'أنيماليا' خيال علمي لصوفيا علوي يسافر بمشاهديه في رحلة تأمل
صوفيا علوي هي مخرجة ومؤلفة سينمائية، ولدت بمدينة الدار البيضاء، وقضت طفولتها بين المغرب والصين. بعد الدراسة الأكاديمية في باريس، عادت إلى العيش في الدار البيضاء سنة 2015 وأخرجت فيلمين وثائقيين: "أطفال نابلس"، و"الأمواج أو لا شيء" وأفلاما روائية منها "حلم سندريلا" و"كنزة دي شو".
فاز فيلمها القصير "لا يهم إن نفقت البهائم" بجائزة لجنة التحكيم الكبرى لمهرجان صندانس سنة 2020. كما فاز فيلمها "أنيماليا" بجائزة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الدرامية لمهرجان "صندانس" السينمائي، ضمن فئة "الرؤية الإبداعية". واعتبرت لجنة تحكيم المهرجان أن فيلم العلوي يعتبر دراما خارقة للطبيعة، تدور حول نهاية العالم.
في هذا الحوار، تشاركنا المخرجة صوفيا علوي تجربتها السينمائية الفريدة من نوعها.
ما هي القصة أو الرسالة التي ترغبين في نقلها من خلال هذا الفيلم؟
"تدور أحداث الفيلم حول امرأة شابة من بيئة متواضعة، تزوجت بشاب من عائلة ثرية، وكانت تعامل بسخرية وقهر من قبل هذه العائلة. ولكنها تعتاد العيش في رفاهية نسبية. فيما بعد، تجد نفسها وحيدة وحاملا في منزل فخم. بعد فرض حالة الطوارئ، التي تبدو أسبابها غامضة في البداية، تحاول الانضمام إلى زوجها وتصل إلى قرية نائية في جبال الأطلس، حيث تشهد تجارب جديدة ومختلفة تماما".
ما هي المصدر الرئيسي للإلهام الذي دفعكِ لتطوير هذا المشروع السينمائي؟
"هناك عدة عوامل، أحب خلق عوالم وأكوان ليست حقيقية. لذا هناك إلهام بصري دائم وهو العثور على مواقع تأخذنا إلى عالم آخر. في جبال الأطلس هناك مناظر طبيعية رائعة تدعو مباشرة إلى سينما الخيال العلمي. وبالإضافة إلى ذلك، هناك بالطبع إلهامات على مستوى الشخصيات، وأشخاص قد التقيتهم، أو حتى أنا نفسي أستجوبهم من خلال شخصيات فيلمي. دائما ما يتعلق الأمر في نهاية المطاف بالعلاقة مع الذات التي نطرحها داخل الفيلم".
كيف بدأت فكرة الفيلم في التشكل والتطور في عقلك؟
"استغرق الأمر وقتا لأجد وجاهة للفكرة. وهي وجاهة قصة، كنت أملك رغبات سينمائية، وشغفا بالحياة خارج كوكب الأرض، وحقيقة عالمنا، كما عبرت عن الرسالة التي أود نقلها من خلال هذا الفيلم. أنا شخصية تطرح الكثير من الأسئلة، وهذا الفيلم يطرح هو أيضا الكثير من الأسئلة. نحن في عالم سريع حيث الأمور تسير بسرعة كبيرة، حيث يعتقد الناس أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة".
كيف اخترت الممثلين وما هي المعايير التي استخدمتها لاختيارهم؟
"أنيماليا فيلم يأتي ليقدم للجماهير رحلة شخصية ويشارك فيه مزيج من الممثلين المعروفين مثل سعاد خوري التي تقدم أداء استثنائيا، وممثلين شبان مثل أميمة بريد التي حصلت على دورها الرئيسي الأول في الفيلم، وممثلين غير محترفين مثل فؤاد أوغهاو الذين أتوا مباشرة من إميلشيل، المدينة التي صورت فيها. تشكلت صداقات كبيرة بيننا منذ فيلمي القصير 'لا يهم إن نفقت البهائم'، وأردت مواصلة هذه المغامرة معهم".
ما هي التحديات الرئيسية التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم وكيف تعاملت معها؟
"تصوير الأفلام الروائية ليس أبدا سهلا. ولكن بعد مرور الوقت، هذا هو ما يمنح هذه المهنة سحرها. أعتقد أن أصعب جزء هو الجانب التجاري لأنه على الرغم من أننا نصنع أفلاما شخصية وصادقة، إلا أن السينما هي صناعة ونواجه تحديات كبيرة في نهاية سلسلة إنتاج الفيلم، في الوقت الحالي، وبشكل خاص، مع انخفاض عدد الأشخاص الذين يذهبون إلى دور السينما أو يبحثون عن ترفيه بسيط عند مشاهدة فيلم. نحن بعيدون عن أيام تاركوفسكي أو بونويل".
هل قمت بتحضيرات خاصة أو أبحاث للتأكد من تمثيل الثقافة والبيئة التي تدور فيها القصة بدقة؟
"فيلمي ليس مرتبطا بواقع اجتماعي. إنه فيلم من نوع آخر. تم تصميم معظم الديكورات الخاصة به حتى تكون رمزية وتعبر عن شيء مختلف من خلال الصورة، وليس مجرد تصوير للحياة اليومية بشكل عام، وكان هناك الكثير منها لأننا صورنا في أماكن حقيقية معزولة للغاية، مع حيوانات كثيرة لم تكن مدربة وإلى ذلك أضفنا عددا هائلا من المؤثرات البصرية! كنت أعلم أنني لست بصدد تصوير فيلم أميركي، وأن ما أحبه هو الخارق الذي يظهر بشكل واقعي. لذا كان يجب علي أن أكون دقيقة بشكل مطلق للسيطرة على النتيجة. في أي لحظة يمكن أن تتغير الأمور. كنت قد عملت بجد على الإشارات المرجعية لنقل بشكل جيد ما كان في ذهني".
هل لديك تأملات خاصة حول الأثر الذي قد يكون له هذا الفيلم على الجمهور والمشاهدين؟
"اعلم أن الفيلم فريد من نوعه، عندما نسمع أن أنيماليا هو فيلم خيال علمي يتعامل مع الأجانب، يمكن أن نخطئ في التقدير. لأن أنيماليا هو أكثر غموضًا وروحانية في معالجته لشكل الأجنبي. أعتقد أنه يجب على المشاهدين الانغماس فيه والسماح لأنفسهم بأن يأخذهم الفيلم في رحلة شيقة. إنه لحظة تأمل يجب أن نقبل فيها الرحيل، وآمل أن يتحدث الفيلم عن نفسه، بعد كل شيء، إنه فيلم يثير الأسئلة ويقدم إجابات لها من خلال الصورة، واختيارات التصوير، والديكورات في الخلفية، والأزياء".
هل لديك رؤى أو اتجاهات تود مشاركتها مع المشاهدين بشأن رسالة الفيلم أو المواضيع التي يتناولها؟
"أحب السينما من أجل لغة الصور. أنا شخصية خجولة بشكل عام ومحجوبة، والصورة بالنسبة لي هي وسيلة للتعبير".