أنقرة تطالب إدارة بايدن بوقف الدعم للفصائل الكردية

الرئاسة التركية تدعو الإدارة الأميركية الجديدة إلى وقف دعمها للمسلحين الأكراد في سوريا في خضم أزمة مرشحة للتفاقم بين تركيا والولايات المتحدة بسبب الخلافات في عدد من الملفات.
الملف الكردي يعمق الخلافات بين واشنطن وانقرة
تركيا تقول انها تنسق عملياتها العسكرية ضد المتمردين الاكراد في العراق بالتعاون مع اربيل وبغداد

أنقرة - طالبت الرئاسة التركية الإدارة الأميركية بوقف دعمها للمسلحين الأكراد في سوريا إضافة إلى وقف أنشطة منظمة "غولن" الإرهابية على أراضيها ما يشير إلى إمكانية حصول مزيد من التوتر في العلاقة بين واشنطن وأنقرة.
وقدمت الولايات المتحدة دعما لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي في الحرب التي استهدفت القضاء على تنظيم داعش في سوريا.
وجدد إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية، مطالب بلاده بضرورة إنهاء الولايات المتحدة دعمها للفصائل الكردية، ووقف أنشطة منظمة "غولن" الإرهابية على أراضيها.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول التركي، مساء الخميس، خلال مشاركته في مقابلة على محطة التلفزة الإخبارية المحلية "تي ار تي"، والتي تطرق خلالها للحديث عن عدد من القضايا على الساحتين المحلية والخارجية.
وتمكنت القوات الكردية من القضاء على قوة التنظيم في سوريا ما مهد لإضعافه في العراق واستعادة مساحات واسعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها.
لكن تركيا تتخوف من أن الدعم العسكري المقدم من قبل واشنطن إلى الفصائل الكردية سيستخدم ضدها وضد القوات الموالية لها في شمال سوريا خاصة وان بعض المناطق التي سيطر عليها الجيش التركي تشهد عمليات تفجيرية بين الفترة والأخرى.
واجتاحت القوات التركية شمال سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2019 وسط ادانات دولية وصمت أميركي.
وتشعر السلطات التركية بقلق كبير ان تقع بعض الأسلحة الأميركية في أيدي مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين تربطهم علاقات وطيدة بالجماعات الكردية في سوريا ويظهر ان هنالك تنسيقا بين الطرفين.
وفي المقابل تهدد تركيا بشن عمليات عسكرية جديدة تطال هذه المرة المتمردين الأكراد داخل الأراضي العراقية.
وثمّن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، اتفاق بغداد وأربيل بشأن اخراج عناصر حزب العمال الكردستاني من منطقة سنجار شمالي العراق، مؤكدا في الوقت ذاته أن احتمالية تنفيذ عملية تركية بالمنطقة لطرد الإرهابيين لا يزال قائما.
ولفت قالن إلى ترحيب تركيا بالاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة المركزية في بغداد مع حكومة اقليم كردستان شمالي العراق، في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في سنجار بشكل تام.

تركيا تهدد بملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني في سنجار
تركيا تهدد بملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني في سنجار

وشدد قالن على ضرورة عدم استمرار أي أنشطة إرهابية ضد تركيا انطلاقا من أي بقعة في الأراضي العراقية، وليس سنجار فحسب.
وأضاف  "سنجار خطوة أولى، ومجرد بداية، ونحن أعربنا عن ترحيبنا بذلك، وبالتزامن مع ذلك فإن كفاحنا لإنهاء الاعتداءات الارهابية على أراضينا سيتواصل حتى النهاية".
وأوضح أن تركيا قامت وتقوم بعملياتها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني شمالي العراق، بالتنسيق مع بغداد وأربيل.
وأضاف قالن "يمكن تحديد شكل ونطاق وعمق تلك العمليات بالتنسيق مع السلطات العراقية بحسب الحاجة، واتخاذ خطوات وفق ذلك".
وأوضح أن الجيش وجهاز الاستخبارات التركيين يقومان بكافة التقييمات اللازمة في هذا الإطار.
وأكد على اتخاذ تركيا تدابير وقائية ضد التهديدات الارهابية المحتملة، وأن احتمال تنفيذ "عملية سنجار" لا يزال قائما.
وشنت تركيا عمليات عسكرية متتالية لتعقب المتمردين الاكراد في جبال قنديل شمال العراق لكن الحكومة المركزية طالبت الجانب التركي باحترام السيادة الوطنية للعراق.
وتعرض قضاء سنجار إلى دمار في البني التحتية وممتلكات المدنيين إثر سيطرة تنظيم "داعش" عليه صيف عام 2014، وبعدها خضع لسيطرة حزب العمال الكردستاني.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقعت حكومة بغداد، اتفاقا مع حكومة أربيل، يقضي بحفظ الأمن في سنجار من قبل قوات الأمن الاتحادية، بالتنسيق مع قوات إقليم كردستان، وإخراج كل الجماعات المسلحة غير القانونية إلى خارج القضاء.
كما ينص الاتفاق أيضا، على إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في سنجار، وإلغاء أي دور للكيانات المرتبطة بها في المنطقة.
وأعلنت بغداد في 21 من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بدء تطبيق الاتفاق، بانتشار القوات الاتحادية في مواقعها المقررة داخل القضاء.