أنقرة تلح على واشنطن في مغادرة المسلحين الأكراد لسوريا

تركيا تطالب الولايات المتحدة بخروج كامل للمسلحين الأكراد من سوريا وسط مخاوف من أن تستخدم أميركا ورقة الأكراد في ذروة التوتر بين أنقرة وواشنطن لتشديد الضغط على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

مباحثات أميركية تركية حول الوضع في سوريا
التوتر بين واشنطن وأنقرة يلقي بظلاله على وضع الأكراد في سوريا
القوات التركية والأميركية تسير دوريات مشتركة في منبج رغم الخلافات

أنقرة - قالت وزارة الدفاع التركية إن أنقرة أبلغت واشنطن اليوم الثلاثاء بضرورة أن يغادر المسلحون الأكراد الأراضي السورية بشكل كامل مع تصاعد العنف في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا.

قالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن الوزير خلوصي أكار أبلغ الممثل الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري خلال محادثات في أنقرة اليوم الثلاثاء بأن تركيا تريد أن يغادر المسلحون الأكراد المنطقة تماما.

وأضافت أن أكار وجيفري بحثا أيضا التطورات الأخيرة في سوريا وأن الوزير التركي عبر عن استياء أنقرة من وجود المسلحين الأكراد في المنطقة.

ويأتي ذلك الطلب بينما تسير القوات التركية والأميركية دوريات مشتركة في مدينة منبج بشمال غرب سوريا في إطار خارطة طريق لإخلاء المنطقة من مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية.

وأغضب دعم واشنطن للوحدات الكردية تركيا التي تراها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المتمرد. وشنت القوات التركية أيضا عمليتين عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب في سوريا.

وفي خطوة تسعى إليها تركيا منذ فترة طويلة، وافقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في يونيو/حزيران على تنفيذ خارطة طريق لمنبج، حيث هددت أنقرة بشن هجوم بري على الرغم من تمركز القوات الأميركية هناك.

وهناك مواجهة حديثة بين أنقرة وواشنطن بشأن مصير قس أميركي تحاكمه تركيا بتهم الإرهاب التي ينفيها القس. ودفع الخلاف الآخذ في الاتساع العملة التركية (الليرة) إلى الهبوط أكثر من 40 بالمئة هذا العام.

واستأنفت روسيا في وقت سابق اليوم الثلاثاء ضرباتها الجوية للمسلحين في إدلب بعد 22 يوما، في أعقاب قصف جوي ومدفعي شنته القوات الموالية للحكومية السورية ضد المعارضة تمهيدا في ما يبدو لهجوم واسع النطاق.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة كل شبر من سوريا وحقق مكاسب كبيرة على حساب المعارضة منذ انضمام روسيا للحرب في 2015.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده، التي تدعم الأسد أيضا، تبذل جهودا لطرد المسلحين من إدلب بأقل كلفة إنسانية.

أما تركيا التي تساند بعض فصائل المعارضة في مواجهة الأسد، فسبق لها القول إن عملية عسكرية في إدلب ستكون كارثية. وإدلب هي آخر منطقة كبيرة تسيطر عليها المعارضة في سوريا.

وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسد وحلفاءه الاثنين من شن "هجوم متهور" على إدلب، قائلا إن مئات الآلاف من الأشخاص قد يلقون حتفهم، إلا أن روسيا رفضت هذه التعليقات وقالت إن المنطقة "وكر للإرهاب".