أنقرة تريد ساحة سورية خالية من الغرب لضرب الأكراد بأريحية

تركيا تنبه من أن "لا طائل" من حفاظ فرنسا على تواجدها العسكري في سوريا لحماية وحدات حماية الشعب الكردية المنخرطة في الصفوف الأولى من معركة مكافحة الإرهاب.
وزير الخارجية التركي يقول إن بلاده عازمة على العبور إلى شرقي نهر الفرات في أسرع وقت ممكن

أنقرة ـ نبهت تركيا الثلاثاء من أن "لا طائل" من حفاظ فرنسا على تواجدها العسكري في سوريا لـ "حماية" وحدات حماية الشعب الكردية المنخرطة في الصفوف الأولى من معركة مكافحة الإرهاب.

ونقلت وكالة الأناضول الرسمية عن وزير الخارجية التركية مولود تشاوش أوغلو قوله خلال لقاء مع الصحافيين "لا يخفى على أحد أن فرنسا تدعم وحدات حماية الشعب الكردية. وقد اجتمع ماكرون بممثلين عنهم".

وأردف "لا معلومات لدينا حول إيفاد المزيد من الجنود (الفرنسيين)، لكنهم يحافظون على تواجدهم الحالي. وإن كانوا يبقون لبناء مستقبل سوريا، فهم مشكورون. لكن إن كانوا يبقون لحماية الوحدات الكردية، فلا طائل من ذلك لأحد".

وقد أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء بسحب نحو ألفي جندي أميركي متمركزين في سوريا لمحاربة تنظيم الدول الإسلامية إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنّفها أنقرة على أنها ميليشيا "إرهابية".

وتشارك فرنسا في تحالف دولي لمكافحة الإرهاب تقوده الولايات المتحدة في سوريا والعراق. وهي أوفدت طيّارين حربيين وعسكريين مدفعيين يتولّون عمليات القصف. كما إن عدّة مصادر أفادت عن نشرها عناصر من القوات الخاصة في الأراضي السورية، لكن الحكومة الفرنسية لم تؤكد بعد هذه المعلومات.

قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجه دعوة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب لزيارة تركيا في 2019. وقال المتحدث هوجان جيدلي في بيان "رغم أنه ليس هناك شيء محدد يجري التخطيط له، فإن الرئيس مستعد لاجتماع محتمل في المستقبل".

أكراد سوريا
أنقرة تريد انهاء أي حماية للأكراد

ومن بين القضايا الرئيسية بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي الصراع في سوريا في أعقاب إعلان ترامب انسحاب قوات بلاده منها، وتبعات اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقي، والذي كان يقيم في الولايات المتحدة، بالقنصلية السعودية في اسطنبول وطلب تركيا تسليم فتح الله غولن، رجل الدين المقيم بأميركا.

وقالت الرئاسة التركية إن ترامب وأردوغان اتفقا خلال اتصال هاتفي الأحد على التنسيق لمنع حدوث فراغ مع انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.

ونقلت صحيفة حريت عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله الثلاثاء إن تركيا عازمة على العبور إلى شرقي نهر الفرات بشمال سوريا في أسرع وقت ممكن.

وقالت تركيا هذا الشهر إنها ستشن عملية عسكرية في المنطقة. وفي الأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة سحب كل قواتها من شمال سوريا الأمر الذي دفع أنقرة لتأجيل خططها.

ورحب أردوغان بقرار ترامب المفاجئ الأسبوع الماضي بسحب قوات بلاده من سوريا والذي قلب السياسة الأمريكية في المنطقة ومن شأنه إزالة مصدر احتكاك بين البلدين.

وتدعم واشنطن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في حين تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية. وقال مسؤول أميركي رفيع إن ترامب لم يناقش قرار الانسحاب مع أردوغان مسبقا.

وقال متحدث باسم أردوغان أمس الاثنين إن مسؤولين عسكريين أميركيين سيزورون تركيا هذا الأسبوع لمناقشة تفاصيل الانسحاب من سوريا مع نظرائهم.

وسلك ترامب وأردوغان مسلكين مختلفين إزاء قضية مقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر تشرين الأول.. إذ قال ترامب إنه يريد أن تقف بلاده بجانب السعودية وحاكمها الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رغم أن وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) رجحت أن يكون القتل بناء على أوامر الأمير.

وسعى أردوغان لإبقاء الانتباه الدولي مسلطا على مقتل خاشقجي ووضع الأمير في دائرة الضوء. وقالت السعودية إن الأمير لم تكن لديه معرفة مسبقة بعملية الاغتيال.

وقال ترامب الشهر الماضي إنه لا يبحث مسألة تسليم غولن، الذي تلقي تركيا باللوم عليه في محاولة الانقلاب التي شهدتها عام 2016، في إطار مساعي تخفيف الضغط التركي على السعودية في قضية خاشقجي.

ونقل وزير خارجية تركيا الأسبوع الماضي عن ترامب قوله خلال اجتماع مع أردوغان في بوينس أيرس منذ أسابيع إنه يعمل على تسليم كولن. وقال مسؤول بالبيت الأبيض في وقت لاحق إن ترامب لم يعلق على تسليم كولن إلى تركيا خلال الاجتماع الذي عقد في الأرجنتين.