أوجلان يلتقي وفدا كرديا ورسالة جديدة تلوح بالأفق

حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب يعلن عملية رمزية لتسليم أسلحة حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق هذا الأسبوع.

إسطنبول - توجه وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد للأكراد الأحد الى السجن الذي يعتقل فيه مؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، مع استعداد مقاتلي حزب العمال لإلقاء أسلحتهم بعد نزاع مع أنقرة استمر أربعة عقود.

ويُنتظر عقب هذا اللقاء أن يصدر أوجلان رسالة جديدة حول العملية، ما يمهد لمرحلة جديدة من السلام والحل الديمقراطي للمشكلة الكردية في تركيا، ويعزز آمال الاستقرار الإقليمي.

وأفاد بيان لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب بأن النائبين بيرفين بولدان وميتات سنكار يرافقهما المحامي أوزغور إيرول وصلوا الى سجن جزيرة إيمرالي قرب اسطنبول، حيث يمضي أوجلان عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ 1999.

ويأتي هذا اللقاء مع تداول معلومات عن استعداد مقاتلين أكراد لتنظيم مراسم لإتلاف أسلحتهم في كردستان العراق من المرجّح أن تقام بين 10 و12 يوليو، فيما تؤكد هذه الزيارة على الدور المحوري لأوجلان في عملية السلام، بعد دعوته في فبراير مقاتليه إلى إلقاء السلاح وحل الحزب.

لكن حزب العمال الكردستاني اعتبر أخيرا أن تركيا لم تنفذ المطلوب منها على هذا الصعيد، وخصوصا لجهة تحسين ظروف اعتقال عبدالله اوجلان (76 عاما)، وهي نقطة محورية لضمان استمرارية العملية وإزالة العقبات المتبقية.

وأعلن حزب مؤيد للأكراد السبت عن عملية تسليم "رمزية" لأسلحة عدد من عناصر حزب العمال الكردستاني ستجري خلال أيام في إقليم كردستان العراق بمتابعة من وسائل الإعلام، لتأكيد الالتزام بقرار المؤتمر العام للحزب حل نفسه، وإلقاء أسلحته، وبدء مرحلة جديدة من السلام والحل الديمقراطي للمشكلة الكردية في تركيا.

وجاء ذلك في الوقت الذي أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت أنّ جهود السلام مع الأكراد ستكتسب زخما مع بدء مقاتلي حزب العمال الكردستاني بإلقاء أسلحتهم.

وقال حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب إننا "نعيش أياما مهمة وتاريخية، تُمثل مرحلة جديدة في مسيرة السلام والمجتمع الديمقراطي، ومن المتوقع أن تتخذ مجموعة من أعضاء حزب العمال الكردستاني خطوات تتماشى مع قرارات المؤتمر العام للحزب عقد في الفترة بين 5 و7 مايو الماضي في إقليم كردستان العراق، وذلك بتنظيم فعالية في إقليم كردستان خلال الأيام المقبلة".

وأضاف بيان أصدره المكتب الصحافي للحزب أنه ضمن عملية الحل الجديدة، التي بدأت بدعوة من رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي في البرلمان التركي في 22 أكتوبر الماضي، واستمرت بقرار حزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه وحل نفسه بموجب نداء من زعيمه عبدالله أوجلان في 27 فبراير نوقشت موضوعات مثل تشكيل لجنة برلمانية قبل عطلة البرلمان ستبدأ أول أغسطس، بعد تأجيلها شهراً لإتاحة الفرصة لمناقشة الترتيبات اللازمة لعملية السلام الداخلي، بالإضافة إلى جدول نزع أسلحة العمال الكردستاني، اقترح أن يُقيم الحزب حفل نزع سلاح رمزياً خلال أسبوع، وأن تُنشر صور الحفل على الجمهور بعد اتخاذ الترتيبات اللازمة".

وتابع البيان "دعا حزبنا، الذي تولّى دور الوسيط منذ بداية عملية الحل الجديدة، عددا محدودا من كتاب الأعمدة 15-20 شخصاً يُحددون حسب الحصة لحضور هذه الفعالية، وسيتم اصطحاب الكُتّاب وممثلي المنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية الذين دعوناهم إلى إقليم كردستان بتنظيم من حزبنا".

وأشار البيان، الذي لم يُحدد تاريخا دقيقا خلال الأسبوع لعملية التسليم، إلى أنه "لا يوجد أي عائق أمام الصحافيين الآخرين لحضور الفعالية، التي ستعقد بعلم الحكومة التركية، ويمكن لجميع الصحافيين الراغبين في حضورها مشاهدتها بوسائلهم الخاصة".

ومن جانبه، أكّد أردوغان في تصريحات أدلى بها لصحافيين أتراك رافقوه خلال عودته من أذربيجان، حيث شارك في القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي، أن "العملية الجارية لجعل تركيا خالية من الإرهاب ستكتسب سرعة أكبر قليلا عندما تبدأ المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح".

وقال "نؤمن بأننا سنُحقق هدفنا في جعل تركيا خالية من الإرهاب، أعلنا منذ البداية أن إلقاء السلاح يجب أن يكون غير مشروط، ويجب على المنظمة) (العمال الكردستاني) أن تُحلّ نفسها هيكلياً، قلنا ذلك، ووصلنا إلى هذه النقطة خطوة بخطوة، وستزداد العملية سرعةً عندما تبدأ المنظمة تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح".

وتابع أردوغان "مؤسساتنا المعنية تتابع بدقة كل خطوة، وتتخذ الخطوات اللازمة، ولن نسمح بالاستفزازات".

وقال أردوغان إنه سيلتقي وفد الحزب، المعروف بـ"وفد إيمرالي"، الذي يضم النائبين البرلمانيين، بروين بولدان ومدحت سنجار، خلال هذا الأسبوع، بحضور نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، إفكان آلا، ورئيس جهاز المخابرات، إبراهيم كالين.

وعدّ الرئيس التركي أن إلقاء حزب العمال الكردستاني أسلحته سيكون مصدرا للأمن والديمقراطية، وبداية عهد جديد في مجالات التنمية، مضيفا "سنخوض معركة تركيا خالية من الإرهاب معا".

وأعلن حزب العمال في 12 مايو حل نفسه وإلقاء السلاح، تجاوبا مع نداء وجهه أوجلان نهاية في فبراير الماضي.

وفي الأول من مارس، أعلن الحزب الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون "منظمة إرهابية"، وقف إطلاق النار.

وأمضى معظم مقاتلي الحزب السنوات العشر الماضية في مناطق جبلية بشمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنّت بانتظام عمليات برية وجوية ضدّهم.

وبدأ حزب العمال الكردستاني تمرده في 1984 بهدف إقامة دولة كردية مستقلة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص وفرض عبئا اقتصاديا ضخما على تركيا وأثار توترا اجتماعيا فيها.

ومن شأن قرار حزب العمال الكردستاني نزع سلاحه أن يعزز استقرار تركيا السياسي والاقتصادي ويشجع التحركات الرامية إلى تخفيف حدة التوتر في العراق وسوريا، حيث تتحالف قوات كردية مع القوات الأميركية.

سلام تركيا يبدأ من إيمرالي