ثم شارك في أفلام مثل "المنسيون" لحسن بنجلون، "المغضوب عليهم"، "الطريق إلى كابول" لإبراهيم شكيري، وأعمال أخرى.