أنقرة ترفض دعوة طرابلس الى الانسحاب العسكري من ليبيا

بعد الدعوة الموجهة من طرابلس الى انقرة "للتعاون" بهدف اخراج القوات الاجنبية والمرتزقة، وزير الدفاع التركي يتمسك ببقاء قواته في ليبيا ويذكّر بدورها في صد الهجوم على طرابلس.

طرابلس – أعلنت تركيا الثلاثاء التمسك بوجودها العسكري في ليبيا، وذلك رغم الدعوة التي وجهتها طرابلس الى انقرة الاثنين من أجل "التعاون" في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
وارسلت تركيا الافا من جنودها ومن المقاتلين السوريين بعد ان أبرمت اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع الحكومة الليبية السابقة نهاية العام 2019 سمحت لها بالتدخل المباشر في ليبيا.
وقال  وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال لقاء مع الجنود الأتراك العاملين في ليبيا الثلاثاء ان "وجود الجنود الأتراك في ليبيا مصدره حماية حقوق وقوانين إخوانهم ومساعدتهم".
وأضاف "كان هناك مجموعة من المشاكل عند قدومنا وبذلنا كل الجهود الممكنة ليل نهار برًا وجوًا وبحرًا من أجل إزالة هذه المشاكل".
ويشير اكار بذلك الى التدخل التركي المباشر الذي أنقذ الحكومة السابقة من العملية العسكرية التي شنها الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر ووصلت الى مشارف العاصمة طرابلس.

والاثنين، قالت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية في الحكومة الليبية في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي، "ندعو تركيا الى اتخاذ خطوات لتنفيذ مخرجات برلين حول ليبيا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون معاً في إنهاء تواجد كافة القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا حفاظا على سيادتها".
ورفض وزير الخارجية التركي مساواة تواجد قوات بلاده في ليبيا بما وصفها بـ"المجموعات غير الشرعية". وقال "هناك أصوات تتعالى تريد مساواة وجود تركيا في ليبيا مع المجموعات الأخرى غير الشرعية".
واضاف ان "التعاون في إطار مذكرة التفاهم منع ليبيا من الوقوع في حرب أهلية، ودعمنا مهد الطريق لمنح الفرصة لوقف إطلاق النار وتشكيل سلطة سياسية جديدة موحدة".
وتشكلت السلطة التنفيذية الجديدة، وهي حكومة موحدة ومجلس رئاسي، ضمن مسار حوار سياسي رعته الأمم المتحدة بداية شباط/فبراير 2020 حتى نيل ثقة البرلمان في آذار/مارس الماضي.
وعلى الرغم من انتهاء القتال بين طرفي النزاع منتصف العام الماضي، وصمود اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن ليبيا لا تزال تقوضها صراعات نفوذ ووجود قوات أجنبية ومرتزقة، تكرر السلطات الجديدة والأمم المتحدة وقوى دوليّة المطالبة بانسحابهم "الفوري".
ويبلغ عدد القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا نحو 20 ألفاً، بحسب الأمم المتحدة.