أنقرة تُرحل تسوية الخلاف مع واشنطن إلى ما بعد تنصيب بايدن

الرئيس التركي يُهوّن من احتمال فرض الولايات المتحدة عقوبات على بلاده بسبب منظومة الصواريخ الدفاعية اس 400 الروسية، فيما سبق للرئيس الأميركي المنتخب أن انتقد سلوكه واعتبره مستبدا.
بايدن لن يكون صداميا لكنه لن يتراخى في مواجهة الانتهاكات التركية
أي عقوبات أميركية على أنقرة ستعمق جراح الاقتصاد التركي  

أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء إنه سيبحث العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة عندما يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة، مهونا من احتمال فرض عقوبات على بلاده لشرائها أنظمة دفاع صاروخي روسية.

وتمني تركيا النفس بعدم التعرض لعقوبات أميركية، لكن كل التقديرات تشير إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الذي سيتولى السلطة في 20 يناير/كانون الثاني لن ينتهج سياسة سلفه الجمهوري دونالد ترامب في ما يتعلق بالتعاطي مع التجاهل التركي للتحذيرات الأميركية.

وفي الوقت ذاته ترجح مصادر دبلوماسية أن بايدن لن يلجأ أيضا لإتباع النهج الصدامي وأنه أميل لحل الخلافات عبر الحوار، إلا أن ذلك لا يعني أنه لن يكون حازما عند الضرورة اذا تجاوزت تركيا الخطوط الحمراء.

وتضررت العلاقات بين البلدين بسبب شراء تركيا أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 واختلافاتهما في السياسة حيال سوريا واعتقال موظفين في القنصلية الأميركية في تركيا.

وقال أردوغان "لا نرى تصريحات الإدارة الأميركية وأفعالها في ما يتعلق بمشترياتنا من الأسلحة لطيفة. وبشكل خاص لا نرى نهجهم في شمال سوريا صحيحا".

وأضاف في تصريحات للصحفيين قبيل سفره إلى أذربيجان أنه من السابق لأوانه التعليق بشأن الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة بايدن والذي ينتقد سياسات أردوغان.

وتابع الرئيس التركي "دعوا السيد بايدن يتولى السلطة أولا. بمجرد أن يتولى السلطة سنجلس بالتأكيد ونناقش أمورا مُعينة مع السيد بايدن. تماما كما جلسنا وتحدثنا في الولايات المتحدة أو في تركيا من قبل، سنناقش هذه الأمور مجددا".

وكان الرئيس الأميركي المنتخب قد هاجم خلال حملته الانتخابية الرئيس التركي وسياساته العدائية ونزعته التسلطية وقال عنه إنه مستبد.

وأرسل بذلك إشارات تحدد سياساته الخارجية وتحديدا كيف سيتعاطى مع تركيا الشريك في حلف شمال الأطلسي.

وكان الرئيس المنتهية ولايته أقل شدّة في الردّ على تمادي تركيا في ملف صفقة اس 400 الروسية أو في سوريا، إلا أنه لم يتردد في التهديد بفرض عقوبات قاسية قد تدمر الاقتصاد التركي في قضايا أقلّ ثقلا منا تلك التي تعلقت باحتجاز أنقرة قسا أميركيا والذي اضطرت الحكومة التركية للإفراج عنه تحت الضغط والمخاوف من تنفيذ ترامب لتهديداته.