'أهلا بالعربية' أسلوب معاصر في تعليم العربية العامّية

ليلى النبر تقدم في كتابها دروسا منهجية متكاملة ترمي إلى تعليم العربيّة العامّيّة للناطقين بغيرها، وتشير إلى أن اللهجات العامية لا تتقيد بالقواعد المعمول بها في العربية الفصحى بل إنها تعطي الأولوية لطريقة اللفظ وأداء الكلمة إلى السامع.
وجود علاقة وثيقة بين الألفاظ المنطوقة بالعامية والألفاظ التي تنتمي إلى العربية الفصحى

عمّان – تقدم د. ليلى النبر في كتابها "أهلاً بالعربية" دروسا منهجية متكاملة ترمي إلى تعليم العربيّة العامّيّة للناطقين بغيرها.
 وقد صُمِّم الكتاب بلهجة أهل بلاد الشّام (الأردن، سوريا، فلسطين، ولبنان) التي تُعَدُّ لهجة وسطى بين اللهجات العربيّة.
وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان في 304 صفحات من القطع الكبير، وشملت فصوله الأربعة والثلاثون كلَّ ما يحتاجه الدّارسُ، بدءًا من الحروف العربية وما يقابلها من حروف باللغة الإنكليزية، مرورًا بالتّحيّات والتّعابير والضمائر وأدوات الاستفهام وأسماء الإشارة، وسائر العناصر التي تشكّل الحوارات المعتادة في تفاصيل الحياة اليومية في البلدان العربية.
واهتمَّ الكتاب بأسماء الأدوات والأماكن، وأفرد فصولا خاصة بالملابس وأفراد العائلة والأرقام وحاجيات المنزل وأداوت الصيانة، وتضمّن كذلك قاموسًا لمعاني جميع المفردات الواردة فيه، واحتوى تمارينَ وتدريباتٍ، وخَصّص فصلا كاملا لمجموعة من قواعد العربيّة الفصيحة لمن يودُّ التقدُّم من الشريحة المستهدفة في دراسة اللغة العربيّة. 
واعتمد الكتاب أسلوب القوائم في تقديم المعلومة، ومزجَ بينها وبين التدريبات ونقاط التوجيه أو التذكير في تقديم مادته. واستُعملت فيه اللّغةُ الإنكليزيّة، تُقابلها في كلّ كلمة أو جملة الحروفُ اللاتينيّة والعربيّة، وهو ما بدا واضحا منذ عنوان الكتاب على الغلاف الخارجي، ما يجعلُه سهل التناول للأعمار كافّة، دون الحاجة إلى مُعلِّم.
وجعلت المؤلفة للكتاب فصلا إرشاديا سبق الفصول الأربعة والثلاثين، واهتمت فيه بإيضاح خطة عملها، وبذكر الفوارق التي قد تبدو للمستخدم إشكالية في ما بعد، لا سيما ما تعلق منها برسم عدد من الحروف.
ونبهت د. النبر مستخدم الكتاب في مقدمته التي كتبتها باللغة الإنكليزية إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الألفاظ العربية المنطوقة باللهجات العامية، والألفاظ التي تنتمي إلى العربية الفصحى، فهي في معظم الأحيان مشتقة منها أو مطابقة لها مع تغييرات طفيفة في طريقة النطق.
 وأشارت إلى أن اللهجات العامية لا تتقيد بالقواعد المعمول بها في العربية الفصحى، بل إنها تعطي الأولوية لطريقة اللفظ وأداء الكلمة إلى السامع، ما يجعل للقدرة على الاستذكار واستعادة الكلمة أهمية كبيرة في الاستخدام اليومي للغة.
ومن الجدير ذكره أن لدى د. ليلى النبر خبرة تمتدّ لأكثر من ثلاثين عامًا في مهنة التعليم في المدارس الخاصة، وتعليم الطلبة العرب والأجانب، كما أمضت أربعة عشر عاما في تعليم العربية لموظفي عدد من الهيئات الدبلوماسية الأجنبية في الأردن، وانتُدبت مرات عديدة لتقديم محاضرات في دول الغرب عن اللغة العربية وآدابها. 
وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة بيروت العربية، ودرجة الدكتوراه الفخرية ومستشارة في اللغة العربية وآدابها من جامعة أكسفورد- أيرلندا. وقد وافقت جامعة كمبردج على منح شهادة "مدرب معتمد" للدارسين الذين أنهوا الدورة التدريبية لهذا الكتاب.