'أنونيموس السودان' في قبضة واشنطن بعد مسيرة حافلة بالهجمات على إسرائيل

الادعاء العام بكاليفورنيا يعتبر الشقيقين أحمد وعلاء يوسف عمر المشرفين على المجموعة المشاركة في هجوم 7 أكتوبر 'الأكثر خطورة من حيث عمليات الحرمان من الخدمة الموزعة في العالم'.

واشنطن – يواجه شقيقان سودانيات يشتبه باشرافهما على مجموعة قراصنة " أنونيموس السودان" لائحة تهم خطيرة بعد وقوعها في يد وزارة العدل الأميركية تشمل المشاركة في هجوم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ومهاجمة مستشفيات، ومنشآت حكومية، وبنى التحتية المهمة في لوس أنجلوس وحول العالم.

وتذكر التقارير أن الشقيقين أحمد (22 عاما) وعلاء يوسف عمر (27 عاما) متهمان بإدارة مجموعة تسمى "أنونيموس السودان" التي تصنفها وزارة العدل من بين أخطر المجموعات الإلكترونية من حيث الهجمات في العالم، وفق ما أوردته تقارير من بينها نيويورك تايمز الأميركية و"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

ومنذ ظهورها في يناير/كانون الثاني 2023، نجحت مجموعة "أنونيموس السودان" في تعطيل خدمات العشرات من المنظمات، وخدمات الويب الحكومية في فرنسا ونيجيريا وإسرائيل والولايات المتحدة.

وجاء في لائحة الاتهام التي تم الكشف عنها أن الشابين متورطان في تشغيل وإدارة "أنونيموس السودان"، وهي جماعة سيبرانية إجرامية نفذت عشرات الآلاف من هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS) ضد البنيات التحتية المهمة والشبكات الحكومية والشركات في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وبحسب الصحيفة، فإن الشقيقين قاما بتشغيل مجموعة Anonymous Sudan، وهي مجموعة هائلة تضم 80 ألف مشترك على "تيليغرام" والتي تمكنت من تعطيل الصفحات الرئيسية غير المتصلة بالإنترنت مثل "مايكروسوفت، وأوبن إيه أي، وباي بال" منذ يناير 2023. وتقول لائحة الاتهام إنهم فعلوا كل ذلك مع ثلاثة شركاء فقط من السودان لم يصدر بحقهم أي اتهامات سابقة.

وقدم المدعي العام الأميركي للمحكمة لائحة اتهام بحق المتهمين تتضمن إدارة مجموعة "الهكر أنونيموس السودان"، وشن هجوم إلكتروني تسبب في تعطيل أنظمة الإنذار والقبة الحديدية خلال هجوم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

كما شمل الاتهام دعوى تعطيل تطبيقات الجبهة الداخلية والطوارئ بين يومي السابع والتاسع من أكتوبر/تشرين الأول بالتزامن مع الهجوم، إلى جانب الاتهام بتعريض حياة آلاف المستوطنين للخطر بسبب تعطيل أجهزة الإنذار، حسب مصادر صحفية إسرائيلية.

ووفقا للائحة الاتهام، فقد جرى تنفيذ الهجوم في غضون دقائق من اختراق مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للحدود، مما منع التحذيرات من إطلاق الصواريخ وتسلل عناصر المقاومة إلى المستوطنات، وفق المصدر نفسه.

من جهتها، تذكر صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها، أن الشاب السوداني أحمد عمر شن هجوما بينما كان جالسا أمام جهاز كمبيوتر في فجر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين كان مقاتلو حماس قد اخترقوا للتو الحدود الإسرائيلية.

وتذكر الصحيفة أن الهجوم الإلكتروني على أنظمة الإنذار المبكر المستخدمة في إسرائيل لتنبيه المواطنين إلى الخطر، أدى إلى تعطيل الأنظمة لفترة وجيزة، مما منع التحذيرات التي قالت إنها "قد تنقذ الأرواح" حينها.

كما تنسب لمجموعة القرصنة الإلكترونية المذكورة، هجمات كثيرة إسرائيل، اذ تمكّنت من اختراق مواقع لمصارف شهيرة وجامعات، كما اخترقت موقع جهاز الموساد نفسه.

وتضيف، كانت هذه القضية المرفوعة ضد أحمد وشقيقه علاء عمر، في لائحة اتهام جنائية تم الكشف عنها في كاليفورنيا هذا الأسبوع، في حين تنقل عن المدعي العام الأميركي بالمنطقة الوسطى من كاليفورنيا، حديثه في اتصال مع الصحفيين قوله "كانت هذه المجموعة الإلكترونية الأكثر خطورة من حيث هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة في العالم".

وتذكر الصحيفة أن الأخوين متهمان بإدارة مجموعة تسمى "أنونيموس السودان" التي شنت خلال العام الذي تأسست فيه ما يصل إلى 35 ألف هجوم إلكتروني معروف باسم هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة.

كان جالسا أمام جهاز كمبيوتر فجر يوم 7 أكتوبر

وتسببت الهجمات في تعطيل مواقع الويب التابعة للوكالات الحكومية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل، ووكالات الأنباء، مثل صحيفة واشنطن بوست وسي إن إن، إلى جانب هجمات طالت دولا أخرى، وفقا لما نقلته الصحيفة عن لائحة الاتهام.

وتشير الصحيفة إلى حادثة سابقة أغلق خلالها الشقيقان أنظمة الكمبيوتر الحيوية التابعة لمستشفى في لوس أنجلوس، مما تسبب في تحويل خدمات الطوارئ مؤقتا للمرضى إلى مستشفيات أخرى، وفقا للائحة الاتهام.

وتقول الصحيفة إن الأخوين اللذين تم القبض عليهما واحتجازهما (في بلد غير محدد)، في ذلك الوقت قالا إن الهجوم كان ردا على قصف إسرائيل للمستشفيات في غزة "اقصفوا مستشفياتنا في غزة"، وقد كتبا على تطبيق تليغرام "سنغلق مستشفياتكم أيضا، العين بالعين".

كما تسبب المجموعة في عطل أصاب إحدى شبكات الهاتف المحمول الرئيسية في إسرائيل.

وبلغت سطوة مجموعة الهاكرز بأن تحدت إيلون ماسك مالك منصة "إكس"، حيث تمكنت مجموعة القراصنة الإلكترونيين "أنونيموس السودان" في مطلع سبتمبر/أيلول 2023 من إيقاف المنصة عن العمل بعدد من الدول؛ في محاولة منهم للضغط على ماسك لإطلاق خدمة "ستارلينك" في السودان.

وبقي موقع "إكس" معطلاً لأكثر من ساعتين، كما تأثر آلاف المستخدمين بهذا الهجوم السيبراني. ونشر القراصنة رسالة عبر تطبيق المحادثة تيلغرام: "اجعل رسالتنا تصل إلى إيلون ماسك: أطلق خدمة ستارلينك في السودان".

ولم يعترف موقع إكس بتعطُّل خدمته بشكل علني، كما لم يستجب مالك الشركة إيلون ماسك لمطالب المجموعة الخاصة بإطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" في السودان.

ورغم هذا يعد اهتمام السلطات الأميركية بالقرصنة "السودانية" كبيرا مقارنة بالتعامل مع حالات قرصنة سابقة كان الهدف منها هو دفع فدية مالية، ويعزو أستاذ الهندسة وأمن الشبكات في جامعة سان هوزيه الحكومية أحمد بانافع سبب ذلك، إلى أن "القرصنة السودانية كان وراءها أيضا أهداف ايدولوجية وقومية وعقائدية وسياسية وأن سرعة اعتقال المتورطين هي رسالة واضحة لأي جهة أخرى تحاول تنفيذ عمليات قرصنة مشابهة" على حد قوله.

وبحسب بانافع، فان العامل الذي ساعد السلطات الأميركية في القبض على الشقيقين بهذه السرعة، هو استخدام الذكاء الإصطناعي والتنسيق مع مؤسسات مثل خدمة "باي بال" للتعاملات المالية لمراقبة أي تحركات مشبوهة، ويضيف أن الذكاء الاصطناعي سهل الكثير من الأمور واختصر الكثير من الوقت الذي كانت تستغرقه السلطات سابقا لمتابعة عمليات القرصنة الاكترونية.